يوميات العطش (2)

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز

قبل ثلاث عشرة سنة حفروا الشوارع  ومرروا فيها أنابيب وقالوا سيأتيكم الماء الصالح للشرب خلال أشهر، فاستبشر الناس خيرا وكانوا قد تعبوا من شراء الماء ونقله من المحلات إلى البيوت بأوان مختلفة أقصاها بحجم 20 لترا.

وأخبرونا أن أنبوبين سيدخلان في كل بيت، أنبوب لماء الشرب والآخر  للغسل.

وأتذكر أن أبي كان يساعدهم في الحفر ثم يدعوهم لشرب الشاي والوجبات السريعة مبتهجا بهذا الخبر السار.

وقد مضى أكثر من عقد على ذلك المشروع ولم نتذوق سوى المياه الملوثة التي لا تصلح حتى لغسل اليدين، وما أكثر الأمراض التي سببتها للأطفال ولغير الأطفال!

ولا ندري ماذا يجري الآن في تلك الأنابيب المدفونة في عمق متر، وإلى أين تنتهي؟!

وفي هذه الأزمة الحادة والتي حصلت في عبادان والمحمرة وكادت أن تقتل الناس عطشا، حاول المسؤولون أن يسكتوا الناس بطريقة أو بأخرى بالحلول المؤقتة وبالوعود الكاذبة كدأبهم؛ يقول أحد الأصدقاء إن شاحنات ماء دخلت حي السليج في عبادان قيل إنها جاءت من منطقة كتوند، وبدأت توزع المياه على الناس؛ وما إن غادرت الشاحنات وشرب الناس الماء حتى تبينت أنها ملوثة! فأصيب الأطفال والكبار بالإسهال الشديد فلجأوا إلى المستشفيات.

وسوم: العدد 788