زمن المذلولين
هذا عنوان كتاب للكاتب الفرنسي برتنارد بديع كنت قد قرأته منذ فترة وهو يتحدث عن باثولوجيا العلاقات الدولية، ويوصف الذل والإذلال وحالات العملاء وكيفية التعامل معهم، ونماذج ذلك في العلاقات الدولية قديماً وحديثاً فتذكرته الآن وأنا أرى المذلولين في زمن المذلولين. رأيت كما رأيتم ما يقوله ترامب لسلمان ويعيده علي الملأ مرات متتاليات لمزيد من الإذلال، وهو يعلم أنه لن يرد ولا يستطيع أن يرد بكلمة إعتراض واحدة ولا إظهاراً للتململ ولا رسماً ولا وسماً يظهر حمرة الخجل وأنه سيدفع عن ذل وهو صاغر المطلوب فرضاً وربما تنفل بالمزيد فوق ما يطلب ترامب وما يريد.
وتذكرت ما قدموه له ولابنته إيفانكا من هدايا وأموال ما تنوء به العصبة أولو القوة، وما شيدوه تحت رعايتها بما يسمي مركز (اعتدال) لوسطية الإسلام.
وتذكرت مشاهدهم وهم يسيرون خلفها يسيل لعابهم وتتدلى ألسنتهم كالكلاب، وترآى أمام عيني رقصتهم بالسيف معه والذي كان مشرعاً في القديم ردعاً له ولأمثاله، ولكنهم خرجوا منه بما هو أعظم، لقد أخذوا موافقته ودعمه لحصار قطر، وأيقنوا أنهم أصبحوا في سويداء قلب ترامب، وأن بوسعهم أن يفعلوا بالمنطقة ما شاؤوا، وستتسارع صفقة القرن وينالون الشرف الأعظم في إتمامها، ولينته صداع فلسطين وما جلبته عليهم، وماذا يمثل المسجد الأقصى!! إن كان ثالث الحرمين؟ فلِمَ ندخل في شبهة التثليث!! فلنكتف بالحرمين فهذا أولى وأقرب لصحيح السنة وبعداً عن الشبهات ومظنة البدعة. وانتظرت لأسمع رد فعل ساستهم الأشاوس الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لتصريح كندا حول حقوق الإنسان عند المملكة السعودية العظمى حتى أنهم استعادوا الطلاب الدارسين قطعاً لدراستهم وإضاعة لمستقبلهم من أجل كرامة وطنهم والتي خُدشت، بل استعادوا المرضى بأسرة المرض وأجهزة العناية ليموتوا فداءً لسيادة المملكة التي حاول الكنديون الأوغاد انتهاكها وقلت على سبيل القطع سيخرج جُبيرهم كما خرج من قبل في مواجهة كندا ليزأر وربما يغلق السفارة ويطرد الدوبلماسيين، أو ربما يبدأ باستدعاء السفير ويسلمه صورة للملك وهو مكشر الأنياب مقتب الجبين فلم يفعل.
قلت إذن سيخرج ولي العهد القابض علي زمام الملك ويرسلها مدويةً في الآفاق، وبالفعل أرسلها مُرسيةً لخطاب جديد كل الجِدة (قال فض فوه هكذا العلاقة بين الأصدقاء فيها كلام حلو وفيها غير ذلك ولابد كما نقبل هذا أن نقبل ذاك)، ما شاء الله، ما شاء الله، هكذا القوة والعظمة والإرادة والحفاظ على السيادة والريادة والقيادة والبيادة.
فقلت لعل مشايخ السلطان الذين لم يغضبوا لله قط سيغضبون لمليكهم وولي نعمتهم، وسيفتون بحل دماء هذا السفاح البلطجي الذي يبتز مليكهم كما أفتوا من قبل بقتل سلمان العودة موجهين له سبعاً وثلاثين تهمة، وكذلك أمثاله من الخارجين علي ولي الأمر، المكدرين لصفو البلاد، الملبسين الدين علي العباد، وقلت علي سبيل اليقين لا التخمين سيصفون ترامب ويصنفونه وإدارته بالإرهاب كما فعلوا مع حماس التي تمارس الإرهاب ضد بني إسرائيل أهل الكتاب.
وقلت قطعاً سيخرج كبيرهم الذي علمهم السحر والذي قال من قبل إن الملك سلمان وترامب يقودان العالم إلي مرافئ الأمن والسلام، فإذا به من خِسته ووقاحته يطلب عل كل كلمة منفردة حساباً مستقلاً فمليارات مرافئ غير مليارت الأمن غير مليارات السلام.
قلت سيخرج بكلمة يصحح فيها ما وقع فيه من قبل أو بدعاء من أدعيته الرمضانية الباكية يسأل الله أن يُنطق الحجر بدلاً منهم فهو ولي ذلك والقادر عليه، وهم أهل الولاية والسقاية ويستحقون المعجزات فلمٌا لم ينطق الحجر ولا هو ولا أحد، قلت اللهم حفاظاً على عقول المسلمين من الذهول وأعصابهم التي لا تحتمل وقلوبهم التي قد تصاب بالسكتة، يا رب خيب ظني ولا يكون عنوان خطبته القادمة وكل مشايخ البلاد موجهة للملك المفدي بالقرآن ومن القرآن فهم أهل القرآن.
(ادفع بالتي هي أحسن)
وسوم: العدد 793