العقلُ البشري : بين التفكير والتعبير.. وبين التدبير والتدمير!
التفكير حالة ضرورية ؛ فالعقل الواعي ، حتى لدى الطفل ، لايستطيع التوقّف عنه ، ولو بلغ صاحبه أرذل العمر! إلاّ أنه - في حال اضطراب العقل ، بسبب خرف أو نحوه - فإن التفكير يختلّ ، ويبدأ العقل ، بخلط الأمور، بعضها ببعض !
التفكيرالحَسن والسيّء : كلّ منهما درجات ، من حيث القوّة والضعف ، ومن حيث النفع والضرر، ومن حيث الخصوصية والعمومية ..!
التعبيرأنواع : من حيث القوّة والضعف ، ومن حيث الجودة والرداءة .. ومن حيث النفع والضرر!
التدبير أنواع : من حيث النفع والضرر.. ومن حيث الخطأ والصواب .. ومن حيث الجودة والرداءة .. ومن حيث العمومية والخصوصية !
التدمير أنواع ودرجات : من حيث القوّة والشمول .. ومن حيث الفردية والجماعية .. ومن حيث الحال والمآل !
وهذه الأصناف الأربعة : التفكير والتعبير، والتدبير والتدمير .. تتفاوت ، في مستوى العلاقة بينها ، قوّة وضعفاً ، كما تتفاوت ، في تأثير كلّ عنصر منها ، في العناصر الباقية !
فدِقّة التفكير، تقود إلى دقّة التعبير، كما أن التعبير، يدلّ على التفكير ، صحّة أو سقماً ! قال الشاعر :
إنّ الكلامَ من الفؤاد ، وإنّما جُعِل اللسانُ ، على الفؤاد ، دليلا !
كما أن اعوجاج الفهم ، يدلّ على اعوجاج الرأي والفكرة ! قال الشاعر:
وكمْ مِن عائبٍ قولاً صحيحاً وآفتُه مِن الفَهم السقيم !
كما أن سلامة التفكير، تؤدّي إلى سلامة التدبير، وقوّته وإحكامه .. وسقم التفكير، يؤدّي إلى سوء التدبير!
كما أن سوء التفكير ، يؤدّي إلى التدمير، عبر فهم غير صحيح ، للأمور.. أو عبر تسرّع ، أو ارتجال ، أو حماقة ، أو بلادة ، أو نحو ذلك ! وحُسنُ النيّة لايشفع ، لمَن يدمّر، بتفكيره ، مصالحَ خاصّة ، أو عامّة ! وكم من الناس ، مَن أرادوا التعمير، فأدّاهم سوء التدبير، إلى التدمير، بدلاً من التعمير! وينسحب هذا ، على سائر الشؤون : السياسية والعسكرية ، والاقتصادية والأمنية والإدارية ! ومَن تسلّم عملاً ، لايُحسن التفكير فيه ، أفسده ! وفسادُ العمل العامّ ، أخطر من فساد العمل الخاصّ ، لأنه قد يدمّر: بلداً ، او حزباً ، أو قبيلة ، او دولة !
وهكذا يتّضح ، أن التفكير الحسن ، هو أساس كلّ عمل حسن ، من تعبير وتدبير وتعمير.. والتفكير السيّء ، هو أساس كلّ عمل سيّء ، من تعبير وتدبير وتعمير!
والحكمة هي الأساس ، في حسن التفكير! وقد قال ربّنا ، عزّ وجلّ : ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً .
وسوم: العدد 851