ضع نفسك ، حيث تشاء ؛ فلن يرفعك، أو يخفضك ، شيء.. سوى قولك وفعلك !

 *) كانت منابرُ الإعلام، في(مزرعة الرفاق) ، محرّمة علينا، وكنا معذورين! فالآن، أتيحت لنا منابر، ونحن محاسَبون عليها: إحساناً ، أو إساءةً ، أو تقصيراً !

 *) الكلمة هي حرفة الكاتب ، فمن رغب أن تكون له ، فهي له..ومن زَهدَ بها ، فهي لصاحبها ، وحده ، يرجوبها وجهَ ربّه ، إن كان مؤمناً .. أو وجهَ نفسِه ، أو وجه غيره ، إن كانت له مآربُ أخرى !

 *) المضطرّ: قد يفعل ، أو يقول ، مايكره .. وقد رُفع عنه القلم ! أمّا الحرّ في اختياره ، فكلّ مايقوله ويفعله ، محاسَب عليه : خيراً ، أو شرّاً !

المنابر الإعلامية ، اليوم ، كثيرة .. لم تعد مقصورة ، على الصحف والمجلاّت ، والإذاعات والقنوات الفضائية .. بل ، صارت وسائلُ التواصل الاجتماعي ، من أهمّ المنابر الإعلامية ، وأكثرها انتشاراً واستخداماً ، ويأتي (الإنترنت) في مقدّمة هذه الوسائل ، كلّها !

ولتعدّد استخدامات الإنترنت ، وكثرة مستخدميه ، وتنوّع مستوياتهم : العلمية ، والفكرية، والثقافية .. وتباين أخلاقهم ، واختلاف مستوياتها .. يمكن تصنيف هذا المنبر، أصنافاً شتّى:

فهو: مدرسة ، لمن يريد أن يتعلّم ، بل هو: جامعة واسعة ، جدّاً ، تضمّ شتّى أنواع العلوم ، والفنون ، والآداب ، والمعارف القديمة والحديثة !

وهو: هاوية سحيقة ، لمَن يُؤثر الهبوط ، والتدنّي ، والإسفاف .. والنيلَ ، من كرامات الآخرين وأعراضهم ، واتّهامهم ، بشتّى أنواع التهم الزائفة ، التي تطعنهم ، وتطعن كلّ من يلوذ بهم ! وأكثرُ الشتائم ، والتهم الملفقة ، إنّما تأتي ، من أشخاص حاقدين ، أو مأجورين.. وتأتي ، غالباً ، تحت أسماء مزيّفة ، لايعرفها أحد ؛ تهرّباً ، من المسؤولية والمحاسبة !

 وهو : روضة للمتنزّهين، الذين يبحثون ، عن البهجة البريئة ، الخالية من السوء ، بأنواعه!

 وهو: معبد للصالحين، الباحثين ، عن تزكية النفوس ، والرقيّ بها ، في معارج الكمال !

 وهو: منارة ، للمتنوّرين ، الباحثين ، عن الهدى والنور، في ظلمات الجهل ، والركام الهائل، من : الأفكار الهابطة ، والعقائد الفاسدة ، والأخلاق المتدنّية !

إنّ الإنترنت ، اليوم ، هو العالم : بكلّ مافيه ، من صلاح ، ومن فساد..وبكلّ ماوضعه، فيه، الآخرون ، وما يمكن أن يضعه مستخدموه ، جميعاً ! إنه العالم، متجسّداً، بين يدي مستخدمه!

 وكلٌّ يختار مايناسبه : مايناسب حاجاته ، وطباعه ، وأخلاقه !

وكلٌّ مسؤول ، عن اختياره ، محاسَب عليه : إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ !

وقد يكون بعضُ الحساب ، في الدنيا ، وقد يكون بعضه ، في الآخرة ! كما قد يحاسَب المرء، في الدنيا والآخرة ، على اختياراته ، فيما يقوله ، هو، وفيما ينتقيه ، من أقوال غيره !

 فضع نفسك ، حيث تشاء .. فالمرءُ حيث يَضعُ نفسَه !

وسبحان القائل : ( ولكلٍّ وجهةٌ هوَ مُولّيها فاستَبِقوا الخيرات ..)!

وسوم: العدد 789