كنت أصدق كلام المغنية أم كلثوم "فما أطال النوم عمرا"
* كنت أصدق كلام المغنية أم كلثوم "فما أطال النوم عمرا"، وكنت أحاول التقليل من ساعات النوم إلى أقصى حد، ولكنني بعد التجربة الشخصية تأكدت أن قلة النوم يهد الأعصاب ويشوش الدماغ ويتلف العقل والجسم.
يروي أحدهم فيقول مايلي:
*إبن عمي درس الفلسفة على يد أساتذة الكلية آنذاك (ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وزكي الأرسوزي)، واقتنع من أساتذته أن خلاص العرب (بما فيهم السوريين). يكمن باتباع مبادئ حزب البعث العربي الذي كان أساتذته يعملون على تأسيسه، فانضم إبن عمي معهم إلى تأسيسه، حيث عينوه حينها مسؤولا للحزب عن فرع دير الزور، وكان يوسف زعين من بين الرفاق الذين أدخلهم أبن عمي في التنظيم ليكون أحد أفراد خلية تنظيمية آنذاك.
* إستمر إبن عمي "صهيب عثمان" في قيادات الحزب حتى قبيل ثورة البعث عام 1962 حيث غادر الحزب ولم يرجع إليه رغم أنه ظل يعتنق المبادئ التأسيسية للحزب.
وحيث أنه كان بسن يقارب عمر عمه (والدي)، فقد كان يعتبرني وكأنني أحد أبنائه، فكان يستمتع بالنقاش والحوار معي، وحين سألته مرة عن حقيقة ماكنت أسمعه من الناس عن تاريخه الحزبي، أكد لي إبن عمي ماورد أعلاه من المعلومات، وعلل سبب تركه للحزب بقوله: "لقد كنت مغفلا حين صدقت أقوال أساتذتي بضرورة إبعاد الدين عن السياسة، وأن يكون هدفنا وحدة القومية العربية (وبالأحرى وحدة سورية بكل أطيافها)، وأن يكون شعارنا: وحدة، حرية إشتراكية، فقد وجدت بالممارسة العملية أن لاأحد منهم تخلى عن عصبيته الدينية، فالمسيحي يحاول أن يجر الحزب لصالح مسيحيته والدرزي يحاول جر الحزب لصالح عقيدته، وكذلك الدرزي والنصيري رغم أنهم جميعا يدعون النزاهة والحيادية. واكتشفت أننا نحن أبناء الإسلام السني الوحيدون الذين تخلينا عن عقيدتنا وعن حاضنتنا الدينية إخلاصا لحزبنا وأننا كنا الخاسرين الوحيدين رغم أننا نمثل الأغلبية المطلقة في سورية. وهذا كان السبب الوحيد الذي جعلني أقرر الإنسحاب من الحزب رغم المغريات التي عرضوها علي (وكان أحدها تسليمة إحدى وزارات تلميذه يوسف زعيين).
* حين لانقرأ التاريخ بتمعن نقع بنفس الفخ الذي وقع فيه أسلافنا، وهكذا نلدغ من نفس الجحر مرات ومرات ولانتعظ ... ونبقى مخدرين في حين نظن أنفسنا أذكياء وتقدميين وديمقراطيين ونعتبر الآخرين رجعيين وظلاميين وسطحيين في تفكيرهم.
* حين يضعف إيماننا بالله عز وجل تضعف ثقتنا بالتوجياهات القرآنية "ولن ترضى عنكم اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" .... "كيف وإن يظهروا عليكم لايرقبون منكم إلا ولا ذمة"
* نحن لانريد أن نظلم أحدا، لكننا يجب أن نكون أذكياء وأن لانسمح (ونحن نشكل الأغلبية المطلقة)، أن يحكمنا من ليس بملتنا حتى لانقع بنفس الفخ الذي أوقعنا غباء أسلافنا بتسليم رقابنا مرة أخرى لمن لايضمر لنا خيرا.
اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
وسوم: العدد 788