هل جاء العالم إلى الشام على بكرة أبيه .. أم على بكرة الشام .. ولماذا ؟

خرج الإخوة العشرة الشباب ، صباحاً ، من بيت أبيهم ، للسفر، ومعم ناقة (بََكرة) ! وفي الطريق ، اعترضهم بعض الناس ، وقتلوهم ، وربطوهم ، جميعاً ، على ظهر الناقة (البَكرة)، وسرّحوها ، في الاتجاه ، الذي جاءت منه ! ووصلت الناقة ، إلى الحيّ، الذي خرجت منه، فرأها بعض الناس ، وعليها رجال محمّلون ، فصاروا يقولون : هذه ناقة فلان .. ويقول بعضهم : وعليها أبناء فلان.. ويقول آخر: أجل ؛ إنهم أبناء فلان ، لقد عادوا ، جميعاً ، على بَكرة أبيهم .. وذهبت قولتُه مَثلاً ؛ فيقال : جاء القومُ ، على بَكرةِ أبيهم !

 فإذا كانت الناقة (البَكرة) ، قد عادت ، بأبناء صاحبها ، إلى بيت أبيهم ، على ظهرها .. فما الذي جاء ، بالقوى العالمية العظمي ، إلى الشام ، ومعها : قوى وسطى ، وقوى صغرى ، وقوى مَجهرية !؟

 ولن نسأل – بالطبع- : أيّة بكرة ، حَملت هذه القوى ، كلّها ؟ فالطائرات الحديثة ، أغنت المسافرين ، عن امتطاء ناقة واحدة ، بل عن قطيع كامل ، من النوق !

لكن السؤال هو: عمّ يبحث هؤلاء ، كلّهم ، في الشام ؟ ماذا يريدون منها ؟ وما الذي يمكن ، أن يحصّله كلّ منهم ؟ ولماذا الشام ، تحديداً !؟

الأسئلة بسيطة ، لكن الإجابات عليها ، شديدة التعقيد!

 لكلّ جهة ، من الجهات الداخلة ، إلى الشام ، إجاباتها الخاصّة بها : الخفيّة والمعلنة ! وبعض الإجابات ، تتقاطع ، فيما بينها .. وبعضُها تتعارض .. وبعضها تتناقض !

بعضُها يَحمل طابعاً استراتيجياً .. وبعضها ذو طابع سياسي .. وبعضها يَحمل حُججاً أمنيّة! وأكثرها : يخفي أهدافا اقتصادية ، قريبة وبعيدة ! أمّا الأهداف الدينية : فلا يذكرها أحد ، إلاّ مغلّفة ، بأغلفة شتّى ، منها : مكافحة الإرهاب ، ومنها : حماية المراقد المقدّسة ، وغير ذلك!

أمّا أبناء الشام ، أنفسهم ، فقلما يُدركون الأسباب ، كلّها ! وحتى المحلّلون السياسيون ، المتمرّسون ، في التحليل ، كثيراً ما يقف بعضهم ، عند سبب واحد ، لكلّ جهة متدخّلة ، في الشام ! وقد يَذكر بعضُهم ، سببين أو ثلاثة ! وقد يتحرّج بعض هؤلاء المحلّلين ، من ذِكر بعض الأسباب ، التي يسترها أصحابُها ؛ دفعاً للحرج ، أو خوفاً من قطع الرزق، الذي يسعى، وراءه ، الإعلامي المحترف ، الذي يرى ماوراء الأكمة ، ويغمض عينه، أو عينيه ، كلتيهما، حسب الظروف ، والأحوال ، والأشخاص ، والمكافآت : المادّية ، والمعنوية !

وستظلّ الأسئلة ، باحثة - في الأعمّ الأغلب- عن الإجابات الحقيقية ، والدقيقة ، للسؤال الأساسي الجوهري : لمََ جاءت قوى العالم ، كلّها ، إلى الشام، على بكرة أهل الشام ، ذاتها!؟

وسوم: العدد 789