صفقة نتنياهو
إعلان ترامب ونتنياهو عمّا سمّياه "صفقة القرن" وهو في الحقيقة خطّة نتنياهو لإنهاء القضيّة الفلسطينيّة، ولم يكن دور ترامب رئيس الدّولة الأعظم أكثر من ناطق باسم بنيامين نتنياهو، ويبدو أنّ ترامب قد حفظ عن ظاهر قلب كتاب نتنياهو الصّادر عام 1994 بالأنجليزيّة وترجم إلى العربيّة تحت عنوان "مكان تحت الشمس"، والذي أكّد فيه نتنياهو -الذي لم يكن شخصيّة معروفة يومذاك-، بأنّه لن تكون بين النّهر والبحر أيّ دولة غير إسرائيل، وأنّ إسرائيل تسعى إلى "السلام" من خلال احتفاظها بالأراضي التي تحتلها، لأنّ "حدود "أرض إسرائيل" تطلّ على الصحراء العربيّة"، والمقصود هو الجزيرة العربيّة. لذا فهو يعتبر مرتفعات الجولان السورية المحتلة جزءا من "أرض إسرائيل" قبل اعتراف البيت الأبيض بالسّيادة الإسرائيليّة عليها. وهذا -حسب وجهة نظر نتنياهو- لصالح العرب، لأنّ اسرائيل ستحلّ مشاكل المياه في سوريّا، والأردنّ سيكون وطنا بديلا للفلسطينيّين. كما طرح في كتابه "الحلّ الإقتصادي" لأنّه إذا اجتمعت الانتليجينسيا اليهوديّة مع الأيدي العاملة العربيّة الرّخيصة سيزدهر الشّرق الأوسط."
وأمّا بالنّسبة للفلسطينيّين فسيتكرّم عليهم نتنياهو بإدارة مدنيّة على السّكان وليس على الأرض.
وها هو ترامب يعلن صفقة نتنياهو كما هي، فالقدس عاصمة إسرائيل الموحّدة، والجولان السّوريّة جزء من إسرائيل، وستضمّ إسرائيل المستوطنات في الضّفّة الغربيّة، وستضمّ منطقة الأغوار، وستبقى المدن والبلدات الفلسطينيّة "كانتونات" محاصرة من جميع الجهات، ومقطّعة الأوصال، وليقم عليها الفلسطينيّون دولتهم أو امبراطوريّتهم بعد تحقيق ، شروط تعجيزيّة تجرّدهم حتّى من إنسانيّتهم.
وسسجري توطين اللاجئين الفلسطينيّين حيث يعيشون، أو في أماكن أخرى يرتضيها لهم اسرائيل وأمريكا.
وقد أنعم نتنياهو وترامب على العرب والمسلمين بأنّهم وحسب الصفقة سيسمح لهم بالصّلاة في "جبل الهيكل" ويقصد بذلك المسجد الأقصى.
وعندما تنشر تفاصيل هذه الصفقة التّجاريّة التي جاء توقيتها لدعم نتنياهو وحزبه في الانتخابات المزمع عقدها في بعد أربعة أسابيع، ودعم ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكيّة التي ستجري في شهر نوفمبر القادم.
وواضح أن ترامب ونتنياهو قد قفزا عن القانون الدّولي وعن قرارات الشّرعيّة الدّوليّة، وعلى لوائح حقوق الإنسان، ويتحدّيان العالم من باب شريعة الغاب التي يكون البقاء فيها للأقوى.
وسوم: العدد 861