شعب يُشرَّد وبلد يُدمَّر وحضارة تُهدَّم وطاغية يتجبَّر والخُرس لا يتكلمون!!!
شعب يُشرَّد وبلد يُدمَّر وحضارة تُهدَّم
وطاغية يتجبَّر والخُرس لا يتكلمون!!!
د. محمد فاروق البطل
من أعظم جرائم الشيطان الأكبر حافظ أسد أنه اغتصب الحكم في سورية ، وبدهاء ومكر تدرَّج في تهميش أكثرية الشعب السوري من أهل السنة والجماعة ، بإبعادهم عن المسؤولية ومواقع القرار، وخاصة في الجيش وأجهزة الأمن ، وصولاً إلى تحقيق حلمه بإقامة دولة نصيرية بعد أن فشل أبوه ووفد الطائفة النصيرية معه في الحصول على وعد فرنسي بإقامة دولة نصيرية، ووثيقة الخيانة محفوظة مشهورة وكانت بتاريخ 15/6/1936 ورقمها 2547 ([1]) ،تحالف حافظ أولاً مع الأقليات الحاقدة على مستوى الجيش ، وكان كلما تمكن من الحكم والسيطرة، تخلص منها واحدة بعد أخرى، حتى الطائفة النصيرية كان على حلف مع قياداتها في الجيش وغيره: محمد عمران وصلاح جديد وإبراهيم ماخوس وغيرهم ، فتخلص منهم واحداً بعد آخر ، ثم كان على حلف مع أخيه رفعت فتخلص منه ، وأبعده عن البلاد غير مأسوف عليه ، ثم انتهى به الأمر إلى أن انفرد بالحكم ، وجعله في بيته وأسرته وراثياً ، أي في أولاده ، وهكذا ابتُلي شعبنا بحكم الطاغية الأثيم بشار ، بعد موت أخيه باسل.
وكان من مكر الشيطان الأكبر أيضاً وولده بشار من بعده، اختيار بعض من ينتسبون جغرافياً إلى أهل السنة والجماعة ليسند إليهم مناصب عليا رمزية، دون أن يكون لهم وزن ولا اعتبار ولا تأثير في القرار ، حتى إذا أُحرِج بالسؤال أمام الإعلام قال : ها هم عبد الحليم خدام ، و زهير مشارقة ، ونجاح عطار ، وفاروق الشرع ، ومصطفى طلاس ، وحكمت شهابي ... وغيرهم، هم في مناصب متقدمة في الدولة ، لكن يبقى السؤال: ما صلاحية هؤلاء وما دورهم في اتخاذ القرار ؟ وما الثقل الذي يمثلونه ؟ بالتأكيد لا شيء.. لا وزن لهم ولا قيمة ولا اعتبار!!! قد اكتَفَوْا من السلطة بالاسم والمظهر ، وإلاَّ هل من المعقول أن يُذبح الشعب السوري ويُرمَى براً وبحراً وجواً بل وبالبراميل الحارقة اللاهبة الفتاكة، وتُحرَّق أرضه الجميلة ، وتُدمَّر حضارته الرائعة ، وتُخرَّب مدنه الزاهرة ، ثم لا يُسمَع لهؤلاء الذين كانوا أو لا زال بعضهم في موقع المسؤولية، بل كانوا هم السبب الرئيسي في نكبة الشعب السوري ومأساته حين قبلوا على أنفسهم بيع دينهم ووطنهم وأهلهم وشرفهم وضميرهم... لقاء منصب تافه ، ومسؤولية فارغة ، ومال حرام ، وتمثيلاً لأهل السنة كاذب ، تباً لهم! لقد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا شركاء في الجريمة ، وشهود زور لحكم طائفي ديكتاتوري مستبد بغيض.
وليسمح لي الأخ القارئ الكريم أن أستعرض بعض أخبار هؤلاء الخُرس الصم البكم العمي الذين لا يتكلمون ولا ينطقون بالحقيقة وقد عَمُوا وصمُّوا.
- نجاح العطار : بنت دمشق من عائلة كريمة ، والدها قاضي دمشق، أثنى عليها الشيخ الأديب القاضي علي الطنطاوي في مجلة الرسالة المصرية بعنوان : الآنسة ن...، وهي شقيقة الداعية الكبير الأستاذ عصام عطار حفظه الله تعالى ، الذي حاول حافظ أسد اغتياله في ألمانيا فاغتالت العصابة الأثيمة زوجته السيدة بنان الطنطاوي رحمها الله تعالى، زوجها ضابط في الجيش من آل العظمة ، درست الأدب العربي في بريطانيا ، وعملت أستاذة في جامعة دمشق، استوزرها الخبيث حافظ أسد فعيَّنها وزيرة للثقافة ولفترة طويلة ،، ثم عيَّنها بشار نائبة له، وهي لا تزال في هذا المنصب رغم تقدم سنها وقد بلغت 85 سنة، وما أظنها تمارس أي صلاحية ، إنه منصب فخري ، ليس لها نشاط يذكر ، كان المقصود استغلال اسم عائلتها، واسم أخيها عصام ،ثم استغلال لسانها المنافق الكذوب ، هي اليوم تعاصر ذبح الشعب السوري ، وهدم المدن وتدمير الحضارة ، وتشريد الشعب ، وتحويل عشرة ملايين سوري إلى مشردين ولاجئين ، غير مئات الألوف، بل الملايين من الشهداء والمفقودين والمعتقلين والمفقودين والأيتام والأرامل والأيامى والمحاصرين ، وعشرات المناطق المحاصرة وقد قُطع عنهم الغذاء والماء والدواء إلى درجة الموت.
ومع ذلك لم يصدر عن هذه المنافقة المحسوبة كذباً على أهل السنة، لم يصدر عنها موقف ولا تصريح ، كأن كل هذه الآهات والأنَّات والدموع والمصائب والكوارث لا تهمها، بل لا تجرؤ أن تقول حرفاً ، وإنما المهم لديها أن تبقى في هذا المنصب القذر ، وهذا المُسمَّى التافه ، ولو على حساب جماجم شعبها وأشلائهم ودمائهم... لا عجب!! فهذا طبعها، وهذه سيرتها، عُرِفت به يوم قبلت أن تكون أداة طيعة ، ولعبة تافهة، بيد أكثر الطغاة في التاريخ دموية ووحشية وقتلاً ، بل إنها لم تستح أن تستمر في نفاقها و كذبها ودم زوجة أخيها الوحيد بنان الطنطاوي ينزف ، ودموع أخيها عصام لم تجف بعد ، ألماً على فراقها، وحسرة على غيابها.
تُرى أإلى هذا الحد يعبد الإنسان المنصب؟! تباً لها من امرأة منافقة لا قلب لها ولا ضمير...وقد قال أخوها الأستاذ عصام في ذكرى استشهاد زوجته بعد 33 سنة: ثلاثة وثلاثون عاماً مضت على غيابِ هذا الكوكبِ الذي أضاءَ حياتي وحياةَ أُسْرتي في أحلك ليالي الغُربة والتشرّد والخطر والمرض ، وأضاء لمن كان حولنا حيثما سَرَيْنا في الأرض .
ثلاثة وثلاثون عاماً مضت على فراق زوجتي وحبيبتي وصديقتي ورفيقة دربي ، وسَنَدي وعَوْني حيث لا سندَ ولا معينَ إلاّ الله سبحانه.
ثلاثة وثلاثون عاماً مضت على رحيل هذه المسلمة العظيمة والزوجة العظيمة والأُمّ العظيمة والإنسانة العظيمة .. لم تحمل في قلبها وفكرها هموم بلدها وأهلها وأخواتها وإخوتها فحسب ، بل حملت مع ذلك هموم عالمها العربيّ والإسلامي ، وهموم الإنسانية والإنسان أَنَّى كان هذا الإنسان ، وفاضت في قلبها الرحمة فشملت سائر المخلوقات.
وحكى الأستاذ عصام أن ملكاً عربياً قال لمسؤول كبير جداً في سورية : نحن نفهم أن تقتلوا عصام العطار، أما أن تقتلوا زوجته!! قال المسؤول الكبير في ذلك الحين : نحن لم نقتل عصام العطار كما أردنا ، ولكننا أصبناه في مقتل ، لقد قطعنا بقتل زوجته بنان يده ورجله ، ولن يستطيع بعدها أن يتحرك كما يتحرك ، وأن يعمل كما يعمل.
مع كل هذا الحب والتقدير والوفاء من أبي أيمن عصام تجاه زوجته أم أيمن بنان الشهيدة ، لم يتحرك لدى نجاح الأخت قلب ولا عاطفة ولا مودة ، فقد كان كل همها أن ترضي الطاغية، وتكسب مودته، ولو على حساب دم زوجة أخيها وتشرده في الآفاق.
2 ـ فاروق الشرع : ابن درعا، هو الآخر مُسمَّى: نائب رئيس الجمهورية السورية مع وقف التنفيذ ، من أسرة درعاوية أردنية مشهورة ، استوزره الخبيث حافظ وزيراً للخارجية أولاً ، واختاره بشار نائباً له، وما قلتُه عن نجاح العطار هو نفس ما ينبغي أن أقوله عن الشرع ، فهما شهيدا زور على أسرتَيْهما وبلدهما ودينهما وأهلهما، أعني: أهل السنة، وهم الكثرة الكاثرة في الشعب السوري . الكثرة المُهمَّشة التي لا قيمة لها ولا وزن ولا اعتبار، وليس هناك مَن يمثلها في مفاصل الحكم، واتخاذ القرار، وهؤلاء ليسوا إلا نكرات تنزل عليهم القرارات والمراسيم من علٍ، والمطلوب منهم الاطلاع فقط ، حتى التنفيذ لا يملكونه.
وكثيرون أولئك الذين كانوا يحسنون الظن بفاروق الشرع بل ويراهنون عليه ولا زالوا ، إنهم واهمون لأنهم لا يدرون آلية النظام في اختيار الأشخاص لمثل هذه المواقع الرمزية المخادعة ، وإلا هل كان يصدق أحد أن يرى فاروق الشرع درعا مفجرة الثورة، والتي تعرضت لإهانة بالغة عبر أطفال عشائرها، ثم دُمِّر مسجدها العمري، ومُزِّق المصحف الشريف ، وعربد الجنود السكارى في محتويات المسجد، وهاهي الآن تُدمَّر وتُرمى بالبراميل الحارقة اللاهبة، فضلاً عن الأسلحة الثقيلة والفتاكة، ويسقط الشهداء في كل يوم ، ثم يُشرَّد شعبها العربي الأصيل ... مع هذه المصائب والكوارث و الجراح التي تنزل بدرعا وأهلها لم ينبس فاروق الشرع ببنت شفة! ولم ينطق بكلمة ولا بحرف! ولم يصدر عنه موقف ولا تصريح!! لكن أتُراه يجرؤ؟ وهل يملك الشجاعة ؟ خاصة وأن الخبيث ابن الخبيث بشار قد عيَّن له أخطر رجل مخابرات في سورية وأمكرهم وهو اللواء محمد نصيف المسؤول عن الطائفة النصيرية وتنظيمها والمسؤول كذلك عن تمكينها من حكم سورية.
3 ـ العماد الركن مصطفى طلاس: هو ابن مدينة الرستن القريبة من حمص والواقعة بين حماة وحمص، على طريق حلبـ، دمشق ، وهي مدينة سنية ، تتبرأ من مصطفى طلاس الذي لم يكن يوماً وفياً لدينه أو عقيدته أو وطنه أو بلده، وإنما كان دائماً عبداً لمصالحه وأهوائه وشهواته ، من أجل ذلك رضي لنفسه أن يكون أي ذنباً تابعاً لحافظ أسد ، وخادماً في تحقيق مخططه في إقامة الدولة الدكتاتورية الطائفية الوراثية تحت سيطرة الأقلية النصيرية الحاقدة.
وقبِل على نفسه كذلك، أن يكون في خدمة وإمرة ابن 34 سنة بشار أسد ليكون وريثاً لعرش أبيه في حكم سورية وتعديل الدستور السوري من أجل ذلك.
لقد عاصر طلاس ثورة الحرية والكرامة لدى الشعب السوري ، وعاصر بطش ا لنظام بهذا الشعب منذ أن كانت ثورة سلمية، لم تُرفَع فيها إلا أغصان الزيتون ، ولم تُشهر يومها عصاً ولا سكيناً ولا مسدساً ، فواجهها النظام بوحشية قاتلة استعمل في مواجهتها ومن أول يوم كل الأسلحة الفتاكة لقهرها ، واستعان بإيران وبحزب الشيطان وبكل المليشيات الطائفية من العراق وإيران والبحرين، ومن كل شيعة العالم ومرتزقته، لإذلال هذا الشعب، وكبت حريته، وجرح كرامته، وحرمانه حقه الإنساني والقانوني أن يعيش حراً كريماً مستقلاً ، لكنَّ قائد جيشه البطل المغوار المسؤول عن أمنه واستقلاله العماد الركن وزير الدفاع والقائد العام للجيش والقوات المسلحة المجرم مصطفى طلاس!!! آثر أن يهرب بنفسه وأسرته وثروته إلى باريس ، ليعيش هناك رافهاً عابثاً ماجناً ، وقد عرف عنه القاصي والداني عشقه للغواني الفاتنات منذ أن كان وزيراً للدفاع وقائداً للجيش ، وقد ألف كتاباً عن أشهر الفاتنات في العالم وعن ذكرياته معهن ،، وقد كانت سُبة قبيحة وعاراً ذميماً بحق سوريا والجيش السوري أن يكون هذا التافه قائداً له، مما اضطر المخابرات جمع نسخ الكتاب وإتلافها ورميها في مزابل التاريخ!!.
هذا هو مصطفى طلاس الذي استعمله حافظ أسد طيلة حكمه قائداً لجيش المقاومة! والذي سيحرر الجولان وفلسطين! تباً لهؤلاء القادة!! وتباً لهذا الجيش الذي لم يكن إلا أداة لحماية الطاغوت وفرض الاستبداد ، وقهر الشعب ، وسلبه حريته وكرامته واستقلاله!!.
هو الآخر محسوب على أهل السنة بكل أسف ، والإسلام وأهل السنة براء منه ، نعم هو الآن في فرنسا لا تفارقه الخمرة، يأكل من المال الحرام الذي جمعه ، لا يهمه أمر شعبه ولا بلده، أُحرِقت الرستن بلده ، ودُمِّرت ، وقُتِل أهلها، ولم ينبس ببنت شفه ، ولم يستيقظ منه ضمير، ولم تتحرك لديه نخوة ، ولم يصدر عنه موقف ولا تصريح قاتله الله.
4 ـ العماد الركن حكمت شهابي : رئيس الأركان العامة للجيش السوري في عهد حافظ أسد، وقبل ذلك كان رئيساً للمخابرات العسكرية في عهد الطاغية الأثيم ، هو من مدينة الباب التابعة لمحافظ حلب ، محسوب على أهل السنة أيضاً، وقد رضي أن يكون عوناً وسنداً في تحقيق مشروع الدولة الطائفية الاستبدادية الديكتاتورية التي أقامها الطاغية الأثيم حافظ أسد، تمهيداً لاقصاء أهل السنة وتمكين الطائفة الشيعية ، وفرض النفوذ الإيراني، حتى إذا قامت ثورة الحرية والكرامة هرب بأمواله وأسرته ليعيش في أمريكا، تاركاً الشعب السوري ليعيش الظلم والقهر والاستبدا،د بل ليعيش القتل والذبح وتدمير المدن ، وإحراق الشجر والحجر على يد المهووس بشار أسد، وقد كان الشهابي ممن نصَّبه وأسلم له قياد سوريا، ورضي أن يمنحه أعلى الرتب العسكرية التي لا يفقه منها شيئاً .
نعم ... لقد كان حكمت الشهابي أحد السدنة لهذا النظام المجرم القاتل السفاك على يد السفاح الأرعن الأثيم بشار.
قال لي حكمت الشهابي حين كنت مع الأخ الأستاذ عبد الله الطنطاوي نفاوضه والعماد علي دوبا كممثلين لحافظ أسد وقد كنا معتقلين وكان المطلوب منا أن نحاورهم بحثاً عن حل لأزمة البلد عام 1980 قال لي وأنا أحدثه عن عنف النظام وإرهابه وظلمه والتعذيب الذي يجري على الشباب المسلم في سجون المخابرات قال وأنا اصافحه مودعاً وبشكل هامس بسبب وجود علي دوبا : يا أستاذ فاروق الأمر يحتاج إلى صبر، وقلت في نفسي : لعل الرجل يخطط لأمر في إنقاذ البلد من الحكم الطائفي البغيض لكنني كنت أحسن الظن به أكثر من اللازم فقد غادر سوريا دون أن يفعل شيئاً لصالح هذا الشعب المظلوم المقهور.
لقد قال لي أحد أقربائه العارفين به وبأحواله: أتظن أن العماد حكمت يملك من أمره أي شيء ، والله إن الحاجب النصيري الواقف على باب مكتبه، لا يجرؤ حكمت أن يخالفه، ويحسب له ألف حساب، لأنه قد عُين جاسوساً عليه.
وإنها لحقيقة مُرة... يحصد اليوم شعبنا السوري آثارها ومآسيها نتيجة فرض أمثال هؤلاء القادة ممثلين له ، وهم ليسوا أكثر من أدوات قذرة، لقمع هذا الشعب وفرض الحكم الديكتاتوري الطائفي ، كذلك هم وأمثالهم من أهل السنة ، ليسوا أكثر من شهداء زور لمرحلة حالكة من تاريخ سورية ذاق فيها شعبنا الظلم والقهر والاستعباد بل والاستعمار والاحتلال... ولا حول ولا قوة إلا بالله العليم العظيم.
الخرس المنافقون من أهل السنة ممن تسلموا المواقع والمناصب الحكومية في عهد الطاغية الهالك وابنه الطاغية الأثيم ، أسهموا في ترسيخ وتثيبت لدولة الطائفية وحكم الأقلية النصيرية.
إنهم كثيرون...لكن هذه عينة صغيرة ممن حسبوا على أهل السنة وقد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا رموزاً كاذبة لأهل السنة، وهم لم يكونوا أكثر من شهود زور أسهموا في قمع الشعب السوري وإذلاله ، وأخيراً اسلموه للذبح والقتل والتدمير بل وللاستعمار الفارسي الصفوي وأدواته القادمين من طهران ولبنان والعراق ومن شيعة العالم.
عبد الحليم خدام:
قد يتساءل بعض الإخوة القراء : لماذا لم تأت على ذكر عبد الحليم الخدام الذي كان اليد اليمنى للطاغية الأب ، ومساعده الأول في إقامة الدولة الطائفية النصيرية ، بل هو الذي وقَّع بيده الأثمة صك تنصيب ولده بشار وتعديل الدستور ليتطابق مع سن الـ 34 سنة، ثم رحل هو الآخر إلى باريس ليعيش في قصر رفيق الحريري الفخم ، وكأن هؤلاء الاشتراكيين اليساريين العلمانيين لا يجدون لهم مأوى إلا في العواصم الغربية التي كانوا ذات يوم يتشدقون بعداوتها، تباً لهم من خونة مارقين.
صحيح أن الخدام تكلم بعض الشيء عن النظام الغاشم في دمشق ، ولكنه لا زال يحصر حديثه في عهد بشار ، ولكنه فيما قرأت أو سمعت لم يتكلم بعد عمن خدمه ثلاثين سنة ، وقد كان شاهداً على مذبحة حماة إذ كان محافظاً لها ، ولم يتحدث عن خيانة حافظ أسد في تسليم الجولان وقد كان محافظاً للقنيطرة ، ولم يتحدث عن محاولاته الدائبة في تمزيق الأمة العربية وإحداث الفتن فيها وقد كان وزيراً للخارجية ، ولم يتحدث عن لبنان ، ومذبحة الفلسطينيين في تل الزعتر ، وقد كان مسؤولاً عن ملف لبنان ، ولم يتحدث عن علاقات حافظ أسد الخفية مع إسرائيل والصهيونية العالمية ، وكيف مكَّن إيران من بسط سيطرتها على سوريا واحتلالها؟!!.
لا زلنا ننتظر كتابة مذكراته ، وقد قال لدى هربه من سورية أنه قد هرَّب كافة الوثائق والمستندات والأسرار التي ستكشف كامل أوراق النظام ، لكنه لم يفعل حتى الآن، وقد تقدم في العمر ، وإنا لمنتظرون... فمتى يفي بالوعد...؟!
([1]) أتمنى على الإخوة القراء أن يقرأوا هذه الوثيقة ويقرئوها أبناءهم وأحفادهم لتعرف الأجيال ماذا يجري في سورية وليعرفوا كيف رضع حافظ وابنه بشار الحقد على أهل السنة واستعدادهم الكامل والدائم لبيع سورية ومستقبلها ومصبرها لكل عدو متعصب ولكل مستعمر طامح..