الكل يحبس أنفاسه!!
نمرود الشام: شكراً لقتلكم الشعب السوري
بكثير من الوقاحة والنذالة والدناءة قدّم نمرود الشام الشكر للطيارين الروس الذين يرتكبون المجازر بحق الشعب السوري، ويدمرون المدن والبلدات والقرى على رؤوس ساكنيها على مدار الساعة منذ العام 2015؛ عندما زج مجرم الحرب بوتين بترسانته العسكرية الجهنمية في معركة إنقاذ لنمرود الشام بشار الأسد والحيلولة دون سقوطه، وقد تمكنت فصائل الجيش الحر من السيطرة على أكثر من 80% من مساحة سورية قبل أن يتدخل مجرم الحرب بوتين.
فخلال لقاء نمرود الشام بشار الأسد مع مجرم الحرب بوتين، الذي أجرى زيارة مفاجئة إلى العاصمة السورية دمشق، أواخر العام الماضي، قال ذنب الكلب في كلمة له بمقر القوات الروسية في دمشق مخاطباً الضباط الروس: "السادة قادة المجموعات العاملة في تجميع القوات الروسية في مختلف الاتجاهات على الساحة السورية، يسعدني أن أتحدث إليكم عبر هذه الدائرة التلفزيونية بوجود القائد العام للقوات الروسية السيد الرئيس فلاديمير بوتين، واتوجه إلى كل عسكري روسي على الأراضي السورية بالتهنئة بأعياد الميلاد".
وأضاف: "أشكركم على الجهود الجبارة التي تقومون بها على مدار اليوم وبشكل خاص الطيارين الذين لا يهدؤون منذ مطلع الفجر حتى غياب الشمس".
ميليشيا نمرود الشام والمؤيدة له تتصدر عمليات القتل
وتشن ميليشيا أسد والميليشيات الطائفية الرافضية التي جندتها إيران لتذبح السوريين حملة عسكرية بدعم من الطيران الروسي، الذي يقصف المدن والبلدات والقرى بمختلف أنواع القذائف المحرمة دولياً، في مناطق ريف إدلب، وريف حلب منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قتلت آلاف المدنيين، حيث تلاحقهم قاذفات الموت الروسية وتلك التابعة لنمرود الشام وتحصد أرواحهم.
وكانت الميليشيات الإيرانية الطائفية وميليشيا أسد في صدارة قائمة الأطراف الأكثر قتلا للمدنيين في سورية خلال عام 2019، فيما حلت قاعدة الإجرام روسيا بالمركز الثاني وجاءت ميليشيا قسد ثالثا، حسبما وثقت شبكة حقوقية سورية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، "أنَّ ما لا يقل عن 3364 مدنياً قتلوا على يد جميع الأطراف الفاعلة في سورية خلال العام 2019".
وأوضحت الشبكة أن الميليشيات المساندة للأسد قتلت لوحدها 1497 مدنيا من الرقم الإجمالي بينهم 371 طفلا و224 امرأة، لتتصدر قائمة القتل للعام المنصرم، في حين قتلت روسيا 452 مدنيا بينهم 112 طفلا و71 امرأة، أما قسد التي (تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) فقد جاءت ثالثا بقتلها 164 مدنيا بينهم 8 أطفال وامرأة واحدة.
الطيران الروسي يستهدف المستشفيات والمواقع الإنسانية
وكان تحقيق خاص أجرته صحيفة، نيويورك تايمز، توصل إلى أن الآلية التي وضعتها الأمم المتحدة لحماية المشافي والمواقع الإنسانية في إدلب وريفها، فشلت حيث تم استهداف كافة المواقع من قبل الجيش الروسي وميليشيا أسد.
تركيا تزج بقواتها إلى داخل الأراضي السورية
هذه الأوضاع المتفاقمة جعلت تركيا تخف لإرسال المزيد من قواتها إلى الداخل السوري، وقد تنكرت روسيا لكل الاتفاقات التي أبرمتها مع تركيا لخفض التصعيد، ولم تفي بالتزاماتها تجاه الخرائط التي رسمتها مع تركيا، والتي تحدد مناطق انتشار قوات كل الأطراف المشاركة في الصراع في جنوب ادلب وحلب، حيث قامت ميليشيات أسد باجتياح معظم تلك المناطق بدعم من سلاح الجو الروسي، الذي سهل لها هذا الاجتياح.
تركيا – كما قلنا – لم يعد أمامها إلا أن تزج بقواتها إلى الداخل السوري، وقد بات نمرود الشام بشار الأسد ومجرم الحرب بوتين يهددان أمنها القومي، حيث يزحف إلى الحدود السورية التركية أكثر من نصف مليون سوري مهجر، بفعل القذائف الروسية وبراميل الموت الأسدية، وهم بازدياد، حيث هناك نحو أربعة ملايين في محافظة إدلب وأريافها وأرياف حلب، مهددون بالتهجير ولا طريق أمامهم إلا الحدود السورية التركية، وهذا عبء على تركيا لا تستطيع تحمله، وهي تحتضن أكثر من أربعة ملايين سوري.
تركيا تبرم أمرها وتنذر النظام السوري بالتراجع إلى خط وقف التصعيد
تركيا أبرمت أمرها واتخذت قرارها وقد صُدت كل الحلول والسبل أمامها، فنمرود الشام بشار الأسد وحليفه مجرم الحرب بوتين لا يؤمنان بالحل السلمي، وقد ذهبا بعيداً وراء الحل العسكري، وكان على تركيا أن تتدخل وتحول دون تطور الأوضاع العسكرية، لتكون لصالح مجرم الحرب بشار ويفرض أمراً واقعاً على الأرض؛ ليس لمصلحة الشعب السوري ولا لمصلحة تركيا، وهذا الأمر الحازم من جهة تركيا جعل مجرم الحرب بوتين يسارع إلى إرسال وفد عسكري إلى أنقرة ليقنع الأتراك بوعود خلبية كاذبة تعودوا على سماعها، دون فائدة، ورجع الوفد العسكري الروسي من حيث أتى بخفي حنين، ومضت تركيا بكل عزيمة وشكيمة وإصرار إلى إرسال مئات الآليات الثقيلة العسكرية إلى محافظة ادلب، وأقامت العديد من النقاط حول المدينة في مواجهة ميليشيات الأسد لتحول بينه وبين التقدم باتجاه ادلب، ومنحت نمرود الشام فرصة حتى آخر الشهر الحالي لينسحب من كل المناطق التي تقدم إليها، متراجعاً إلى ما وراء خط خفض التصعيد التي أتفق عليها مع الجانب الروسي.
الكل يحبس أنفاسه
الكل يحبس أنفاسه وينتظر ماذا سيحدث في قابل الأيام، وهل ستستجيب موسكو لإعمال العقل وتضغط على ذنبها بأن ينسحب إلى ما وراء خطوط وقف التصعيد المتفق عليها، أم سيركب رأسه ويدير الظهر إلى تركيا، أم ستخف بعض الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لتحول دون وقوع ما لا يحمد عقباه، وليس من مصلحة الجميع!
وسوم: العدد 863