مدمري الاقتصاد السوري وناهبي ثرواته(1-2)
منظمة مع العدالة تكشف اللثام عن مدمري الاقتصاد السوري وناهبي ثرواته
رجال الأسد خلف الكواليس عصابات منظمة وإجرام لا مثيل له، رجال أعمال في خدمة بشار، حاربوا بأموالهم لضمان بقائه، وساعدوه على التهرب من العقوبات الدولية.
حملة مدنية لكشف اللثام عنهم من هم؟ وماذا تهدف الحملة؟
منظمة مع العدالة أطلقت حملة خاصة للكشف عن أبرز رجال الأعمال المتورطين بدعم نظام الأسد.
تسلط الحملة الضوء على ممارسات تلك الشخصيات والأساليب التي يدير بها النظام شؤونه المالية بالإضافة للشبكات التي تعمل داخل سورية وخارجها، بهدف استمرار نظام الأسد في الحكم.
أموال مغمسة بالدم
منظمة مع العدالة كشفت عدداً من الأسماء المتورطة بتمويل الأسد وساهمت بدعم حملاته العسكرية على المدن والبلدات الثائرة، وارتكاب المجازر الدموية بحق الشعب السوري الأعزل.
تأتي حملة مع العدالة في إطار السعي لمنع مجرمي الحرب من الإفلات من العقاب ودعم مبدأ المساءلة وفضح الممولين الحقيقيين للإجرام في سورية.
رجال الأسد الفاسدون.. كيف حولوا دماء السوريين إلى أرصدة في البنوك؟
قبل أيام اجتمع بالعاصمة دمشق عدد من كبار رجال الأعمال، في قاعة المؤتمرات لفندق "شيراتون" وسط أجواء مزدحمة، حول مدير مصرف سورية المركزي حازم قرفول، حيث تعاهدوا أمام الكاميرا بدعم الاقتصاد وخاصة الليرة السورية، التي أصبحت في أدنى مستوى لها منذ بداية الحرب التي شنها نمرود الشام على الشعب السوري.
وكان من بين رجال الأعمال خمسة من الأغنياء الجدد غير المعروفين خصوصا قبل عام 2011، وهم حسام وبراء قاطرجي ووسيم قطان ومحمد حمشو وسامر فوز وهؤلاء خمسة أقطاب جمعوا ثروتهم بفضل الحرب القذرة.
وزارة الخزانة الأمريكية وضعت هؤلاء الرجال على قائمتها السوداء للعقوبات، واتهمتهم "بتحويل فظائع الصراع السوري إلى أرباح".
ويشكل الرجال الخمسة النخبة الاقتصادية الجديدة للبلاد، ففي سورية المدمرة حيث يعاني ستة من كل عشرة أشخاص من "الفقر المدقع" وفقا للبنك الدولي، فإن حفنة من الرجال، تحت وطأة البنادق والمدافع الرشاشة، استولوا على ميزات مهمة للاقتصاد أكثر من غيرهم.
وتقول مصادر سورية ولبنانية: "إنهم يسيطرون على كل شيء، إنهم مافيا، ورجال أعمال محتالين ظهروا خلال تلك الحرب القذرة.
الاستخبارات الأمريكية تتهم رجال أعمال سوريين بدعم جرائم الأسد
أكدت مصادر استخباراتية أمريكية: أن رجال الأسد الاقتصاديين يسيطرون على قطاعات التلفزيون وإدارة الفنادق والمستحضرات الصيدلانية وتجميع السيارات وتوزيعها والعقارات، والاستيراد والتجارة في الحبوب ومواد البناء، كما لهم دورا مهما في الوساطة، لا سيما في شراء وبيع القمح مع روسيا.
وبعملية بحث عن مصادر معلومات موثقة يوجد الآن ثمانية رجال أعمال في الوقت الحالي يتقاسمون الكعكة السورية، فبالإضافة للأسماء الخمسة المذكورة أعلاه، هناك طريف الأخرس ونادر قالي وبالطبع "ملك سورية" رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، العلوي الوحيد بين هذه الجماعة السنية الجديدة.
جميع هؤلاء الثمانية لهم صلة مباشرة بالنظام، وهو شرط أساسي للعمل بالتجارة والصناعة في هذه الأجواء المضطربة، ويقول زياد باش، وهو معارض سياسي لاجئ بتركيا: "في سورية، نحن معتادون على القول إنه ليس النظام الذي يعتمد على الاقتصاد، بل الاقتصاد الذي يعتمد على النظام".
"كل شيء تحت سيطرة عائلة الأسد، الآخرون عبارة عن واجهات.
وهنا يجب التذكير أنه عندما وصل بشار الأسد إلى السلطة بعد وفاة والده في عام 2000، ظهرت طبقة من رجال الأعمال مع التحرير الاقتصادي للبلاد، "الأغنياء الجدد" الذين يتنافسون في العاصمة وحلب، القلب الاقتصادي للبلاد. وبعد 11 سنة، أعادت الحرب القذرة التي يشنها مجرم الحرب بشار على السوريين رسم الصورة.
يقول الخبير الاقتصادي السوري جهاد يازجي أن ثروات سورية هُربت من البلاد وعاصمتها، فيما شاهد آخرون ممتلكاتهم استولت عليها الدولة، فمن بين الطبقة القديمة من رجال الأعمال الدمشقيين، تعرض الكثير من الناس للعقوبات وفقدوا أهميتهم تدريجيا.
وفي عام 2013، استولت الدولة على ممتلكات رجال أعمال بارزين بدعوى "ترددهم في دعم القمع الوحشي للمتظاهرين". بعد بضع سنوات، تم شراء المصانع الخاصة بهم بسعر منخفض من قبل سامر فوز.
أثرياء يمولون حرب النظام على شعبه رغم أنوفهم
ملك النسيج، صباغ شراباتي، أحد أكبر الأثرياء الذي مول بالإكراه الحرب السورية، التي يديرها رامي مخلوف، ويقول جهاد يازجي: "في عام 2016، رفض هذا الرجل الاستمرار في الدفع، وغادر البلاد وافتتح أكبر مصنع للمنسوجات في إفريقيا بمصر".
يقول أحد الأثرياء: "نحن لا نحب هؤلاء القادمين الجدد مثل فوز أو قاطرجي، ولكن علينا التعايش معهم من أجل الحفاظ على ممتلكاتنا، لقد سرقوا بلادنا، وأخذوا الخبز من أفواه الأطفال، إنها عصابة من المحتالين المنتشرة في جميع أنحاء الإقليم".
المصادر
*منظمة مع العدالة
*الشرق-27/4/2020
* أورينت نت - العربي الجديد-5/4/2016
وسوم: العدد 874