ارتفاع ظاهرة المعاداة للإسلام في ألمانيا

ارتفاع ظاهرة المعاداة للإسلام في ألمانيا

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏05‏/03‏/14/ حذر مركز  برلين العلمي بندوة دعا اليها يوم الثلاثاء 4 آذار/مارس عرض من خلالها دراسة قام بها عن ظاهرة المعاداة للاسلام في المانيا من مغبة انتشار الفكر المعادي للاسلام والمسلمين في المجتمعات المثقفة والوسطى في المانيا .

وأوضحت رئيسة المركز يوتا الميندينجر ان المعادين للاسلام لم يعودوا منحصرين بتلك العائلات التي تنظر الى القومية الالمانية نظرة خيلاء وتسعى الى إفراغ المانيا من الاجانب وخاصة المسلمين بل وصلت الى سياسيين منتمين الى احزاب شعبية .

واشارت دراسة المركز الذي أجرى استفتاءا حول الاسلام شمل حوالي 34 الف شخص خلال الفترة ما بين كانون أول/ديسمبر  2013 ونهاية كانون ثان /يناير 2014 الحالي ان 54 بالمائة من الالمان ينظرون الى الاسلام بأنه دين فاشي عنصري يسعى الى احتلال العالم باسره بينما تطالب نسبة وصلت الى 51 بالمائة عدم اعطاء المسلمين حرية كاملة ببناءهم المساجد وانشطة اجتماعية وثقافية يقومون بها في هذا البلد بينما رأت نسبة وصلت الى 43  بالمائة ان المعاداة للاسلام في المانيا واوروبا متحاملة على هذا الدين الذي يسعى للسلام والحوار الايجابي وأكدت نسبة وصلت الى 30 بالمائة ضرورة بذل الجهود لوقف الحملات المعادية لهذا الدين .

وظاهرة المعاداة للاسلام قد اصبحت ملموسة بشكل واضح لدى بعض السياسيين  المنتمين الى احزاب تعتبر شعبية مثل المسيحي الديموقراطي الاشتراكي فنائب رئيس كتلة المسيحيين في  برلمان ولاية هيسين  هانس يورجين ايرمر  حذر بكلمة القاها أمام برلمان ولايته من الاسلام معتبرا بأن الاسلام دين سياسي قط والمسلمون يريدون السعي لاستلام سيادة العالم واذا ما أعطت ولاية هيسين وغيرها من الولايات الالمانية الحق للمسلمين ببناء مساجد بمئاذن فان المانيا ستفقد بريقها المسيحي الى الأبد .

وتعتبر الدائرة الاتحادية للامن العام / مخابرات داخلية / التي يطالب الكثير من اعضاء المعارضة  بالبرلمان الالماني  الغاءها القوة الرئيسية للمعادين للاسلام فرئيس هذا الجهاز هانس جورج ماسين يرى بتنامي قوة الاسلام في هذا البلد طامة كبرى وخطر على الامن العام اذ يصل عدد المتشددين المسلمين الى حوالي 48 الف شخص من بين حوالي 4 مليون مسلم يعيشون في هذا البلد اكثر من نصفهم يحملون الجنسية الالمانية  ومشاركة جهاديين المان بالحرب الدائرة في سوريا خطر على الامن العام في المانيا والاتحاد الاوروبي بينما ترى رئيسة منظمة / نساء من اجل السلام والحرية / وعضوة المجلس اليهودي الاعلى في المانيا والمجلس الاوروبي اليهودي الاعلى ماريا لويزيه هوفمان بولتسوني  ان مطالبة المسلمين الالمان والاوروبيين  الحكومة الالمانية والاوروبية تطبيق بعض قوانين الشريعة الاسلامية في المعاملات المالية ومعاملات الزواج انتهاك لحقوق الانسان وخطر على الديموقراطية والنظام العلماني في اوروبا وحرية الاعتقاد وقامت بنشر صورة لرجل تعرض للجلد لانه ارتد عن الاسلام الى المسيحية .

وقد نجم عن بروز نجم زعيم الحزب الجمهوري الهولندي جيرت فيلدريز والقس الامريكي تيري جونز  المعادي للاسلام كسب المعادين لهذا الدين في المانيا قوة كبيرة  وسلكوا مسلك جونز باحراق نسخ من القرآن الكريم ، فأستذ علوم الاجتماع والتاريخ في جامعة مدينة كولونيا شتيفان هير قام بتأسيس شبكة / انترت / تحمل في طياتها عداءا واضحا  للدين الاسلامي ، فقد وضعت الشبكة قسما فيها أطلقت عليه / كتلة المعادين للاسلام/ وقامت في وقت سابق من شهر شباط/فبراير المنصرم  بنشر فيلما قصيرا / فيديو/ يظهر فيه ثلاثة اشخاص ملثمين يقومون بحرق نسخة من القرآن الكريم ، أعلنت النيابة الالمانية في مدينة ميونيخ انها تقوم بالتحقيق لمعرفة اولئك الاشخاص .

ومن خلال اجتماع رئيسي لحزب / الحرية / في مدينة ميونيخ في وقت سابق من شهر كانون اول/ ديسمبر 2013 تم انتخاب الناطق السابق للحزب المسيحي الاجتماعي الذي يحكم ولاية بايرن ميشائيل شتورتسبيرجر  رئيسا لهذا الحزب الذي له علاقة قوية مع الاحزاب القومية المعادية للاسلام في المانيا واوروبا في مقدمتهم فيلدريز . ويقود شتورتسبنبيرجر منذ بداية عام 2014 الحالي حملة جمع تواقيع في مدينة ميونيخ لمنع بناء مسجد بمأذنة ويؤكد بأن القرآن الكريم بمثابة كتاب / كفاحي / للزعيم النازي أدولف هتلر ويحذر من اسلامية ولاية بايرن والمانيا فالاسلام دين يرفض الديموقراطية والحريات العامة .

وتخشى الاحزاب الالمانية الشعبية من حصول حزب / البديل لالمانيا/ المعادي للعملة الاوروبية /  اليورو / من حصوله على مقاعد بالبرلمان الاوروبي بالانتخابات الاوروبية التي ستجري في وقت لاحق من شهر أيار/ مايو في المانيا ، فالاحزاب القومية المعادية للاسلام مثل / الحرية / وحزب / المانيا / و/الحركة الشعبية / الذي يرأسه هانس بيتر راداتس صاحب كتاب / الاسلام يتقدم في المانيا /  تحشد جميع قواها لدعم حزب / البديل لألمانيا / بالرغم من ان الحزب المذكور ينفي معاداته للاسلام ويصر على انه حزب اقتصادي .

وتقوم هذه الاحزاب بتوزيع كتيبات على الصحافيين واعضاء بالبرلمان الالماني ومحامين واساتذة جامعات تحذرهم من مغبة تأييدهم للاسلام والدفاع عنه واذا ما استمروا بذلك فان مصيرهم سيكون مثل مصير قادة الحرب العالمية الثانية بمحاسبتهم بمحكمة جرائم الحرب المعروفة بمحاكم نورنبيرج . وتقوم هذه الاحزاب بتمييز المسلمين فتضع اهل السنة والجماعة في قائمة خطرها على العالم بأسره بينما ترى الشيعة  مساكين  والاحمديين فرقة مظلومة منفتحة على المسيحية واليهودية وتطالب بدعم العلويين ماديا ومعنويا للبقاء في السلطة بسوريا . وتبث شبكتهم تعاليق حول ما يجري في سوريا اذ تؤكد بأن نظام بشار أسد يجب الإبقاء عليه لأنه حامي العالم من الاسلام الاصولي .