ما العلاقة بين الدين والسياسة ؟
هذا السؤال ، يجيب عليه تاريخ البشر، كلّه ، منذ قامت المجتمعات البشرية !
كلّ إنسان ، هو مسيّس ، بالضرورة ؛ فاعلاً بالسياسة ، أو منفعلاً بها .. وكلّ متديّن، هو مسيّس ، بالضرورة ، فاعلاً بالسياسة ، أو منفعلاً بها !
ليس كلّ إنسان سياسياً ، بالضرورة ، وليس كلّ متديّن سياسياً ، بالضرورة .. لكنّ كلاّ منهما رقم ، في السياسة : عاقلاً أو أحمقَ .. كبيراً أوصغيراُ .. عالماً بكونه رقماً ، أو جاهلاً به.. مضطرّاً أومختاراً .. جلاّداً أوضحيّة !
فالسياسة : هي الحياة ، ذاتها ؛ فهي تشمل مناحي الحياة ، كلّها !
والدين : هو الحياة ، ذاتها ؛ فهو يشمل مناحي الحياة كلها !
وعند النظر، إلى صلة الدين بالسياسة ، عبر التاريخ ، يدرك العاقل ، معنى الارتباط ، بين الأمرين ، وصلة كلّ منهما ، بالآخر!
الشعوب القديمة ، التي مارست حياتها ، بما فيها الأخلاق ، بالطبع ، بعيداً عن مناهج الأنبياء، نُسفت ، أو سُحقت ، كلّها ، بطرائق مختلفة .. ونجّى الله ، الذين اتّبعوا أنبياءه !
وقد كان الملأ ، من كلّ أمّة ، يسوسون الناس ، بما يوافق أهواءهم ، المرتبطة ، بأهواء الحكّام ، الذين يأمرونهم ، بما يريدون ! ولا نحسب الطغاة ، المذكورين : في القرآن الكريم، وسائر الكتب السماوية ، وكتب التاريخ .. يغيبون ، عن أذهان العقلاء ، من البشر ! وما فرعونُ ، ونمرودُ ، وقوم تبّع ، إلاّ أمثلة بسيطة واضحة ، لهذه الصلة ، بين الدين والسياسة!
من الأمثلة الحيّة ، القديمة ، القائمة في الأذهان :
غزوات الفرنجة ، لبلاد المسلمين ، في الحروب المسمّاة : حروباً صليبية .. قامت ، على أساس ديني ، وشملت مناحي الحياة ، كلّها ، لدى الجهات الغازية والمغزوّة ! فالحروب، التي تخوضها الجيوش ، نيابة عن شعوبها ، والتي تَهدف إلى إخضاع العدوّ .. هي الوجه العنيف للسياسة !
وفي العصور الحديثة ، نرى :
إيرلندا : دولة تدّعي العلمانية ، وهي مشطورة ، على أساس مذهبي ديني ، بين كاثوليك وبروتستانت ! وقد قامت ، بين الشطرين ، صراعات دموية طويلة !
الاحتلالات الأوروبية ، لبلاد المسلمين ، باسم الاستعمار: كان يمهَّد لها، قبل إرسال الجيوش، بإرسال مبشّرين نصارى ، يسعون ، إلى تنصير المسلمين ؛ ليكون المتنصّرون ، أعواناً ، للدولة المحتلّة المستعمِرة !
رافضة إيران ، اليوم ، يسعون ، جاهدين ، إلى تشييع المسلمين ، ليكون المتشيّعون ، جنوداً، لدولة إيران ، في تمدّدها السياسي والاقتصادي ! وإيران لاتبخل ، على أنصارها المتشيّعين، بالمال والتعليم ، ونحو ذلك .. ممّا يعزّز ولاءهم ، لها ، ومواقعهم ، في بلدانهم !
الصرب مارسوا ، ضدّ المسلمين ، في البوسنة والهرسك ، أبشع عمليات التطهير العرقي، لأسباب سياسية ، منبثقة من نزعات دينية ، بحتة !
الوثنيون ، في ميانمار، يمارسون ، ضدّ المسلمين ، عمليات إبادة – تطهير عرقي- تحت سمع العالم ، وبصره .. ولا أحد يتحرّك ، من الدول ، التي تدّعي نصرة حقوق الإنسان !
وهكذا نرى ما تفعله الصراعات ، المنبثقة من نزعات دينية ! ولا يعي كثير من الناس ، أبعاد هذه الصراعات ؛ ولاسيّما الملاحدة ، والهَمل من الناس ، الذين يتسعّرون ، في الحروب ، دون أن يكون لهم ، فيها ، ناقة ولا جمل ، ويعجزون ، حتّى عن التفكير، في أسبابها !
وسوم: العدد 800