مَن نخرَ أساسَ بيته ، فلا يلُم الآخرين ، على تدميره ، فوق رأسه !
الشواهد كثيرة ، والأمثلة كثيرة ، على من أساء إلى نفسه ، واستغرب وقع المصائب على رأسه:
يقول ربّنا، عزّ وجلّ !
(وما أصابكم من مُصيبة فبما كسَبتْ أيديكم ويعفو عن كثير)
وجاء في الحديث الشريف :
والذي نفسي بيده ، لتأمُرنّ بالمعروف ، ولتَنهوُنّ عن المنكر، أو ليُوشَكنّ الله ، أن يبعث عليكم عقاباً منه ، ثمّ تدعونه ، فلا يُستجاب لكم !
وتقدَّم قوله ، صلى الله عليه وسلم ، في الحديث الصحيح: ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتِحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، فقالت له زينب: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال النبي ﷺ: نعم، إذا كثر الخبث، وتقدم ما يروى عنه أنه ﷺ قال: لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذنَّ على يد السفيه، ولتأطرنه على الحقِّ أطرًا، أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعضٍ، ثم يلعنكم كما لعنهم.
وفي حديث آخر:(( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانً))
وقد ورد ، عن عمر بن الخطاب ، أنه بكى ، يوم بُشّر بفتح العراق ؛ لأن المبشّر أخبره ، بأن المعركة استمرّت ، من الصباح إلى المساء ، قائلاً : والله لا يقف الباطل أمامَ الحقّ ، من الصباح إلى المساء ، إلاّ لأمر أحدثتموه ، أنتم ، أو أنا !
وجاء في الشعر:
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِرْهُ /وَمَنْ لا يَتَّقِ الـشَّتْمَ يُشْتَمِ/!
/وَمَنْ لَـمْ يَـذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ يُـهَدَّمْ ../!
أنواع المصائب :
والمصائب التي تنصبّ ، على الناس ، أنواع كثيرة ، منها:
الفتن الداخلية ، والأوبئة ، وتسلّط الأعداء ..!
وأصحاب الذنوب ، التي تسبّب المصائب ، قسمان : الراعي والرعية!
فبعض المصائب ، أسبابها: ذنوب الرعاة (الحكّام) !
وبعض المصائب ، أسبابها : ذنوب الرعية !
وبعض المصائب ، أسبابها مشتركة ، بين : ذنوب الرعاة ، وذنوب الرعية !
ومن أهمّ ذنوب الرعاة : فساد أخلاقهم ، و ظلم الرعية ، والركون إلى الظلمة الخارجيين..!
ومن أهمّ ذنوب الرعية : تظالم الناس فيما بينهم ، والسكوت على ظلم الحكّام وفسادِهم ، وعمالتِهم للأجنبي ، الذي يدعم حكمهم ، مقابل التنازل له ، عن سيادة بلادهم ، ونهب ثروات شعوبهم..!
وينطبق على الظالمين ، من الحكام ورعاياهم ، المثل العربي القديم :
(على أهلها جنت براقش)! وهي الكلبة ، التي نبحت، ليلاً، فدلّت الأعداء،على أهلها الهاربين، فاستأصلوهم !
ويَرد المَثل ، بصيَغ عدّة ، مِثل :
جنت على أهلها براقش .. أو :جنت على نفسها براقش .. أو : على أهلها تجني براقش: وهو أحد الأمثلة العربية التي بدأ استخدامها ، من العصر الجاهلي، ويُضرب لمن عمل عملاً ، ضرّ به نفسه ، أو أهله !
وسوم: العدد 829