عن فصائل الثورة وإخلاص رجالها ومشروعية جهادهم

أما الإخلاص فسر عزيز أمره إلى الله تعالى .

وفِي الحقيقة ان مكونات غالبية الفصائل في سورية إنما خرجت عندما خرجت دفاعا عن حق وعن دين وعن عرض ، أي خرجوا لجهاد مشروع كان واجبا على الكفاية بالنسبة للشعب السوري .

لم يغب عن ثورة قدمت نصف مليون شهيد المخلصون ولا الجادون، وإنما غاب عنها المرشدون ، ليس فقط على المستوى الفكري أو الخلقي ، وكلنا يحتاج في كل صباح ومساء إلى التواصي بالحق والتواصي بالصبر.

وإنما غاب عنها المخططون الاستراتيجيون والتخطيط العسكري علم .

كان بيننا أناس منذ العام الأول للثورة ينبهون وينصحون ، ولكن أصحاب الطموحات الفردية والقصور في العزيمة والقصور في العلم سبقوا .

ثم جاء دور المانحين فادخلوا الثورة في دوامة التصفية ، وكل شيء كان مبرمج ومخطط علميا ، وسار وما يزال يسير وفق خطة مكر خبيث.

يتساءل البعض : ماذا لو بقيت الثورة بيضاء ؟

والثورات البيضاء جميلة ومنتجة ولكن لها أطرها أيضا ..

المخطط الخبيث الذي خلي لبشار الأسد اليد الطولى في تنفيذه ، انتقل من برنامج القتل اليومي لعشرات المتظاهرين السلميين إلى برنامج الاغتصاب الممنهج والعالم كله يتفرج ، لم يعد بمقدور واعظ كان ينادي على الناس تمسكوا بالسلمية واصبروا على القتل أن يقول لهم اصبروا على نهكة الأعراض ..

تذكروا أن غاندي ثار على الإنكليز وان مانديلا كان يتواصل من سجنه مع محاميه .

اللهم ارحم شهداءنا جميعا .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 770