سكوت ما يسمى بالعالم الحر على جرائم أنظمة عربية مستبدة تشجيع لها على التمادي فيها
مرت جريمة إعدام شباب مصري شنقا وكأن شيئا لم يحدث ، ولم يحرك ما يسمى بالعالم الحر ساكنا بل حضر بعض حكامه لقاء شرم الشيخ للحديث عن سبل مواجهة الإرهاب مع أنه لا يوجد إرهاب كالإرهاب الصهيوني أو إرهاب النظام العسكري الدموي المصري ،وكأنهم يزكون جريمة الإعدام التي طالت شبابا بريئا لفقت لهم تهم باطلة ، وانتزع منهم الاعتراف بارتكابها تحت طائلة التعذيب الرهيب كما صرحوا بذلك أمام المحكمة ، ذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت فيديو لأحد هؤلاء الشباب وهو يشكو القاضي الذي حكم عليه بالإعدام إلى الله عز وجل ، ولما رد عليه القاضي أنه قد اعترف بجريمة القتل المنسوبة إليه قال له : لو تعرضت أنت للتعذيب بالكهرباء الذي تعرضت له أنا لاعترفت بقتل الرئيس السادات . وهذا الفيديو كاف للدلالة على حجم ما يحدث في مصر من انتهاكات لحقوق الإنسان منذ الانقلاب العسكري الدموي فيها على الشرعية والديمقراطية في غياب الرقابة الدولية خصوصا من طرف ما يسمى بأنظمة العالم الحر التي تتدخل في شؤون بلدان العالم خصوصا دول العالم الثالث ، وتمارس عليها الرقابة ، وتلوح في وجهها بالعقوبات حين يتعلق الأمر بانتهاك حقوق الإنسان .
ولقد مرت جريمة إعدام شباب عارضوا الانقلاب العسكري الدموي في مصر على الشرعية والديمقراطية تحت صمت رهيب لما يسمى بالعالم الحر، تماما كما تم السكوت على جريمة تغييب أو تصفية الصحفي السعودي الذي لا يعلم مصيره إلا الله والذين عندهم علم بذلك من الساكتين عليه سكوت الشياطين الخرس .
أية قيم إنسانية هذه التي صارت تحكم هذا العالم الذي يقوده زعماء ما يسمى بالعالم الحر ؟ أية عدالة ستكون في عالم قيمه هي مصالح ما يسمى بالعالم الحر ؟ لقد أطلقت أنظمة هذا العالم الحر أيدي الحكام المستبدين في الوطن العرب لارتكاب الفظائع في حق الأبرياء لسبب واحد ووحيد هو مصالح تلك الأنظمة وعلى رأس تلك المصالح أمن وسلام الكيان الصهيوني المحتل الذي هو أصل كل المصائب التي حلت بالعالم العربي منذ استنبته الاحتلال البريطاني في فلسطين قلب الوطن العربي النابض .
إن الثمن الذي تقدمه الأنظمة المستبدة في الوطن العربي لتعيث فسادا في شعوبها هو إظهار الولاء للكيان الصهيوني والهرولة للتطبيع معه والتي انتقل من مرحلة السرية إلى مرحلة العلن . ومقابل هذا الولاء وهذه الهرولة تطلق أيديهم لارتكاب الجرائم في حق الأبرياء المظلومين الذين تكدست بهم السجون والمعتقلات الرهيبة ، وأعدم منهم من أعدم سرا وعلانية ، وعذب منهم من عذب وأنظمة العالم الحر تقدم مصالحها ورفاهية بلدانها على نصرتهم ولو بمجرد إعلان مظالمهم للرأي العام العالمي .
وما يجري اليوم في البلدان العربية المحكومة بالحديد والنار يفوق أضعافا مضاعفة ما يجري في فلسطين المحتل والذي لا يتناوله إعلام ما يسمى بالعالم الحر من قريب ولا من بعيد ، وإذا حدث أن تناول منه شيئا ، قدم لنا الجلاد الصهيوني ضحية وضحاياه جلادين عكس ما هو عليه واقع الحال .
فمتى سيزول كابوس الاستبداد عن صدور الشعوب العربية لتنعم بالعدالة والعيش الكريم في ظل أنظمة ديمقراطية يختارونها عن رضى وطيب خاطر دون أن تفرض عليهم قهرا بالانقلابات العسكرية الدموية والأساليب القمعية البوليسية ؟
لم يعد أمام المظلومين في البلاد العربية التي يحكمها المستبدون سوى اللجوء إلى الله عز وجل جبار السماوات والأرض وقاهر الظالمين وناصر المظلومين ولو بعد حين .
وسوم: العدد 813