كورونا يوجه رسالة إلى "مجلس الأمن الدولي"

معاذ عبد الرحمن الدرويش

غريب أمركم ، لماذا لم تعقدوا جلسة إستثنائية حتى الآن؟.

ماذا تنتظرون أكثر من ذلك؟.

لماذا لم تصدروا بيانات منددة بأفعالي،  لماذا لم تستنكروا كل ما أقوم به حتى الآن؟.

لماذا لم تشهروا حقكم بالفيتو بوجهي و تمنعوني من دخول بلادكم؟.

أين الفيتو الروسي؟...  أين الفيتو الصيني؟... أين الفيتو الأمريكي و أين....؟

ألستم المجلس المسؤول عن أمن وأمان العالم، كما تتدعون؟

 أين أنتم و العالم كله يعيش حالة رعب إستثنائية؟.

أين المعبرون عن القلق منكم هل نفدت مشاعر القلق لديهم؟.

إختلقتم داعش و صنعتم الإرهاب، و إفتعلتم الأفاعيل الكاذبة في بلادكم و ألصقتموها بداعش و الإرهاب ، لكي تبرروا قتلكم الأبرياء في الرقة و ديرالزور و الموصل و غيرها ....تحت ذريعة أن الإرهاب يهدد بلادكم ، ألستم أنتم من تروجون إلى أن المواطن لديكم يعادل شعباً كاملاً من الشعوب الفقيرة؟ ، و تترجموا هذا الشعار واقعاً و أنتم تدمرون و تقتلون هنا و هناك.

و ها أنا اليوم أدخل بيوتكم بيتاً بيتاً، حاملاً معي الرعب و الموت، رغم أبوابكم الموصدة.

 أين صواريخكم العابرة للقارات؟... أين حاملات الطائرات؟.. أين منظوماتكم الدفاعية؟.لكي تدفعوا بها الموت و الخوف عن شعوبكم؟.

تسع سنوات و أنتم تتفرجون  كيف النظام السوري و روسيا يدمرون  المستوصفات و المستشفيات، و هاهي مستشفياتكم أصبحت عاجزة أمام آلاف المرضى.

تسع سنوات و السوريون يدفنون شهداءهم خلسة و الطائرات تلاحق الجنائز و تدمر المقابر،

و ها أنتم اليوم محرومون حتى من إلقاء النظرة الأخيرة على موتاكم.

تسع سنوات و أنتم تشاهدون كيف دمر النظام السوري و الروسي المدارس، و ها هي مدارسكم تغلق و لا معنى لأبنيتها و أنظمتها.

تسع سنوات و النظام السوري يحاصر القرى و المدن و الأحياء، يذيق الأبرياء الموت و الجوع، و اليوم الحصار يخنقكم جميعاً في بيوتكم.

تسع سنوات و لم يترك النظام السوري مسجداً إلا و دمره،  و أنتم و المسلمون مجرد شاهد زور على تلك الجرائم، و اليوم توصد كل أبواب المساجد و الكنائس و كل دور العبادة في وجوهكم.

تسع سنوات و السوريون محرمون من صلاة الجمعة و الجماعة، و أنتم و المسلمون تتقربون إلى الله بإبتهالات جوفاء فارغة من أي إيمان حقيقي، و اليوم توقفت كل الصلوات و في كل أديان المعمورة.

تسع سنوات و السوريون محرمون من إقامة إحتفال بعرس أو حتى من إقامة عزاء لشهيد، و اليوم أنتم عاجزون عن مصافحة أقرب الناس إليكم.

نبش النظام السوري المقابر و إنتهك حرمات الأموات ، و ها أنتم اليوم تحرقون جثث الغاليين عليكم بدون أن يبقى لهم أثراً في مقبرة، و لا حتى شاهد فوق قبر يحمل ذكرى إسمهم.

أنا إرهابي و أتحداكم جميعاً، و أدعوكم إلى إجتماع طارئ في مقركم في نيويورك و أرجو أن لا يتغيب أحد منكم ، و أرجو أن لا تنسوا بدعوة مندوب النظام السوري، لكي يلقي فيكم ـ كالعادة ـ  محاضرة في محاربة الإرهاب.

أخيراً أقول لكم لا شماتة بالموت، لكن الصمت بالصمت و البادي أظلم.

وسوم: العدد 872