الأكماتُ كثيرة، وكلّ أكمةٍ وراءَها ، ماوراءَها .. ولكلّ أكمتُه !
أكثر الناس ، ينظرون ، إلى أسباب الأحداث ، والمواقف ، والعلاقات .. على أنها ، هي العناصر الكامنة ، وراء الأكمات !
تصريح مفاجئ ، لمسؤول كبير، حول قضية سياسية معيّنة ، في دولته ، أو دولة غيرها .. تثار، حوله ، تكهّنات كثيرة ، وينشغل ، به : كتّاب سياسيون ، وصحفيون ، ومحللون .. هذا يشرّق ، وذاك يغرّب .. هذا يذكر سبباً معيّناً ، وذاك يعدّد أسباباً ، والثالث يستنتح ، والرابع يستنبط ، والخامس يفترض ، والسادس يظنّ ، والسابع يرجّح .. والكثيرون يردّدون : إن وراء الأكمة ، ماوراءها !
وفاة قائد كبير، سياسي أو عسكري ، تثير، كذلك ، تساؤلات عدّة ، وتشغل مساحات واسعة، من وسائل الإعلام ، حول طريقة الوفاة ، وما إذا كانت طبيعية ، أو مفتعلة .. ولا سيّما؛ إذا كان سبب الوفاة ، حادث سير، أو انفجار طائرة ، في الجوّ ! ويردّد الكثيرون : إن وراء الأكمة ، ماوراءها !
أكمة المؤمن :
مع التحليلات والتكهنات والافتراضات ، والبحث عن الأسباب والدوافع ، وقراءة الواقع ، والوقائع الحاصلة فيه .. لا يسع المؤمن ، إلاّ أن يعيد الأمور، إلى نصابها ، وإلى أسبابها الحقيقية ، المهيمنة على الكون، كلّه ، المسيّرة للأقدار: أقدار البشر، وأقدار المخلوقات ، جميعاً .. وهي : قوّة الله الحكيم العليم ؛ إذ :
يرى المؤمن ، أن العنصر الأوّل ، والأهمّ ، الكامن وراء الأكمات ، وأسبابِها ، ودوافعِها ، هو: قدَر الله الغالب، الذي يجريه ،على عباده ! وضمن هذا القدر: فرَجُ الله ، عن المكروبين، وانتقامُه ، من الظالمين !
قال ، تعالى : فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ..!
وقال الإمام الشافعي :
وسوم: العدد 806