الشياطين الخبثاء ، والشياطين البؤساء : في الثورة السورية !

الكلام ، هنا، هو: عن شياطين الإنس ، تحديداً ، ولا علاقة مباشرة ، لشياطين الجنّ ، به؛ وإن كانوا يوحون ، إلى أصدقائهم وأصحابهم ، من شياطين الإنس : زُخرُفَ القول غُرورا !

فشياطين الإنس ، في سورية ، كلهم ، بؤساء ، من حيث المبدأ : الخبيث منهم ، والبريء، الذكيّ والغبيّ ، النبيه والمغفّل ، العاقل والأحمق .. كلّهم شركاء ، في البؤس ! بَيدَ أنّ درجات بؤسهم ، تختلف ، باختلاف : أشخاصهم ، وملكاتهم ، وقدراتهم ، ومواقعهم ، ومهمّاتهم !

ثمّة شياطين كبار، جدّاً ، وشياطين كبار، وشياطين وسط ، وشياطين صغار، وشياطين صغار، جدّاً !

وكلّ شيطان ، يوظّف مَن هو دونَه : حجماً ، ومَوقعاً ، ومؤهّلات !

وكلّ شيطان ، يَمكر، بحسب ماهو مناسب : لحجمه ، وموقعه ، ومؤهّلاته ! ( ولن نتحدّث ، هنا ، عن الشياطين الخرس ، الساكتين عن الحقّ ؛ فالحديث كلّه منصبّ ، على الشياطين المبادرين ، إلى إيذاء أبناء بلادهم : بالمكر، والتداهي ، والتذاكي ، والغدر، والخُبث ، وسوء الطَويّة ) !  

الكبار، جدّاً، من مستوى رئيس البلاد ، وأعوانه ، ومقرّبيه ..يمكرون ، على مستوى الدولة، كلّها !

ومَن دونَهم ، ينفّذون مكرَهم :( مكرَ الأعلَين) ، بمكر، من عندِهم: ( مكر الأدنَين) !

وتنحدر السلسلة ، هبوطاً ، حتّى تصل ، إلى الشياطين الصغار، جدّاً !  

والطريف ، أنّ الشياطين ، الذين يمكرون ، بأبناء بلادهم، إنّما ينصبّ مكرُهم ،على بعضهم،  أيضاً ؛ أيْ : يمكر بعضهم ببعض ، فيقتل بعضهم بعضاً ، ويورّط بعضهم بعضاً ، في أعمال إجرامية ، ثمّ يقضي الأقوى ، أو الأخبث ، على من هو أضعف منه ، أو أقلّ خبثاً !

والأطرف : أن الشياطين ، كلّهم ، يقعون ، في مهاوي مكرهم السيء ! والآية الكريمة ، تقول:( ولا يَحيق المكرُ السيّءُ إلاّ بأهله) ! أمّا المكر الحسن ، فلا وجود له ، بين هؤلاء !

  وما نحسب عاقلاً ، مطّلعا ، على الوضع السوري ، يخطيء ، في تصنيف الضفادع : ضفادع التجسّس ، وضفادع المصالحات .. أوفي مواقع هذه الضفادع ، في سلّم الشيطنة..أو، لايعرف مصيرها الراهن ، بعدما أدّت مهمّاتها الرخيصة ، في خدمة الشياطين الكبار .. وما يجري عليها ، الآن ، من عمليات تصفية : بالقتل المباشر، ميدانياً .. أو بوضعها ، في مواجهة الثوّار، في الخنادق الأولى !

كما لا يغيب ، عن عاقل ، فيما نحسب ، أنّ أيّ شيطان ، في بلادنا ، كبيراً كان ، أم صغيراً، هو عدوّ نفسه ، قبل أن يكون عدوّاً ، لأهله وشعبه ؛ إذ لاينال الشيطان ، في البلاد العربية، عامّة ، وفي الشام ، خاصّة ، سوى خسارة آخرته ، اليقينية .. وخسارة دنياه ، التي يتوهّم الحصول عليها ! والذين هم في قمّة سلّم الشيطنة ، يدركون هذا الأمر، جيّداً ، من خلال مصائر الشياطين ، الذين سبقوهم ، إلى جحيم الآخرة ، بعد أن زَجّ بهم ، مَن فوقهم ، في جحيم الدنيا ، الذي خسروا فيه : مروءاتهم ، وكراماتهم ؛ بل خسروا حتى الحسّ الإنسانيّ، لديهم .. ثمّ ، بعد ذلك ، تمّت تصفيتهم ، بأيدي شياطين ، من طبقتهم ، أو من طبقات آخرى، في سلّم الشيطنة !

أمّا شياطين أعلى السلّم ، فيعلمون ، أنهم عبيد تافهون ، للشياطين الكبار، خارج بلادهم ، وأنهم معرّضون ، لخسارة كراسيهم ، بل أنفسهم ؛ إذا قصّروا ، في خدمة سادتهم ، الشياطين الكبار، الناطقين بلغات السادة ، أو الأسياد !

ولله في خلقه شؤون !

وسوم: العدد 789