360 حكاية طموح

يسري الغول

[email protected]

استوقفني عنوان المجلة (360)، لذلك هاتفت أحدهم لاستبين الفكرة والحكاية، فكانت الإجابة بأن الرقم 360 يعبر عن مساحة الدائرة، نظراً لاشتمال المجلة على جميع المواضيع وتنوعها في ظل غياب مجلة ثقافية شهرية تهتم بشريحة الشباب وتوجهاتهم.

360 حسبما أراد لها أصحابها أن تكون، جسر من ورق بين عالم افتراضي فرضه عصر التكنولوجيا على جميع مناحي الحياة، وبين عالم واقعي نعيشه بتفاصيله بشكل يومي. وهي مجلة مكتملة الاستدارة تمامها الكاتب والمصمم والمصور والمدون والناشط والشاعر.

لذلك سيكتشف القارئ من خلال هذه المجلة بأنه أمام رحلة طموح واعدة أبطالها شبان من كلا الجنسين، وهبوا أنفسهم لتغيير المجتمع والارتقاء بأبنائه في ظل هذا الحصار المدقع. فمن مجلة 28 إلى 360 إلى مجلات أخرى يبدو أنه قادمة لتقول بأن النهضة الثقافية الفلسطينية الغزية حاضرة.

وبالعودة إلى الوراء قليلاً، سنكتشف بأن الحالة الثقافية لم تكن بالمستوى المطلوب. أما اليوم فإنها وصلت إلى مرحلة جيدة، سببها وسائل الإعلام الاجتماعي التي فتحت كوة للجميع كي ينهلوا من التجارب والخبرات المحلية والعربية والدولية فيطبقوها واقعاً عملياً في بلدانهم، وأماكن سكناهم. لذلك فإننا لن نفاجأ بمشاريع وأنشطة وفعاليات متنوعة جديدة أبطالها الشباب بمختلف أفكارهم وتوجهاتهم ومستوياتهم العلمية.

إن مثل هذه المجلة وغيرها من المجلات التي تصدر عن المؤسسات الأهلية والفعاليات الشبابية يدفعنا لأن نتساءل عن دور المؤسسة الرسمي المتمثل بوزارة الثقافة ووزارة الإعلام ووزارة السياحة أيضاً، ودعم مثل تلك المجلات وطباعة الكتب. ففي الوقت الذي تقوم به المؤسسات الرسمية بطباعة التقارير السنوية بأشكال وتصاميم فاخرة تكلف خزينة الدولة كثير من المال، فإنها تتجاهل الإبداع والمبدعين.

لذلك فهي رسالة لكل مسئول وراع أن يتقي الله بالشباب وأن يدرك بأن هؤلاء الملهمون والواعدون بحاجة إلى حاضن حقيقي يلمس طموحهم ويعمل على تحقيق مشاريعهم الرافدة للفكر والإبداع لمجتمع متنور.

ولنأخذ على سبيل المثال مجلة 360 التي تقوم بدور الوزارات الثلاث في طياتها، فالقسم الأول يمثل الدور الإعلامي الجديد المتمثل بالسوشيال ميديا أو الإعلام الاجتماعي وجديده ولغته وطرائقه، بالإضافة إلى النقد والإبداع الأدبي والفني، ثم التعريج على خطوة مهمة وهي الترويج للمقار والمؤسسات والمراكز والجمعيات والحدائق والمطاعم والمتاحف والفنادق، من خلال نشر بياناتها وأدوات التواصل معها، مما يسهل على أي زائر أو سائح أن يحصل على كافة البيانات المطلوبة لأي جهة يرغب بالتواصل معها. كما أنها لا تغفل دور اللغة الإنجليزية لذلك فهي تمارس ذات الدور لمجلة (This week in Palestine) التي تعطي صورة جميلة للسياح عن فلسطين وما يطمحون له أو يرغبون بالحديث عنه.

في الختام، فإننا أمام جيل مبدع لا يمكن أن يفتر أو يحبط رغم قسوة الظروف، فكل الرجاء لهم بالتوفيق، وإلى الأمام أيها الشباب.