الصراع شديد القسوة ، لامكان فيه للعبث ، ومبادئ العمل معروفة !
قال تعالى : وقل اعملوا فسيرى الله عملَكم ورسورلُه والمؤمنون .
ومبادئ العمل ، على ضوء مايعرفه الجادّون العقلاء ، من أبناء الأمّة ، كثيرة متنوّعة :
لاتعسير.. قال رسول الله ( ص ) : اعملوا ؛ فكلٌّ ميَسّرٌ لِما خُلقَ له !
لامُزاحَمة .. قال تعالى : ولكلٍّ وجهةٌ هو مُولّيها فاستَبقوا الخيرات .
لاتكليفَ فوقَ الطاقة : لا يُكلّفُ الله نفساً إلاّ وسعَها .
لا حَسد : عسى كلّ طيّب ، مِن عَرَبِنا . ( حكمة عربية) !
حكمة قديمة : أن تُشعلَ شمعةً ، خيرٌ من أن تلعن الظلام !
وقال الحطيئة :
حديث شريف : إذا قامت الساعة ، وبيد أحدكم فَسيلة ، فليَغرسها !
حديث شريف : اعقِلها ، وتوكّلْ !
*
ماتقدّم ، كلّه ، موجّه ، إلى من يريد أن يعمل ، موجّهٌ : إلى عقله وقلبه .. وإلى مروءته.. وإلى إحساسه بالمسؤولية :عن نفسه، وعن قيَمه ومقّدساته، الواجبِ عليه حفظُها.. وعن أسرته ، التي يجب عليه : أن يصونها ، من العبث ، في الحاضر، وأن يقيها عبث العابثين ، المتربّصين بها ، في المستقبل .. وعن موقفه ، بين يدي ربّه، حين يلقاه ، فيسأله: عن عمره، فيمَ أفناه.. وعن جسده ، فيمَ أبلاه.. وعن ماله ، من أين اكتسبه، وأين وضعه.. وعن علمه ، ماذا عمل فيه !
أمّا النماذج الأخرى ، من البشر، التي لاتعمل ، ولا تحبّ أن تعمل .. وتسارع ، إلى نقد الآخرين ، أو لومهم ، أو التهوين من شأنهم : من شأن أشخاصهم ، أوأعمالهم..
والنماذج الأخرى ، التي تماثل تلك ، أوتتفوّق عليها ، والتي تحمّل غيرها ، المسؤولية ، عن كلّ شيء ، وتتّهمها بالتقصير، في كلّ شيء ، وبالتفريط بكلّ شيء.. دون أن تبادر- هذه النماذج - إلى فعل أيّ شيء ..! وتلتمسُ ، لأنفسها ، الأعذار؛ بأنها ، لاتثق بأحد ، ولا تطمئنّ إلى سلوك أحد ، أو أمانة أحد ..
أمّا هذه النماذج ، وتلك ، وغيرها ، ممّن هم على شاكلتها .. فليست مخاطَبة بالكلام ، الآنف ذِكرّه ، وحَسْبُ العاقل ، أن يذكّرها بالآية الكريمة :
بل الإنسانُ على نفسِه بَصيرة * ولوْ ألقَى مَعاذيرَه .
وسوم: العدد 794