القتلَة والقتلى ، في سورية : مَن الظالمُ ، ومَن المظلوم !؟
ورد ، في الحديث الشريف ، كلام ، عن مرحلة من الزمان ، أنها : يكثر فيها الهرج ، أيْ: القتل !
وورد في الحديث الشريف ، كلام ، عن مرحلة ، لايَعرف فيها القاتلُ ، فيمَ قَتل ، ولا القتيلُ ، فيمَ قُتل !
واضحٌ ، أن المرحلة ، التي تعيشها أمّتنا، اليوم ، هي : إحدى المراحل ، التي يكثر ، فيها ، الهرج.. وهي: إحدى المراحل ، التي لايَعرف القاتلُ ، فيها، فيمََ قَتل ، ولا القتيلُ ، فيمَ قُتل!
لكن ، لا بدّ ، من التمحيص ! فالتعميم مزلق ، غير مأمون العواقب .. والمساواة ، بين القتلة، جميعاً ، خطأ قاتل ! كما أنّ المساواة ، بين القتلى ، جميعاً ، هي خطأ قاتل !
ولنلقِ نظرة ، على مايجري ، في الشام ، تحديداً ، لنرى بعض ملامح الصورة ، التي كثر فيها القتلة ، وتنوّعت هويّاتهم ، وجنسيّاتهم ، وأهدافهم .. كما تنوّع القتلى ، وجنسيّاتهم ، وأهدافهم !
وليس من مهمّتنا ، هنا ، ولامن شأننا ، أن نضع أحداً في الجنّة ، أو أحداً في النار؛ فهذا أمر خاصّ ، بربّ العالمين ، وحده ! حسبُنا ، أن نعرض ، أو نستعرض ، بعض أنواع القتلة ، وبعض أنواع القتلى ، فنقول :
إيران : جاءت ، بجنودها ، وجنود حزب الله اللبناني ، إلى سورية ، لتقاتل شعبها ، فقتلت الكثير ، من السوريين .. وقُتل الكثير، ممّن جلبتهم ، من بلادها ، ومن أصقاع الأرض .. فمَن مِن المتقاتلين ، على حقّ ، ومَن مِنهم ، على باطل .. ومَن الظالم ، ومَن المظلوم !؟
وروسيا : كذلك ، جاءت ، بجنودها ، وطائراتها ، وصواريخها .. لتقتل المسلمين ، في سورية ! وقد قتلت المئات: من المقاتلين ، ومن الأطفال والنساء ، والشيوخ والعجزة ! وبعضُ العساكر، الذين جلبتهم ، مسلمون ، من مناطق القوقاز وغيرها! فمَن مِن المقاتلين ، على حقّ، ومَن مِنهم ، على باطل .. ومَن الظالم ، ومَن المظلوم !؟
وأمريكا : جلبت عساكرها ، وأسلحتها ، لقتل المسلمين ، في الشام ، بحجج كثيرة ! وهي تَقتل المسلمين ، بأيدي جنودها ، وأيدي عملائها ، الذين تسمّيهم حلفاء ، من أبناء الكرد ، المحسوبين ، على ملّة الإسلام ! فمَن الظالم ، هنا ، ومَن المظلوم !؟
وبشار الأسد : يوظّف أبناء طائفته ، وأبناء الطوائف الأخرى ، وفيهم عساكر محسوبون ، على ملّة الإسلام ، يقاتلون المسلمين ، المدافعين عن بلادهم ، وأعراضهم ، ومقدّساتهم ! فمّن الظالم ، من هؤلاء المتقاتلين ، ومَن المظلوم ؟ ومعلومٌ ، أن بشار الأسد، قَتل العشرات، من عناصره القتلة ، المحسوبين عليه ، الذين وظّفهم ، من قبل ، لقتل المسلمين !
وقيادات داعش : المرتبطة ، بأجهزة المخابرات المختلفة ، توظّف المتحمّسين ، للجهاد الإسلامي ، ولإقامة الخلافة الإسلامية .. وتستبيح دماء المسلمين ، تحت هذه الراية ! فمّن المظلوم ، من مقاتليها ، ومِن قتلى المسلمين ، في سورية .. ومَن الظالم !؟
إنّها فتَنٌ ، كقطع الليل المظلم ، يمسك بعضُها ، برقاب بعض ! لكنّ المسلم ، المخلص ، الواعي ، الذي يدافع ، عن أرضه ، وعرضه ، ومقدّساته ..لاتغيب عن لبّه ، معالم الساحة ، التي يقاتل فيها ! ولا يَلتبس ، لديه ، الحقّ بالباطل، وهو على بصيرة من أمره ! وقد كُتب عليه القتال ، لأمر يريده الله ، وليقضي الله أمراً كان مفعولا !
وسوم: العدد 792