وزارة الدفاع الروسية : تعلن مطار دمشق الدولي غير آمن ...
أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال " إيغور كوناشينكوف " أول أمس مطار دمشق الدولي مطارا غير آمن بالنسبة للطيران المدني "
وأعلن الجنرال ايغور أن طائرة روسية من طراز " إيرباص - 320" على متنها 172 راكبا مدنيا اضطرت إلى تغيير مسارها والهبوط في مطار حميميم نتيجة للاشتباكات بين الطيران الصهيوني - وصواريخ الأسد المضادة ، والتي جرت على تخوم مطار دمشق منذ يومين..
إن مثل هذا الإعلان يأتي ، ولاشك ، خارج سياق العلاقة بين المحتل الروسي والزمرة والأسدية . ولا شك أن مثل هذا التصريح لا يخدم مصالح هذه الزمرة التي تزعم أن الوضع الأمني في سورية أصبح " قمرة وربيع " كما تقول ..
التصريح نفسه يؤكد مع ما تحاول موسكو إشاعته عن دمشق غير الآمنة ، حيث فسر أحد المعلقين الروس على زيارة بوتين المفاجئة والقصيرة لدمشق بأن الوضع هناك غير آمن !!
في الحقيقة لا بد لنا من تأمل أكبر في حقيقة المصلحة الروسية من ترويج مثل هذه الفكرة وتأكيدها . وإذا كان مطار دمشق الدولي غير آمن لطيارة مدنية كما تؤكد وزارة الدفاع الروسية ، فكيف تكون سورية كلها آمنة لعودة المهجرين كما تؤكد وزارة الخارجية ؟! كلام له خبء ..
إن إعلان مطار دمشق الدولي مطارا غير آمن وربط ذلك بالتهديد الصهيوني ، حيث تعيش سورية كلها تحت هذا التهديد بما فيه " الرئيس السوري !!" نفسه - مع الاعتذار على التوصيف - يعني أن تأمين هذا المطار مما لايملكه بشار الأسد على المدى المنظور. بطريقة معلنة تستطيع هذه الزمرة أن تجاهر بها ..
ثم الانعكاسات السياسية والأمنية والاقتصادية لمثل هذا الإعلان ، لو أخذ على محمل الجد ستكون سلبية جدا . وأهمها امتناع شركات الطيران العالمية عن الهبوط في مطار دمشق ، وهذا يتنافى مع المحاولات الروسية المزعومة إعادة إدماج الزمرة الأسدية مع المنظومة العالمية ، الأمر الذي أعلن بومبيو منذ أيام معارضته ؛ فهل هناك توافق روسي - أمريكي حول الموضوع بعيد المدى ؟!
ربما تكون الحقيقة التي يمكن أن يهمس بها السوريون للسوريين أن المقصود الخفي من إعلان الناطق باسم الدفاع الروسي هو تسويغ هبوط طائرة الإيرباص في مطار حميميم دون مطار دمشق ، ولعل الطائرة كانت تحمل ما لا يرغب الروسي أن يطلع عليها من مطار دمشق أحد ..بل ربما الهدف الأبعد أن تتخذ موسكو قرارا باعتماد مطار حميميم مطارا عسكريا ومدنيا ...
فلا يحتاج روسي يريد أن يدخل إلى سورية إلى إحم ولا دستور ..
البيت بيتكم . ولا يستأذن الرجل على زوجته ...
وسوم: العدد 863