لمحاتٌ في مآثر الأديب الدكتور محمَّد عادل الهاشمي
(1347-1439هـ)
رحمه الله تعالى
أستاذنا الأديب المفكِّر الدَّاعية الدكتور محمَّد عادل الهاشمي أبو النَّضر رحمه الله تعالى، من مواليد حلب الشَّهباء عام1347هـ،1928م، وهو من نبلاء الأدباء وفضلائهم، ورائدٌ من روَّاد نظريَّة الأدب الإسلامي في تدريسه وتأسيسه، هو وشقيقه العلَّامة الأديب الأستاذ الدكتور محمَّد علي الهاشمي رحمه الله، خاضَ بحور الأدب، وتفنَّنَ في إجادة نوال الأرب، وأبدى من المحاسن وأبدع، وارتوى من حياض النَّباهة وتضلَّع، وأقبل على مطالعة كتب العربيَّة وآدابها، واشتغل بها حتى ضبط الكثير منها وحفظ غالبها، إلى أن حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللُّغة العربيَّة من جامعة دمشق، ثمَّ تابع دراسته العليا في جامعة بغداد وحصل على الماجستير عام:"1393هـ،1974"عن أطروحته:" أثر الإسلام في الشِّعر الحديث في سوريَّة من واقعة ميسلون إلى واقعة الجلاء"، ثم الدكتوراه من جامعة الإسكندريَّة عام:"1404هـ،1984م" عن أطروحته:"الإنسان في الأدب الإسلامي"، حيث بذل فيها جهدًا علميًّا واسعًا خلال ستَّة أعوام تحت إشراف الأستاذ الكبير محمَّد مصطفى هدَّارة رحمه الله، قدَّم فيها الأدب الإسلامي إلى الأوساط الأدبيَّة على أنَّه بديلٌ راقٍ عن النَّزعات الأدبيَّة المادِّيَّة ليحقِّق إضافة تستقبله الأوساط العالميَّة بزادٍ جديدٍ يوسِّعُ من رؤية الأدب الأخلاقيَّة ويجدِّد من قيمته من خلال الذَّوق والتَّصور، ويجنِّب الجيل المعاصر مزالق التَّيَّارات الأدبيَّة المتغرِّبة والشَّاذَّة يستلهمون من خلاله السَّير على نهج الأدب الإسلامي الرَّائق، والَّذي يُسهم في إعلاء قيمة الأمَّة الحضاريَّة بابتعاث أدبٍ يُعبِّرُ عن تطلُّعاتها وقيمها وتصوراتها وخصائصها، وكان له في ذلك جهودًا مأثورة في ميادين التَّربية والدَّعوة والتَّعليم ببلدان عديدة..
مع عدَّة تآليف رفيعة، وجملة تصانيف بديعة، وأحاديث إذاعيَّة طليعة، فمن جملتها:
أثر الإسلام في الشِّعر الحديث في سوريَّة.
الإنسان في الأدب الإسلامي في الأدب الإسلامي تجارب ومواقف.
قضايا وحوار في الأدب الإسلامي.
شعر عصر صدر الإسلام من منظور التَّصور الإسلامي.
شعراء وأدباء على منهج الأدب الإسلامي.
رؤى الإيمان في الأدب الإسلامي.
عالم الإيمان في الأدب الإسلامي
مصطفى السباعي، رائدُ أمَّة وقائد دعوة.
التَّغريب المبكر في أدبنا المعاصر.
فكان مجمعًا للعلوم والمعارف، ومنتدىً للآداب وظلَّها الوارف، مغرمًا بصيد الشَّوارد، وقيد الأوابد، فاضلًا صالحًا، زاهدًا فالحًا، طيِّبًا لطيفًا، ليِّن الجانب عفيفًا، وكان يجري في مجالسه مطارحاتٌ أدبيَّة، ومذاكرات فكريَّة دعويَّة، مع ذكاءٍ في فطرته، واحتشامٍ في عشرته، حيثُ لا يملُّه جليسه، ولا يرومُ فراقه أنيسه، وكثيرًا ما يدور حديثه عن حنينه لموطنه حلب الَّذي تركه قسرًا بسبب نشاطه الدَّعوي والتَّربوي، فكانت حلب وسوريَّة تملأ ناظريه، وترنُّ في أذنيه شوقًا وطوقًا، وينشد في أكنافها ونفحها الشِّعر الرَّطيب، والنَّثر الخصيب..
ولم يزل أستاذنا مستويًا على مراقي أدبه، متصاعدًا في معارج بلوغ أربه، إلى أن آن ارتحاله، وحانَ انتقاله، وكانت وفاته رحمه الله تعالى في التَّاسع من شعبان عام تسعٍ وثلاثين وأربعمائة وألف هجريَّة بالرِّياض ، تغمَّده الله بواسع مغفرته ورضوانه، وبوّأه فسيح جنانه، وتقبَّل منه عمله وجهده وعطاءه، وأخلف على المسلمين خيرًا..
وسوم: العدد 852