فِتْنَةُ المُصْطَلَحَاتِ .. و هَرْطَقَةُ الغُلاةِ - 18 ( الشورى - 3)
بين يدي الإجابة عن تساؤل المستر لورين كرنير نائب معالي المستر كولن باول وزير خارجية أمريكا الأسبق والوفد المرافق بحضور المستر روبرت جوردان السفير الأمريكي الأسبق في السعوديَّة .. أجد من المهم التنويه عن أمرين هما أساس جوابي عن تساؤله :هل لديكم بديل أفضل وأحكم عن منهج الانتخابات الذي نتبعه مما ينفعنا وينفعكم ..؟ والأمران هما:
المثلبَةُ العبثيَّة المخجلة في منهج الانتخابات المتبعة في أمريكا وفي الغرب بعامة .. ألا وهي المساوةُ المطلقةُ بين أصواتِ المُنْتَخِبين. ولكن لِمَ ..؟ لأنَّ النهوض بمسؤولية مصائر المجتمعات وتحقيق مصالحاها يحتاج إلى ثقافات وكفاءات عالية وخبرات متمرِّسة . ولأنَّ القيادات العليا التي ينبغي أنْ تتولى مسؤولية إدارة سياسة المجتمعات وإقامة حياتها ومصالحها وأمنها وسيادتها ..تحتاج إلى أعلى الكفاءات والقدرات والخبرات والمهارات المتميزة من أبناء المجتمع.· وقد سألت مستر كرنير فقلت له: لو أنَّ الانتخابات وضعت المجتمع الأمريكي أما خيار يحتاج إلى صوت واحدٍ يرجح الأفضل لأمريكا .. فهل يصح في هذا الحالة المصيريَّة أنْ يتساوى صوت مفكرٍ كبيرٍ ذو كفاءة وخبرة ومهارة مع صوت إنسان عادي من دهماء المجتمع في حسم هذه المسألة المصيريَّة للمجتمع بأكمله ..؟· قال : هل تريدنا أنْ نتحول إلى منهجيَّة أهل الحل والعقد ..؟· قلت : هذا خياركم .. بل ربما تجدون ما هو أفضل فالمهم أنْ ترفضوا هذه الحالة المخجلة المدمرة لمستقبل أجيالكم. قال : لقد رفعت درجة اشتياقي لسماع إجابتكم عن سؤالي سالف الذكر. المبدأ القرآني العظيم الجليل في قوله تعالى :" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" فهذا المبدأ العظيم في الاستفادة من كلِّ فعاليات المجتمعات البشريَّة في شتى فنون ميادين الحياة في الاستجابة لتحدياتها المتنوعة ..هو المدخل الجليل والمنهج الحكيم في إنجاز البناء الأرشد للمجتمعات وتحقيق الأفضل والأسلم لمصالحها وأمنها وسيادتها. يتبع بعون الله تعالى
وسوم: العدد 803