أين الالتزام؟
اليوم ابني أسامة رجع من المدرسة مبكرا، قال إن أحد معلميه قد ذهب منذ الحصة الأولى.
فتعطلت دراسة ثلاثين تلميذا في الحصة الأولى وثلاثين في الحصة الثانية ثم الثالثة والرابعة، أي أكثر من مئة وعشرين تلميذا لم يتلقوا دروسهم هذا اليوم.
واتصلت بي ابنتي شروق من الجامعة وقالت إن أستاذها لم يحضر، فتعطل الصف.
فخطر ببالي هذا السؤال: أين الالتزام؟!
قبل أعوام، و قبل أن تجتاح الهواتف النقالة حياتنا، عندما كان أسامة طفلا، أصابه زكام؛ اتصلت أم شروق بالمدرسة وطلبتني، كنت في الصف، ناداني المدير.
قالت إن أسامة أصيب بالحمى أيضا وحرارته مرتفعة.
قلت لها: لدي صف لا أستطيع تركه، خذيه أنت إلى المستشفى. وأدري أن تستأجر امرأة سيارة وتأخذ ابنها الرضيع إلى المستشفى ليس بالأمر الشاق.
انتهى الهتاف ورجعت إلى صفي... لم أجد التلاميذ.
رحت أستفسر المدير عنهم.
قال: اذهب لتأخذ أسامة إلى الطبيب.
الله يذكره بالخير والسلامة، السيد محمد جواد القرناوي، عندما سمع ما دار بيني وبين زوجتي، ذهب إلى الصف مسرعًا وأمر الطلاب أن يغادروا قبل أن أرجع.
وسوم: العدد 762