في ذكرى الانقسام الفلسطيني البغيض !!
لم يكن الانقسام الفلسطيني الذي مزق وحدة الوطن منصفاً ولا قريباً من الانصاف في تقدير الأبعاد الاستراتيجية لهذا العمل الذي مزق وحدة الوطن، وعمّق الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وضرب النسيج الاجتماعي في جوهر مكوناته وهي الوحدة الوطنية، وشتت الانتماءات لدى مكونات المجتمع الفلسطيني، يحسها الزارع والصانع والتاجر والطالب والموظف وكل أطياف الشعب، وبدت على المواطن المكلوم إمارات القلق وعدم الرضا، دون أن يجد مَن يشكي له آلامه وسوء حاله، وفراغ جيوبه، فإلى مَن يلجأ أمام هذه الحيرة التي تعوزه فيها المعونة والتوجيه؟ وأين يجد الطمأنينة لقلبه الشارد في مدينة صاخبة بأهوال الحرب ومشاكل الحياة في ظلال الفاقة والعدم المرير؟
وعزاء المواطن المكلوم أنه ليس وحده موضع النسيان، وعدم التقدير، إنما هي حالة عامة وسعت جميع الناس، والكل يدّعي حبه لليلى. ولهذا، فقد أخطأ مَن قام بالانقسام منذ اثنتي عشرة عاماً. وللخروج من الحالة الانقسامية الحالية على الساحة الفلسطينية لا بد من السعي الجاد لاستعادة الثقة التي ضُربت في الصميم، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
وسوم: العدد 829