كيف يتخلف العرب وفيهم الفيلسوف الكبير علي سالم!!
كيف يتخلف العرب
وفيهم الفيلسوف الكبير علي سالم!!
محمد المليص
نشرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم مقال للكاتب علي سالم بعنوان: "قليل من الفلسفة", وبعد قراءتي لهذا المقال وجدت أن الكاتب يحاول جاهدا أن يحمرن الجماهير, أي يقنع الجماهير بأن يبقوا حميرا بعيدأ عن حتى التفكير بالتمرد على الإستبداد . بل يسخر من الجماهير التي تفكر بالتمرد على الإستبداد ويتهمها بأنها عديمة كرامة عندما تثور وهي غير قادرة على زراعة القمح وتحتاج من دول أخرى أن تعطيها القمح.
حيث يقول حرفياً: " سأفترض جدلا أن سيادتك تفضل أن تحصل عليه كمعونة لأنك عاجز عن زراعته، ألا يتعارض ذلك مع كرامتك الإنسانية التي ثرت طلبا لها"
ثم يتابع الفيلسوف الكبير علي سالم محاولا إقناع طالب الحرية بأنه يبحث عن شيء لا وجود له. حيث يقول:
"نأتي للعنصر الثاني من عناصر ثورتك وهو الحرية التي دخلت من أجلها السجن في عهد مبارك وفي عهد مرسي وفي العهد الحالي، إذا كان العمل طلبا للحرية سيدخلك السجن في كل العهود، فأين الخطأ؟ هل لأنك تطلب شيئا لا وجود فعليا له على الأرض، أم أنك تطلب شيئا لا تعرف عنه شيئا؟"
ثم يحاول الفيلسوف الكبير علي سالم أن يقنع الثوار بأن الحرية هي ليست التمرد على القيود وإنما الإنجاز في ظل القيود, حيث يقول حضرته:
"هناك اعتقاد شائع بأن الحرية هي التحرر من القيود والقوانين، وأنا أعتقد بأنها العكس تماما، بمعنى أن الحرية هي القدرة على الإنجاز في ظل القيود"
ثم يختم الفيلسوف الكبير علي سالم مقاله بما يلي:
"أيها السادة الثوار.. الحرية هي القدرة على الإنجاز وتحقيق أهداف المجتمعات من خلال القوانين الطبيعية والموضوعة"
باعتبار أن السيد الفيلسوف الكبير علي سالم قد عنون مقاله ب "قليل من الفلسفة" فإنني أود أن أحلل مقاله بمنطق فلسفي كي لا يعتقد أنه ذكي وناجح في حمرنة الجماهير بفلسفته الفارغة من أي فلسفة, حيث كل ما فيها هو هراء, وكذب, ودجل, وبيع حمرنة لصالح إستبداد تربى في حضنه هذا المتفلسف الوصولي الذي لا يخجل حتى من سنه الذي اقترب من القبر.
عادة الخبرة تزداد تألقاً مع زيادة العمر, لكن بالنسبة لمن ارتضى أن يكون بوقاً ذليلاً لتحمير الجماهير خدمة للإستبداد, فإنه مع تقدم السن يزداد جرثمة ويصبح معدياً يستوجب حجره كي لا يضر المجتمع وخاصة الأجيال الشابة.
إن هذا العجوز الذي فقد قدر وقيمة التقدم بالسن, وانحدر إلى أرذل العمر, هو يعي وبوضوح أنه يكذب, لكنه سار على هذا الدرب التحميري الخياني للجماهير طيلة عقود, وارتزق لدى هذه الجهة أو تلك, وتلقى الكثير من العطايا والثناء والجاه, فلم يعد قادراً على التراجع عن خيانته حيث أضحى كمدمن المخدرات, فارتضى أن يختم حياته بفلسفة تحميرية مقرفة, وأظن أن هكذا نهاية مأساوية هو أكبر عقوبة له في آخر عمره.
عادة المسن يصبح حكيما يترك لأحفاده ولمن حوله وللناس عامة بعض الحكم التي تنير لهم الطريق, أما هذا العجوز, المختص بالحمرنة, يحاول جاهدا, بأنفاسه المتهالكة, أن يطفئ أي شمعة تضيء في أنفاق الظلم التي تخنق الجماهير.
بادئ ذي بدء, بدلاً من أن يقول السيد علي سالم للثائرين أنكم أنتم لستم مسؤولين عن عدم توفر مادة القمح, وإنما المافيات السلطوية التي سرقت أرزاقكم ونشرت الفساد وكمت الأفواه وجعلت من المخابرات والعسكر حيتان و فراعين لسرقة المال العام باسم حفظ الأمن. وبالتالي أحييكم وأحي تضحياتكم لتطهير وطنكم ومجتمعكم من جرذان السلطة الذين سنوا قوانين القهر والإستبداد لمص دمائكم, فإن هذا العجوز المتفلسف الذي يبيع حمرنة لحساب هذا النظام أو ذاك, يطلب من الجماهير بأن لا تثور وأن لا تتمرد على القوانين, وعليها أن تزرع القمح وتبدع في الرياضيات وعلم الطيران في ظل هذه القوانين.
أنا لا أصدق أبداً أن السيد علي سالم لا يدرك أنه كذاب ومحتال دولي, لأنه لا يوجد عاقل في هذه المعمورة, حتى ولو كان معه إبتدائية أن يتكلم هكذا هراء. إنه يحاول جاهدا أن يطفئ أي تمرد ضد القوانين الإستبدادية, ويطلب من الناس أن تزرع وتدرس وتبدع تحت بساطير الإستبداد وفي ظل المافيات السلطوية التي أكلت الأخضر واليابس.
حقيقة أنا أخجل من نفسي أن أقلل أدب مع هذا العجوز, لكن طالما أنه يكتب في صحيفة عامة ويؤذي المجتمع, فمن حق القارئ أن يقول له "إنك قليل أدب, وخاصة أنك بلغت من العمري عتيا, تباً لك ولأمثالك الذين هم سبب تخلف الشعوب واستمرار الإستبداد والظلم في أنحاء المعمورة, لكن الحمد لله أنه قبل أن يحتضنك القبر الذي هو خير مكان ومقام لك, قد أرتك الجماهير أن كل تسويقك لنظرية الحمرنة, أنت وغيرك, قد باءت بالفشل, وهاهي الجماهير تكحل عيناك الزائغتين بثورات تهز الجبال, والتي لن تهدأ قبل أن تدفن قوانين الإستبداد التي تدافع عنها أنت وإسرائيل وأمريكا وروسيا والأنظمة الإستبدادية حول العالم."
وفي الختام, على صحيفة الشرق الأوسط, والتي لا أنكر أنه يكتب فيها بعض الكتاب المحترمون, طالما أن هذا المتفلسف علي سالم يبيع حمرنته في هذه الصحيفة, فعليها أن تغير إسمها إلى "صحيفة الشرق الأوسط للتحمير والإستبداد" . الحمرنة ليست رأي آخر, وإنما خيانة وإنحطاط وهدر دماء الأبرياء واستمرار للإستبداد إلى الأبد كما حاول جاهدا كل الأنظمة العربية وبدون استثناء, وفي مقدمتهم حسني مبارك الذي مهد لإبنه كي يورث هرم الإستبداد, وكذلك حافظ الأسد الذي عمم على الجيش العربي السوري الشعار المشؤوم والذي فرض على الجيش بأن يتم ترديده كل صباح أثناء تحية العلم "قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد", أي لم يقبل حافظ الأسد بمئة عام أو مئتين, فردت عليه الجماهير "إلى القبر أنت وكل من يؤمن بشعارك الإستبدادي", لو سمعت الجماهير كلام المتفلسف بياع التحمير علي سالم, لبقي أسلال حسني مبارك و حافظ الأسد وكل مستبد إلى الأبد. لكن إرادة الشعوب أقوى من كل الطغاة ومتفلسفيهم أمثال بائع التحمير علي سالم الذي على وجهه تسطع ملامح الخيانة والإنتهازية الحميرية.
قد يقول قائل, ولما هذا التجريح والتشهير بالرجل, لما لا يتم الرد عليه بكلمات خالية من التوبيخ والتشهير, ألم يقل الله عز وجل "ادفع بالتي هي أحسن"؟ الجواب هو أنه عندما تتعامل مع إنسان ميت الضمير, ويعي أنه داس على ضميره بحذائه واختار الخيانة نهجا وممارسة, فلا يمكن لأي لغة أن تردعه أو أن توعي الجماهير بخطورته, سوى أن تدخله على مشرحة الحقيقة وتشرحه بكل أمانة, إعتمادا على "اذكروا الفاسق بما فيه", وتظهر كل مساوئه من رأسه إلى أخمص قدمه. وكلما وجدت في تشريحه دملة ممتلئة بالنتن المعدي, عليك أن تصورها وتعممها على من حوله كي لا يعديهم, وخاصة إذا كان دجالا وخائناً ويتقن فن التزييف أمثال علي سالم.
أنا لست مسروراً أبداً في توبيخ أحد, وإنما أنا مهتم كغيري من الملايين أن نعزل عن الجماهير أمثال علي سالم الذين يساهمون في ظلمنا جميعا والذين هم أخطر من كل أنواع المخدرات المتفشية بين الشعوب.