ثُنائية القول والقائل: كلاهما صالحان ، أوكلاهما فاسدان ، أو أحدهما صالح ، والآخر فاسد!
اتّصاف الكلام بصفة صاحبه ، واتّصاف المتكلّم بصفة كلامه ؛ من حيث الصلاح والفساد.. من الأمور المشكلة ، في حياة البشر، على مرّ العصور! وقد أشارت الديانات السماوية المعروفة ، وآخرها الديانة الإسلامية ، الجامعة المهيمنة .. إلى هذه النقطة ، في مواقع ، عدّة ، في القرآن الكريم ! كما أكّد العلماء ، الذين صنّفوا الرجال ، من رواة الحديث النبوي، على هذا الأمر، بقوّة! كما تناول الآدب العربي ، هذه الظاهرة ، في نصوص كثيرة !
وأهمّ صفة ، للمتكلّم الصالح ، ولكلامه : هي الصدق ، لهما ، معاً ! مع عدم إغفال الصفات المتنوّعة الجيّدة ، التي تزين المتكلّم وكلامه !
وحالات الكلام ، مع المتكلّم ، هي أربع ؛ من حيث الموافقة والمخالفة ، بينهما ، وهي:
القائل والقول صالحان : وهذه أفضل الحالات ، بالطبع ، وقد عبّر عنها القرآن الكريم ، في عدد من المواضع ، منها :
(قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم..).
القائل والقول فاسدان : وهذا أمر عادي ، أو طبيعي! فالقائل الفاسد (الكذّاب) ، لا يصدر عنه، في العادة ، إلاّ القول الفاسد ، المفعم بالكذب ! لكن ، قد يحصل ، أن تختلف صفة القائل ، عن صفة قوله ، في ظروف معيّنة ، أو أحوال معيّنة !
القائل صالح ، والقول فاسد : قد يكون القائل صالحاً(صادقاً) ، لكن يصدر عنه ، في بعض الأحيان ، كلام فاسد( كذب)! ولن نتحدّث ، هنا ، عن الكذب النافع ، المرخص به شرعاً ، مثل: الكذب للإصلاح بين الناس، أو الخديعة في الحرب، أو كذب الرجل على زوجه ؛ كي يرضيها، وتستمر الحياة الزوجية ، بشكل مناسب .. بل نتحدّث ، عن الكذب الضارّ، المنهيّ عنه ، الملعونِ صاحبُه !
ومن أخطر أنواع الكذب ، وأخبثها ، الكذب على رسول الله ؛ بتلفيق حديث ، ونسبته إليه ! وقد قال : مَن كذب عليّ متعمّدا ، فليتبوّأ مقعدَه من النار!
القائل فاسد ، والقول صالح : الأصل ، أن القائل الفاسد (الكذّاب) ، لايصدر عنه ، كلام يوثق به ، وينقله عنه الناس ؛ حين يعرفون صفة الكذب ، لديه ! لكن قد يقول شخص ما ، كلاماً جديراً بالسماع ، وذلك ، كقول الله ، عزّ وجلّ ، عن المنافقين: ( وإنْ يقولوا تَسمع لقولهم..).
وسوم: العدد 829