آمال النهوض... ودور جمعية الاتحاد الإسلامي
عندما انطلقتْ *جمعية الاتحاد الإسلامي* قبل 25 عاماً وكان لمخلَّفات الحرب الأهلية اللبنانية البئيسة وواقع العمل الإسلامي في لبنان دورٌ كبير في إرادة انطلاقتها وعزيمة إحداث *فارق نوعي بقيمة مضافة* في مستوى العمل الدعوي الإسلامي وفي جُودة مُخرجات المؤسَّسات التي تخدم أهدافه : أردنا أن تكون *الصِّبغة الدعوية* هي اللون الفاقع بين مختلف ألوان أعمالها لأن (الدعوة إلى الله) في إطار (الإسلام المُنْزَل) – غير المُحرَّف تطرُّفاً أو تميُّعاً أو "عَلْمنةً" – هي مناط خيريّة الأمّة وميزتها وفضلها، وكذلك أردنا أن تكون *الروح* التي تسري في كيان الجمعية هي الاعتزاز بالإسلام كونَه (هدى الله)، من منطلق قول الله عز وجلّ: (وأنتم *الأعلَوْن* إن كنتم مؤمنين) وهو علوّ التميُّز بحمل رسالة (الحق والخير والرحمة والهداية للبشر)، وليس علوّ كِبْر وطغيان وإذلال للإنسان !
وبعد مُضيّ هذه السنوات الطوال فإنّ الجمعية الآن بمنجزاتها وفكرها الدعوي ومؤسَّساتها هي على مرأى من الناس وتحت أضواء حكمهم ونَقْدهم، وعلى الرّغم من مزيج شعورنا الموضوعي بمواطن الضعف ونقاط الخلل مع مشاعر الثناء على الله عز وجلّ والشكر له لتوفيقنا إلى ما الجمعية عليه الآن والنجاحات التي حقّقتْها.. فإنّ ما تلقّيناه من عشرات الرسائل وأساليب التعبير من الجمهور الذي حضر *احتفالية الجمعية بمرور 25 عاماً* وممن اطّلع داخل لبنان وخارجه ومن علماء كبار وأهل رأي وفكر في العالم الإسلامي، وما أُعجبوا به من تميُّزها في تحقيق نصيب مُرْضٍ الحمد لله مما وضَعَتْه من أهداف وما أنجزته في مؤسّساتها من مُخرجات ونجاحات كان بفضل الله مؤشراً على صدق وعدنا بالإضافة الدعوية والمؤسّساتية على العمل الإسلامي والصِّبغة التي عزمنا أن تصطبغ بها *الجمعية* بمختلف مؤسّساتها وكانت مؤسّسة واحدة عند الانطلاق وهي مؤسّسة نماء ثم تعدّدت وتشعّبتْ :
وكان الصرحُ يعلو ثم يعلو / رايتُه اجتماعٌ و *اتّحادُ*
فيا ربِّ باركْ في أَكُفٍّ / لها في الحقّ جِدٌّ واجتهادُ
• *تحدّيات المرحلة الحالية*
واليوم نُطلّ على مرحلة أشدّ في تحدّياتها وأثقل في أعبائها بسبب الظروف القاسية التي يمرّ بها عموم وضع المسلمين في بلادهم، والهجمة الشَّرِسة على الإسلام هُوّيةً ودوراً وأحكاماً وبالأخصّ على *العمل الإسلامي النهضوي*... مما يوجب على *الجمعية* وعلى سائر القُوى العاملة للإسلام الحقيقي مزيداً من تحقيق الإتقان والتميُّز والجاذبية في الدور الدعوي، ومزيداً من الإبداع والتألُّق والشفافيّة في المؤسّسات، ومزيداً من شراكات التعاون والمواقف الموحَّدة في الشأن العام وتطلّعات الخلاص من *الاستبداد والتخلّف* في بلادنا، ومزيداً من الابتكار في فنون التعاطي مع التحدّيات الفكرية والاجتماعية التي يواجَه بها الإسلام وتؤثِّر سلباً في المِزاج الفكري والنفسي لدى عموم الناس.
• *متطلّبات النهوض*
إن آمال النهوض بأمّتنا لا تتحقق بالأحلام ولا بمجرد الدروس والمحاضرات والدورات وإنما *ببرامج عمل جِدّية* ونماذج من الحاملين للدعوة *مغناطيسية* : في تواضعهم ورحمتهم وأدبهم ومهارات تواصلهم، وبَقْفزات نوعية في خطط التركيز على الاستثمار الناجح في *مجالات التأثير الكبرى الأربعة* في عالَمِنا اليوم لإحداث التغيير المستقبلي : الإعلام، والتعليم، والاقتصاد، وفنون الدعوة..
وحتى يحصلَ النجاح في ذلك كلِّه بتوفيق الله ومدَدِه :
فلا بُدّ من رَأْب كلِّ الصّدُوعِ /وجَمْع الصفوفِ ودَرْء العِلَلْ
ولا بُدّ من قَصْدِ ذاتِ الإله /وحَشْد القُوى ليصح العَمَلْ
وسوم: العدد 807