القدس والأقصى وفلسطين هي البوصلة
دولة الاحتلال اليهودي هي العدو الأول والدائم
مخطيء من يظن ( فلسطين ) سلعة للبيع..
وأن الصراع عليها مادي غير عقدي!
فهي مجبولة بدماء المجاهدين من أجدادنا الميامين!
جهود يهودية محمومة ومتوحشة لإخلاء القدس من أهلها
جاهل ومغرض – بل قد يكون مشيوها!-- من يجهل أو يتجاهل أو يزعم أن صراعنا مع الاحتلال اليهودي غير عقائدي ..وأنه صراع على مصالح ومكاسب مادية فقط!!
ومن هنا – ورجما وترجيحا لهذا الظن – بنيت مؤامرة ريكاردوس الجديد [دونالد ترمب(قلب الذئب)!] فيما يروجون له بمسمى أو مفهوم [السلام الاقتصادي ]!...ويظنون أنهم ينهون القضية ويشترون أهلها .. بحفنات من الدولارات ..[ يرُشّونها] هنا وهناك ! ويرْشونها لهذا وذاك!
ولم يجدوا من يتجاوب معهم من أهل القضية ..حتى حماة اليهود [بالتنسيق الأمني]الذين تنازلوا عن كل شيء بدءا بالبندقية وليس انتهاء بالميثاق االوطني!..والتغاضي عن زرع فلسطين كلها بالمستوطنات ..وتهويد القدس ..إلخ ..وتحولوا لخدم لليهود .. يحرسون مصالحهم ويحمون مستوطنيهم! ..ومماسح يتحملون أوساخهم ويخلونهم من المسؤولية..حتى هؤلاء .. رفضوا [ صفقة القرن].. لاحظوا ان الاسم ذو طابع تجاري ..وعارضه تاجر تعود أن يشتري كل شيء بالمال..!! حتى هو باع نفسه ومبادءه ومباديء [ أمريكته] بالمال!
وبالطبع ..نفقات هذه الصفقة ليست من جيبه!..ولكن على مذهب[ من دهنه قلّي له]!!
لاشك أن الصراع بينا وبين المعتدين اليهود صراع عقدي في الدرجة الأولى!
.. فهم يعتقدون أنهم [ شعب الله المختار] ..وأن هذه الأرض موعودة من [ يهوة] لهم لإبراهيم وأبنائه وإسرائيل[ يعقوب]!..
ويتناسون أننا أيضا من أبناء إبراهيم وأننا أيضا ساميون!
وهم يقولون [ لامعنى لإسرائيل بدون القدس!..ولا معنى للفدس بدون الهيكل]!
ونحن نعتبر القدس جزءا من عقيدتنا ..و(لا معنى لفلسطين بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الأقصى) !..فهو قبلتنا الأولى قبل الكعبة ..وهو حرمنا الثالث الذي تشد إليه الرحال ..ولا نستغني عنه أبدا ولا نفرط فيه!! فالتفريط فيه تفريط في الحرمين الشريفين!!
فالأقصى والقدس بوصلتنا..ومن يرضًى بالتفريط فيهما يفرط في دينه وعرضه ودمه وكرامته!
ومن قبل قال شاعر عربي ( كل بوصلة لا تشير إلى القدس..مشبوهةٌ!!
حطموها على قحف أصحابها) !!
ومن هنا فعدونا الأول والأهم والدائم هم اليهود المعتدون المحتلون..!
هذا وقد سبق – في أكثر من مناسبة وتكرارا- أن عرضنا بعض معاناة الفلسطينيين – وخصوصا المقادسة- تحت الاحتلال الدنيء الفاقد لكل خلق أو إنسانية!
وفي مجال الصراع المحموم على القدس .. يستعمل اليهود المحتلون كل وسائلهم ودناءاتهم .. – وكأنهم يسابقون الزمن- لمحاولة تفريغ القدس من أهلها الأصليين الشرعيين !
فقد سحبت دولة اليهود آلاف الهويات من المقدسيين..وهدمت آلاف البيوت والمنشآت ..واعتقلت الآلاف ونكلت وأبعدت وتصرفت بكل الوسائل غير المشروعة ..ومع ذلك المواطنون متمسكون بقدسهم ..ولو باتوا في العراء!!
..وها نحن نعرض فصلا آخر من فصول تلك الملحمة .. وخصوصا خلال شهر يناير من العام الجديد..بعرض تلخيص لتقرير مطول من عمل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الذي مركزه في جنيف بسويسرا – بعنوان:
"حقوق مستباحة"
أطلق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يوم (الأحد 24/2/2019) تقريرًا يوثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق السكان الفلسطينيين في مدينة القدس خلال شهر كانون الثاني/يناير 2019، خلص فيه إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهج بشكل متواصل ومتعمد سياسات تصعيدية خطيرة وممارسات غير قانونية تمثل انتهاكات لحقوق الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة.
وأوضح المرصد الدولي الحقوقي – مقره جنيف - في تقريره والذي حمل عنوان "حقوق مستباحة" انتهاك إسرائيل المتكرر لحقوق الفلسطينيين في مدينة القدس،- أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت مستمرة في سياسة دهم المنازل للاعتقال في مدينة القدس المحتلة لتفتيشها أو اعتقال ساكنيها بشكل ممنهج وفي أوقات متأخرة من الليل دون مذكرات اعتقال أو تفتيش في معظم الحالات.
[ وأن جندها الأراذل يعيثون في البيوت تخريبا وعبثا وتحطيما..ويروعون الأطفال والنساء – بدون أية أخلاق أو ضمائر أو إنسانية]!
بدورها أكدت المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي سارة بريتشت "أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقيد الحريات والاجتماعات العامة في مدينة القدس، عبر منع إقامة الفعاليات أو أي دور شعبي أو سيادي للمؤسسات الفلسطينية في المدينة، وتحظر انعقاد العديد من المؤتمرات الاجتماعية والفعاليات الرياضية، مبينًا أنّ هذه الفعاليات التي يحظرها الاحتلال هي مشروعة بطبيعتها ولا تخالف القانون، ولا تشكل أي خطر على الاحتلال أو أمنه".
وأشارت بريتشت إلى "أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يستمرون باقتحاماتهم للمستشفيات الفلسطينية ويقومون بترويع المرضى ويعتدون على الموظفين فيها، وبشكل خاص مستشفى المقاصد( في جبل الطور)، والذي اقتحمه جنود الاحتلال مرات عديدة، ونفذوا عمليات اختطاف للجرحى الذين يعالجون فيه".
ونوّهت بريتشت إلى "أن سياسة رجال الأمن الإسرائيليين في القدس تقوم في كثير من الأحيان على استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين وحتى القيام بعمليات تعذيب أثناء الاعتقال في بعض الحالات، والعديد من الإجراءات غير المقبولة ومنها التفتيش المهين للمواطنين في المناطق العامة".
وحول الانتهاكات الدينية، استعرض تقرير الأورومتوسطي العديد من الحوادث التي جرى فيها الاعتداء على منشآت دينية في المدينة، كإغلاق مصلى قبة الصخرة المشرفة ومحاصرته، حيث اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين 14/1/2019 المسجد الأقصى بمئات الجنود المدججين بالأسلحة، وقاموا بمحاصرة مصلى قبة الصخرة وإغلاقه لعدة ساعات، واعتدوا بالضرب على مدير المسجد الأقصى الشيخ "عمر الكسواني"، أثناء اعتراضه على إجراءات الاحتلال القمعية وانتهاكهم لقدسية المكان وحرمته.
( وفيما بعد اعتقلوا الشيخ ونائبه الدكتور ناجح بكيرات وأبعدوهما عن الأقصى ..ولولا وساطات أردنية – لبقيا في السجن حتى الآن)!
وأضاف التقرير إلى أنه و بتاريخ 16/1/2019، وضعت سلطات الاحتلال اليهودي عند الجدار الغربي للمسجد الأقصى، "سقائل حديدية" على الجدار، تمهيداً للبدء بالعمل فيه بشكل منفرد، دون إذن دائرة الأوقاف الإسلامية؛ لأنّ ترميم المسجد بكامل مرافقه وأجزائه – بما في ذلك أسوار المسجد كاملةً - يكون من خلال دائرة الأوقاف، إلا أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخالف هذه الالتزامات المفروضة عليها وتتجاوزها، وتحاول أخذ دور سيادي مستقل وفرض هيمنتها على كافة شؤون المسجد.
[ جيث أنه بموجب هدنة وادي عربة بين المحتلين والأردن ..فإن كل ما يتعلق بالمسجد ومحيطه وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية ..مسؤولية المملكة الهاشمية .. التي تشرف على أوقاف القدس..ولا يحق لسلطة الاحتلال أن تتصرف في المسجد.. إلا بإذن الحكومة الآردنية ..ولا يحوز لأي يهودي أن يصلي في منطقة المسجد الأقصى ]!!
وكل ذلك نقضته سلطة الاحتلال اليهودي وضربت به عرض الحائط .. وحولت المعاهدة إلى قصاصات ورق لا قيمة لها]!!
وذكر تقرير الأورومتوسطي حالات لنساء اعتقلن عند باب الرحمة، حيث يعتقل الاحتلال النساء اللواتي يوجدنّ في هذه المنطقة أثناء اقتحامات المستوطنين للمسجد بدون أي ذريعة قانونية، ويفرض عليهنّ الإبعاد عن المسجد لفترات متفاوتة، في حين يستمر المستوطنون الإسرائيليون باقتحاماتهم اليومية للمسجد تحت حماية قوات الاحتلال.
وأوضح الأورومتوسطي في تقريره أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تُمارس سياسة تعسفية قاسية تجاه الفلسطينيين في مدينة القدس، حيث تسعى إلى تهجيرهم من خلال منع إعطائهم رخصاً للبناء وهدم منازلهم ومحالهم التجارية.
ولفت إلى أنّ سلطات الاحتلال نفذت عام 2018 عمليات هدم طالت 68 منزلاً سكنياً، و178 مُنشأةً تجارية، فيما أخطرت أكثر من 125 بيتاً ومُنشأة تجارية بالهدم في مدينة القدس.
وشدد الأورومتوسطي في نهاية تقريره على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي كامل مسؤولياته تجاه الفلسطينيين في القدس باعتبارهم سكان مناطق محتلة بموجب قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والعمل على عدم السماح للسلطات المحتلة بالتنصل من التزاماتها بموجب القانون الدولي كقوة احتلال، ومنها التوقف الفوري عن عمليات الهدم التعسفي لمنازل الفلسطينيين في القدس.
وطالب المرصد المؤسسات الدولية ذات الشأن بالضغط على السلطات اليهودية لتحقيق الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الإداريين والموقوفين دون مذكرات قانونية أو قضائية، ووقف سياسة الاعتقال الإداري ، وتوقيف المدنيين تعسفياً، داعيًا لإيقاف جميع الأعمال التحريضية التي تستهدف النشطاء المقدسيين بما في ذلك التحريض الإعلامي من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وسوم: العدد 814