مسرحية أمريكا لما تنته بعد
كل ما يجري في المنطقة من الصراع الطائفي والمذهبي والقومي؛ تقف وراءه أمريكا خاصة، والغرب عامة. والنتيجة كما ترون حرب عالمية على الإسلام، ولكنها حرب صفرية بحيث لا تخسر أمريكا شيئا، والخاسر الوحيد نحن المسلمون، لأنها تخدع الجميع (العرب، والترك، والكرد) وتكذب على الجميع!
ففي القضية السورية كانت قد شجّعت المعارضة في البداية، ودعمتها ثم انقلبت عليها وقطعت الدعم عنها حرصا منها على ديمومة الصراع، حتى لا ينتصر طرف على آخر، وحتى يبقى الصراع مستمرًا فيدمر البشر والحجر والشجر...
ونراها سلّمت العراق لإيران ضدّ أهل السنة، وأثارت الفتنة المذهبية فحصلت مجازر وأكملت إيران بذلك الهلال الفارسي الصفوي من العراق إلى لبنان وأخيرا اليمن.
واستغلت قسد لتنفيذ مخططها في حماية آبار النفط، واستغلّت وجود داعش لتبرير بقائها في سوريا، ووجودها هناك يعني استمرار الفتنة.
ومع كل هذا نجد الناس يلقون حتفهم بدون وعي تحت شعارات وهمية كاذبة مع غياب العقل والمنطق والدين...
وهذا يعني أن أمريكا قد نجحت في نشر ثقافة الجهل في المنطقة، واليوم وبعد مقتل خليفة داعش البغدادي نجد أمريكا ومن خلفها أوروبا يعلنون عن مخطط جديد للبقاء في المنطقة وسرقة مواردها لأن داعش كما يزعمون يشكل خطرًا على الغرب.
والسؤال هل غيّرت أمريكا من استراتيجيتها نحو إيران؟ في الوقت الذي تقوم فيه احتجاجات كثيرة في العراق ولبنان وغيرها ضد التسلط الإيراني، مطالبين بحقوقهم وحرياتهم ورفع الوصاية الإيرانية عن بلدانهم؟!!
أما قسد فستدعمها أمريكا لأجل حماية منابع النفط وغيرها، وبالتالي سيكون الكرد ضحايا هذه اللعبة القذرة، ولا يستبعد أن توسّع أمريكا والغرب مناطق نفوذهم، بدليل وقوف الكل ضدّ تركيا من منطلق استعماري صليبي فهم ضد ّالكل، ولكن أين العقلاء في المنطقة لإفشال هذا المخطط الأمريكي القذر؟!
فلذين يظنون أن أمريكا معهم هم أجهل الناس في السياسة، والواقع أنّ إيران التي شاركت في هذه المؤامرة الصليبية ضدّ أهل السنة، وخسرت مشروعها الصفوي بهذه المشاركة لأنه لولا ما قامت به من مجازر لما انفضحت أمام اهل السنة، فهي خسرت كل شيء بعد أن سقط القناع عنها فلم تعد شعاراتها تنفعها (الأقصى، والقدس، وتحرير فلسطين...) بعد هذه المجازر وهذا التآمر على أهل السنة، الذين ذاقوا الويلات من إيران...
أما قسد فقد عادت بخفيّ حنين، وجاء وقت حسابهم من قبل الأكراد أنفسهم، من قبل آباء المقتولين وأمهاتهم، فقد قتلوا فداء لأمريكا في دير الزور، والرقة، ومنبج، وتلعفر وغيرها لقاء حفنة من الدولارات...
أما تركيا فهل تستطيع إفشال المؤامرة والخروج سالمة من هذا المستنقع الامريكي الغربي الآسن؟
المؤامرة كونية على أمة الإسلام وهي كبيرة ويظن المخططون لها أنهم سينتصرون كما انتصروا على الشيوعية، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
خاب فألهم فالإسلام دين الله الذي تكفّل بحفظه، بخلاف الشيوعية التي هي الوجه الآخر للعملة الغربية فسقوطها إيذان بسقوط الرأسمالية أيضًا!
وسيخرج الإسلام من هذه الحرب منتصرًا كما انتصر في كل معارك التاريخ، إن المستقبل للإسلام وليس لغيره!
فالمبادئ والأفكار لن تموت بموت أصحابها، والطائرات والصواريخ والقنابل الذرية لن تغيير الحقائق، والحق الذي يحتكره المسلمون لن تقف في وجهه آلة القمع الغربية التي أفلست في عالم القيم والمبادئ فلم تقدم للناس إلا النار والدمار، وإن الباطل مهما علا وانتفش لن يصمد أمام الحق طويلًا...
قال تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).
وسوم: العدد 850