اللغة العربية في الاحواز قضية وجود و كيان شعب وارض و هوية
اللغة العربية في الاحواز قضية وجود
وكيان شعب وارض وهوية
وليس وسيلة للتعامل بين المواطنين
أبو شريف الاحوازي
انطلقت المبادرة الدولية من قبل احد اهم المنظمات التابعة للامم المتحدة و هي منظمة اليونسكو في تشرين الثاني عام 1999 و احتفل به العالم خصوصا الشعوب المضطهدة و المقهورة منذ عام 2000 و بالتحديد منذ الواحد و العشرين من نوفمبر من كل عام و اكدت على قرار اليونسكو , الجمعية العامة للامم المتحدة بتاريخ السادس عشر من ايار 2007 بقرارها المرقم A/RES/61/266 وطالب القرار كافة الدول الاعضاء بأحترام لغة الام و المحافظة على جميع اللغات للشعوب و حمايتها و دعمها والمحافظة عليها بأعتبار ان كافة اللغات هي الموروث الاساسي للبشرية و هي تمثل جزأء هاما من كيان المجتمعات و تاريخها و حضارتها الماضية و كيانها الحالي و مستقبل اجيالها.
وفي ما يخصنا نحن الاحوازيين و الذي نتحدث بأقوى سابع لغة في العالم من حيث عدد المتحدثين و الانتشار و هي احدى اللغات الرسمية في الامم المتحدة , كما انها لغة اكبر الديانات السماوية اي الدين الاسلامي في العالم , حرماننا من لغة الضاد تعد جريمة كبرى ترتكبها سلطات الاحتلال الايراني , حيث عملت هذه الدولة المتغطرسة منذ اليوم الاول للاحتلال على منع التدريس و التعلم باللغة العربية الذي تعد العمود الفقري للهوية العربية للاحواز وعملت بكل الوسائل و ما تمكنت لتفريس الشعب العربي الاحوازي من خلال بناء المدارس الفارسية و تدريس اللغة و التاريخ و الهوية الفارسية في كل الارياف و المدن الاحوازية وعمدت على تغيير الاسماء للمدن و الارياف والمحلات التجارية و الانهر و زورت التاريخ الاحوازي المكتوب و الموروث التاريخي لشعبنا من قصور و معابد و قلع و اثار ترمز الى الحضارة السامية العربية كما و غيرت اسماء العشائر العربية و المواليد و اصدرت للجميع هويات فارسية ايرانية و جلبت المستوطنين الفرس و من القوميات الغير عربية الاخرى لتغيّر الطابع الديمغرافي للاحواز و اجبار الاحوازيين تعلّم اللغة الفارسية للتعامل مع الغرباء بها . و ارتكبت الدولة الفارسية جريمة التطهير العرقي بحق الشعب العربي الاحوازي, بهذه الاساليب الوحشية التي يدينها كل ضمير انساني حر و تدينها كل الاعراف و القوانين الدولية وقاوم الاحوازيين العزل بتحدي كبير هذه السياسات الفارسية للحفاظ على لغتهم و هويتهم العربية التي يتميزون بها عن الفرس و باقي الشعوب المحتلة من قبل الدولة الايرانية للحفاظ على هوية الاحواز العربية التي ارادت الدولة الفارسية طمسها من خلال طمس اللغة العربية التي يتميزون بها عن اللغة والهوية الفارسية .و ساعدهم بذلك عوامل عدة اولها العلاقات و الوشائح الاخوية و العلاقة الجوهرية بين الشعب العربي الاحوازي و باقي الشعوب العربية و خصوصا العراق الشقيق و دول الخليج العربي الذي تمتعت بالسيادة و الاستقلال و تمكنت من فتح قنوات تلفزيونية و اذاعية تتحدث العربية و يغطي بثها اجزاء كبيرة من جغرافية الاحواز حيث حافظ الاحوازيين على التحدث باللغة العربية من خلال التعامل اليومي بها وكذلك تعاملها و تكاملها من خلال مشاهدة البرامج التلفزيونية و الاذاعية للدول العربية . كما ساهم افتقار اللغة الفارسية للحروف و استعمالها للحروف العربية الثمانية و العشرون ساعد الاحوازيين على تعلم الحروف العربية في المدارس الفارسية ليتمكنوا في ما بعد من القراءة و الكتابة بالحروف العربية و ان كانت بشكل منقوص و بتأثير كبير من الطريقة الفارسية للكتابة . و اخيرا انتشار المناهج التعليمية و البرامج التربوية العلمية عبر الفضائيات و وسائل التواصل الاجتماعي افشلت العديد من اساليب الدولة الايرانية بالتخلص من اللغة و الهوية العربية للاحواز مما جعلها تفكر بطرق اكثر خطورة و وحشية و هو تدريس الاطفال الدون السادسة اللغة والسلوك والهوية الفارسية ليعزلوا الاطفال عن تعلم لغة الام في البيوت و استبدال السكان الاصلين الاحوازيين بغيرهم من خلال بناء مدن كبيرة مثل شيرين شهر و جلب ملايين المستوطنين من الفرس و الشعوب غير الفارسية للاحواز وهذا ما ينذر بكارثة انسانية كبيرة لابد و ان تتظافر كل الجهود الاحوازية و الدولية لمنعها .