براءة الطفولة
ميز الله الأطفال بعواطف جامحة ، لكنها مستقرة متوازنة ، فبراءة تظهر المرح و السرور و لا تخفي شيئا من الأحزان و الدموع ، إن تلك البراءة سرعان ما تولد الابتسامات الصادقة المنطلقة في عالم الحياة في حركة تزعج الكثير ، لكنها شريان حياة لتلك الطفولة .
ليتنا نتعلم منهم الصفاء و الطهر و الحركة ، ليتنا نتعلم منهم صدق العواطف ، ليتنا نتعلم منهم الانطلاق و الحركة في عالم الحياة ، فنسرح و نمرح و نغني و نلعب دون قيد ، ليتنا نصنع صدقات الطفولة البريئة ، علاقات لا تمتزج بالمصالح ، ليتنا نتعلم صفاء الروح عند الاختلاف و الشجار ، فهم سرعان ما تمتد أياديهم للمصافحة لإبرام صلح ، فطفولتهم تسامح بسهولة .
كم تكبر الطفولة في نفوس المحرومين من الابتسامة الصادقة ، و كم تكبر الطفولة في عيون من حبستهم المادة عن الحركة ، إن للطفولة سحر خلاق ، فكم يسعدنا لنبصر في عيون الأطفال فنرى السعادة المغمورة بدفء الحياة ، يكفي ان تعاملهم بلطف لتنفجر من ينابيعهم أنهار السعادة ، و ينبوع الحياة ، فما أجمل صفاء الطفولة ، إنها كصفاء السماء في يوم صحو ، و نقاء الماء الذي ينساب بين الجداول .
إن اكبر أخطائنا نحن الكبار حين نتخلى على البراءة و الطفولة ، فيشغلنا عنها صروف الحياة و مشاغلها ، و يشغلنا عنها اللهو في عالم الصراب ، نجمع الفناء و نهمل حياة البراءة ، إن السعادة أن نرسم لسمة في الطفولة .
يالها من سعادة حبست عن عالم الكبار ، سعادة لا تشترى بالمال ، و لكنها سعادة مودعة ولدتها الفطرة التي خلقنا بها ، نقول و لسان الحال يقول : ليتنا عدنا لزمن الطفولة الجميل .
وسوم: العدد 770