صفحات مجهولة من تاريخ العلاقات السورية الأمريكية 4
أمريكا كانت وراء تنفيذ الشيشكلي لانقلابه الثاني
الحلقة الرابعة
دفعت أمريكا الشيشكلي لتنفيذ انقلابه الثاني على الحكومة المدنية برئاسة عدوها الشيخ معروف الدواليبي في 31 تشرين الثاني عام 1951 وجاء تأييد أمريكا لأديب الشيشكلي في انقلابه الثاني بعد 24 ساعة من تشكيل حكومة الدواليبي، حيث اتهم الشيشكلي حزب الشعب بالعمل لبيع سورية وتخريب جيشها وإعادة الملكية، وسلم الشيشكلي السلطتين التشريعية والتنفيذية للزعيم فوزي سلو، على أن يساعده الأمناء العامون بدلاً من الوزراء، وبعد برهة من الزمن رشح نفسه للرئاسة، وفق استفتاء صوري في 9 تموز عام 1953م وفاز في 11 تموز عام 1953م. وكان أول المهنئين له السفير الأمريكي في دمشق، ثم قام الشيشكلي بإجراء انتخابات تشريعية في 9 تشرين الأول عام 1953م فازت فيها (حركة التحرير) – الحزب الذي شكله الشيشكلي – بمعظم مقاعد البرلمان، أي بـ 72 مقعد من أصل 82 مقعد، ومقعد واحد فقط للحزب القومي السوري، وتسعة للمستقلين.
الشيشكلي يتمرد على الأمريكان والأوروبيين
ابتعد الشيشكلي عن أمريكا والغرب بعد تسلمه مقاليد الحكم دستورياً، وعقد في 24 أيار عام 1953م معاهدة مع نظام محمد مصدق الإيراني القومي، وأعلن تضامنه مع إيران ضد مخططات الغرب، واشترط على الغرب أن يقوم التعاون معه على أسس عادلة ومتكافئة، ورفض مشروع النقطة الرابعة، وطالبه بزيادة المخصصات المقدمة لسورية من شركة البترول العراقية البريطانية التي تمر أنابيبها عبر سورية، إلى نسبة 45 بالمائة من الأرباح، واعتبر أن المساعدات الأمريكية المقدمة لسورية غير كافية، ورفض مشروع الدفاع الشرق أوسطي. وهدد بإلقاء إسرائيل بالبحر في ظل تأسيسه لجيش قوي متقدم على أحسن طراز، وأصر على أن تحل الولايات المتحدة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، مع ضرورة تدويل القدس، وترسيم الحدود، وجعل نصف الميزانية السورية تصرف على الجيش السوري، وصعد من لهجته المناهضة للغرب وللصهيونية. وفي الداخل عادى كل الأحزاب السياسية، ولاحق كل الزعماء الوطنيين، وهذا جعله يصاب بجنون العظمة، مما قللت هذه الأشياء من اعتماد الولايات المتحدة عليه ومهدت السبيل لإسقاطه في 25 شباط عام 1954م.
وسوم: العدد 810