وجدت عقيدتي...

جلسنا يوما الى الدكتور عمر الاشقر رحمه الله، يحدثنا في العقيدة،،، وهو المتخصص المستشار فيها...

فقال مما قال،، أنه ظل يبحث زمنا طويلا عن معنى العقيدة وماهيتها،، اذ أنه كان كلما قرأ قصة صحابي عظيم تحدى الصعوبات والمخاطر،، سأل كيف استطاع هذا الصحابي ان يتحمل كل ذلك العناء،، قكانت تأتيه الإجابة: ذلك بسبب قوة عقيدته،،، حينها قرر ان يبحث عن هذه العقيدة،،،

قال فبدأت أفتش في الكتب وأقرأ،،، قرأت أول ما قرأت كتب ابن تيمية،، فهو المشهور في الحديث عن العقيدة الصحيحة،،، فأنهيتها كلها، الا اني لم اجد أي تغير في قلبي ولم أشعر أني وصلت الى تلك القوة الايمانية التي تحتمل اي أذى في سبيل الحق،،، أكملت القراءة باحثا حتى أنهيت كتب العقيدة الموجودة في المكتبة كلها،،، الا اني لم أشعر بتلك العقيدة التي غيرت العربي من عبد يُضرَب بالسياط ويأتمر بأمر مخلوق جاهل الى حر عزيز لا يقبل الذل ولا الدنية،،، 

قال وفي لحظة من لحظات السكينة،، كنت أعيش فيها أجواء عظيمة مع القرآن الكريم،، مستغرقا في تدبر آياته،، متلذذا في فهم معانيه،،، حينها وجدت عقيدتي....

فعرفت ان العقيدة عقيدتان؛ عقيدة خارجية وعقيدة داخلية

أما الخارجية فهي تلك التي تمنعك من الانحراف،، وهي تقوم على العلم الصحيح لنواقض الايمان من افعال واقوال

وأما العقيدة الداخلية،، فهي تلك التي ترتكز في القلب،، فتجعله يرى الله في كل مكان وفي كل وقت وآن،،، يستيقن بها المؤمن وجود الله،، ويحس بمراقبته،، ويشعر معيته له اينما حل وارتحل،،، يبصر كيف يمهد له في الحياة،، وكيف يمنعه ويحرمه،، وكيف يدافع عنه ويحرسه،،، فيخاف عقابه ويطمع في ثوابه،، ويحبه اكثر من نفسه،، ويناجيه وهو يعرف انه اقرب اليه من حبل الوريد...

ثم لقت نظرنا الى أمر عجيب جدا حين قال، وانه مما أضر بكثير من دعاة السلقية،، أنهم ركزوا على العقيدة الخارجية وأهملوا العقيدة الداخلية،، فقست قلوبهم، وغلظت طباعهم ،،، فكانت نفوسهم فظة، وأخلاقهم صعبة المعشر...

ثم ضرب لنا مثلا فقال،، أريتم ان كنتم تتسلقون جبلا،،، وكان على يمينكم ويساركم شبك يمنعكم من الانحراف والسقوط في الوادي،،، هل هذا الشبك هو الذي يجعلكم تصعدون الجبل الى قمته،،، أم هي الهمة والطاقة التي في داخلكم،،، قلنا بل الهمة والطاقة في داخلنا،،، قال فتلك هي العقيدة الداخلية،،، هي التي ترتقي بايمان الانسان وارادته وقوته ليتحدى مصاعب الحياة وشهواتها ويرفض العبودية لاي مخلوق مهما اشتد ظلمه واستبداده،،،

وختم حديثه الجميل بقوله،، اذا اردتم ان تصلوا الى تلك العقيدة الداخلية فأكثروا من قراءة القران وتدبروا معانيه وافهموه منهجا للحياة

رحم الله الدكتور عمر الاشقر،، علمنا كيف نجد عقيدتنا

وسوم: العدد 801