أصداء التزكية القرآنية في شعر محمد إقبال
العلامة محمد إقبال -الشاعر الإسلامي الكبير- ولد 1877م-وتوفي 1938م.
شاعر إسلامي عالمي، وصفه الأستاذ عباس محمود العقّاد بأنه:
طراز العظمة الذي يتطلبه الشرق في الوقت الحاضر، وفي كل حين، لأن عظمته ليست بالدنيوية المادية، وليست بالأخروية المُعرضة عن الدنيا، "وهو زعيم العمل بين العُدْوتين من الدنيا والآخرة، قوّام بين العالَميْن كأحسن ما يكون القوّام
شاعر الإسلام:
كان إقبال أول شاعر يلقب بشاعر الإسلام، كما كان أول مناد بقيام وطن خاص بالمسلمين في شبه القارة الهندية، وهو ما تحقق بقيام باكستان- بعد وفاته بسنوات-.
ويبدو أن آثار النشأة الأولى قد أورثته حبا للرسول صلى الله عليه وسلم، جارفا غامرا، ملك عليه أقطار نفسه واستبد بهواه، وعصمه من غوائل الحياة الغربية، وشرور الحضارة المادية، يقول عن نفسه:
"لم يستطع بريق العلوم الغربية أن يبهر لبي ويُعشِيَ بصري، لأني اكتحلت بإثْمِد المدينة".
"إن تربة المدينة أحب إلي من العالم كله".
وقد ظل مشبوب الحنين مستطار اللب هائما بأمجاد المسلمين، يرسل شعره على هذا النحو.
-من ترجمة الشيخ أبي الحسن الندوي لإقبال-:
"إنني هائم في شعري وراء الشعلة التي ملأت العالم أمس نورا وحرارة، وقد قضّيت حياتي في البحث عن تلك الأمجاد التي مضت، وأولئك الأبطال الذين رحلوا، وغابوا في غياهب الماضي.
إن شعري يوقظ العقول، ويهزّ النفوس ويُربّي الآمال في الصدور. ولا عجب إذا كان شعري
يملأ القلوب حماسة وإيمانا، وكان وقعه في النفس كبيرا وعميقا، فقد سالت فيه دموعي ودمائي، وفاضت فيه مُهجتي".
وكان شديد الاعتزاز بنفسه ودينه، قوي الإيمان بذاته وعقيدته:
"إن الموت أفضل من رزق يقصّ من قوادمي، ويمنعني حرية الطيران".
ومذهب إقبال الشعري والفكري قائم على الثورة والحركة والقلق، وعلى التجديد وتحطيم القيود وتحرير "الذات"، يقول:
"كل حياة لا تجديد فيها ولا ثورة، أشبه بالموت. إن الصراع هو روح حياة الأمم، إن أمة تحب عملها في كل زمان: سيف بتار في يد القدر، لا يقاومه ولا يقف في وجهه شيء".
وهو فوق كل ذلك شاعر مسلم قوّام بالقسط -حسب وسعه ووسع زمانه- نزّاع إلى الحركية الإيجابية، وإلى البعث والإحياء، وإلى "إعادة بناء التفكير الإسلامي" وفق منهج يزدوج فيه العقل والنقل، ويصطحب فيه الرأي والشرع.
وقد جمعت فلسفته بين حرارة الإيمان وصفاء التأمل العقلي الراشد، فجاءت الحقائق الفلسفية في شعره متلفّعة بمروط العواطف، متحررة من قيود الأرض، متطلّعة إلى السماوات العلى، ها هو ذا في حديث الروح -ترجمة الشيخ الصاوي شعلان-يقول:
لقد فاضت دموع العشق مني حديثا كان عُلْويَّ النداء
فحلّق في رُبى الأفلاك حتى أهاج العالم الأعلى بكائي!
وحينما يمعن النظر في مباهج الفلسفة الغربية ومفاتنها، فإنه ينعى عليها إيمان العقل، وكفر القلب، ويعيب عليها عبادة الجسم، وإهمال الروح، والشغف بالعلم وهجران "العشق".
يقول مخاطبا الغربيين: "إن حضارتكم سوف تقتل نفسها بخنجرها.. إن العُشّ لا يثبت على غصن ضعيف مضطرب"!
ذاع صيت إقبال وطارت شهرته، وانكبّ الناس في الشرق والغرب على شعره بإعجاب ودهشة، ففي لندن جاءته دعوات من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
وسألته فرنسا أن يزور مستعمراتها في شما ل إفريقيا، فرفض، كما رفض الصلاة في جامع باريس، وقال إنه ثمن بخس لتدمير دمشق.
وفي طريقه إلى الهند مر بالقدس، واشترك في المؤتمر الإسلامي المنعقد فيها، وكتب قصيدة يترسم فيها خطى البوصيري في "البردة" ويندب واقع المسلمين، ويبكي جراحهم.
وبعد، فقد كان إقبال موكلا بتتبع آثار العرب في العالم، يبكي أطلالهم في لوعة ومرارة، ويخلّد مآثرهم بإعجاب ودهشة، فهذه دموعه في صقلية:
"ابك أيها الرجل دما لا أدمعا، فهذا مدفن الحضارة الحجازية"
ثم يندفع منشدا:
"فوا أسفا والذكريات تهدُّني * وأين الذي أبكي فيبكي أسى معي؟
على أنني ألزمت نفسي رشادها * وعدت بقلب مستطار التطلع
أرى لمحات الفجر في غيهب الدجى * وقد تسمح الآمال بعد التمنع"
هذا الرجل أصبح حديث الناس في الشرق في الغرب لماذا؟؟
لأنه صاحب شعر كثير، وشعر مؤثر، ويعتمد شعره على نظرية فلسفة إثبات الذات، التي اكتشفها، المسمى" ديوان الأسرار والرموز" يريد بهذا العنوان: " أسرار إثبات الذات، ورموز نفي الذات" -وقد ترجمه إلى وهي عكس نظرية الفناء في الذات، التي يقول بها بعض المتصوفة، وقد ضمن هذه النظرية ديوانه العربية عبد الوهاب عزام-. وقد وضع إقبال أبياتا لجلال الدين الرومي على صفحة غلاف الديوان، وهي:
رأيت الشيخ بالمصباح يسعى له في كل ناحية مجال
يقول مللت أنعاما وبهما وإنسانا أريد فهل ينال
برمت برفقة خارت قواها برستم أو بحيدر اندمال
فقلنا ذا محال قد بحثنا فقال ومنيتي هذا المحال
فظن كثير من الكتاب أنها من شعر محمد إقبال-كما هو مذكور على الشبكة العنكبوتية-
وكأن إقبال بوضعه هذه الأبيات- على صفحة الغلاف-يشير إلى أن المقصود من هذا الديوان بيان حقيقة ذات الإنسان، وصفاته المميزة له عن بقية المخلوقات، وبيان كيف يستطيع الإنسان أن يحقق ذاته، ويسمو بها إلى المهمة التي خلقه الله-عز وجل- من أجلها.
هذا الرجل كان يقرأ القرآن كل يوم في الصباح، فيأتي والده فيقول له: ماذا تفعل؟ فيقول: أقرأ القرآن- وبقي ثلاث سنوات متواصلة على هذا السؤال وهذا الجواب-. ثم قال لأبيه: أريد أن أفهم لماذا تسألني هذا السؤال. وأجيبك بهذا الجواب؟ قال يا بني: أردت أن أقول لك: اقرأ القرآن كأنه أنزل عليك. يقول محمد إقبال: فمنذ ذلك اليوم بدأت أتفهم القرآن، وأقبل عليه، فكان من أنواره ما اقتبست، ومن بحره ما نظمت.
إذن كل أفكاره تعود إلى القرآن.
يقول العلامة أبو الحسن الندوي عن تأثر محمد إقبال بالقرآن:
لم يزل محمد إقبال إلى آخر عهده بالدنيا، يغوص في بحر القرآن،
ويطير في أجوائه، ويجوب في آفاقه، فيخرج كل يوم بعلم جديد.
وإيمان جديد، وإشراق جديد، وقوة جديدة.
وكلما تقدمت دراسته، اتسعت آفاقه ومداركه، وازداد إيماناً بأن القرآن
هو الكتاب الخالد، والعلم الأبدي وأساس السعادة، ومفتاح الأقفال
المعقدة، وجواب الأسئلة المحيرة، وأنه دستور الحياة، ونبراس الظلمات.
ولم يزل يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى التدبر في هذا الكتاب
العجيب، وفهمه ودراسته والاهتداء بــه لحل مشكلات العصر،
واستفتائه في أزمات المدنيــة، وتحكيمه في الحياة والحكم، ويعتب
على المسلمين إعراضهم عن هذا الكتاب، الذي يرفع اللَّه به أقواماً،
ويضع آخرين. يقول في مقطوعة شعرية:
«إنك أيها المسلم لاتزال أسيراً للمتزعمين للدين، والمحتكرين للعلم،
ولا تستمد حياتك من حكمة القرآن رأساً. إن الكتاب الذي هو مصدر
حياتك ومنبع قوتك، لا اتصال لك به إلا إذا حضرتك الوفاة، فتقرأ
عليك سورة ' يس ' لتموت بسهولة. فو ا عجباً! قد أصبح الكتاب الذي
أنزل لمنحك الحياة والقوة، يتلى الآن لتموت براحة وسهولة».
لهذا أردت أن أتحدث عن هذا الموضوع:
" أصداء التزكية القرآنية في شعر محمد إقبال"
لأن أشعاره انعكاس في الواقع، لما فهمه من القرآن الكريم.
له قصائد كثيرة .. أشهرها قصيدتان:
شكوى... وجواب الشكوى
الشكوى يشكو فيها إلى الله ما أصاب المسلمين في هذا العصر من تخلف، ويتعجب كيف تخلى الله عن هؤلاء المسلمين، في ذات الوقت الذي يرى فيه الغربيين قد تقدموا وأصبحوا في مقدمة الركب، علما بأن المسلمين لهم تاريخ عريق حافل بالجهاد والتضحيات، والتي يشير إليها بمثل هذه الأبيات:
نحن الذين استيقـظت بأذانهم دنيا الخليقة من تهاويل الكرى
نحن الذين إذا دُعُوا لصلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً أحمراً
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكـبّروا في مسمع الروح الأمين فكـبرا
نحن الذين بنور وحيك أوضحوا نهج الهدى ومعالم الإيمان
كنا جبالا فى الجبال وربما ...سرنا على موج البحار بحارا
بمعابد الإفرنج كان أذاننا ......قبل الكتائب يفتح الأ مصا را
لم تنس إفريقيا ولا صحراؤها....سجداتنا والارض تقذف نارا
وكأن ظل السيف ظل حديقة....خضراء تنبت حولنا الأز هارا
لم نخش طاغوتا يحاربنا... . ولو نصب المنايا حولنا أسوارا
كنا نقدم للسيوف صدورنا.... لم نخش يوما غاشما جبارا
كنا نرى الأصنام من ذهب.....فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
لوكان غير المسلمين لحازها ....كنزا وصاغ الحلي والدينارا.
يعني نحن كنا مجاهدين، كنا مضحين في سبيل الله .. فكيف تتخلى عنا يا رب.
ثم يتخيل بعد ذلك أن الله أجابه بقصيدة أخرى يسميها جواب شكوى يقول فيها:
عطـايـانـا سـحـائـب مــرســلات *** ولـكــن مـــا وجـدنــا السائلـيـنـا
وكـل طريقنـا نَــورٌ ونُــورٌ (1) *** ولـكــن مـــا رأيـنــا السالـكـيـنـا
ولــم نـجــد الـجـواهـر قـابــلاتٍ *** ضياء الـوحـي والـنــور المبـيـنـا
وكــان تـــراب آدم غـيــرَ هـــذا *** وإن يــك أصـلـه مـــاء وطـيـنـا
ولو صدقوا وما في الأرض نهرٌ *** لأجريـنـا السـمـاء لـهــم عـيـونـا
وأخـضـعـنـا لمُـلـكـهـم الـثـريــا *** وشيـدنـا النـجـوم لـهـم حصـونـا
ولكـن ألـحـدوا فــي خـيـر ديــنٍ *** بنـى فـي الشمـس ملـك الأ وليـنـا
تـــراث مـحـمـدٍ قــــد أهـمـلــوه *** فعاشـوا فــي الخـلائـق مهمليـنـا
تـولـى هـادمـو الأصـنـام قدمــاً *** فـعــاد لـهــا أولـئــك يصنـعـونـا
أبـاهــم كـــان إبـراهـيــم لــكــن *** أرى أمثـال آزر فـي البنينـا (2)
الذي يستحق هذه التجليات غير موجود. وهؤلاء يقولون بأنهم على ملة أبيهم إبراهيم
نعم. ولكن المشكلة في الأبناء، والأحفاد، الذين جا ؤ ا لجدهم آزر، وليس لأبيهم إبراهيم:
لكن أرى أمثال آزر في البنينا.
القرآن جعل العبادات اليومية، والشهرية، والسنوية، هي طريق التزكية:
فيقول الله تعالى في شأن الصلاة اليومية:
" اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
لكن أي صلاة هذه التي تسهم في تغيير السلوك؟
" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ" (2) -المؤمنون : 1-2
إذن فالصلاة الخاشعة هي التي تترتب عليها النتائج المغيرة للسلوك. لأن الخشوع هو روح الصلاة.
أما الصلاة التي تفتقد الخشوع- فهي صلاة المرائين، المنافقين- والتي تفتقد الروح المؤثرة.
ومن ثم فقد توعد الله أصحابها بالويل:
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) الماعون:1-7
إذن فالصلاة ليست عبارة عن أقوال وأفعال تبتديء بالتكبير، وتختتم بالتسليم فقط، كما يقول الفقهاء- هذا عبارة عن الشكل الظاهري- لكن الحقيقة: أن روح الصلاة هي الخشوع.
إذن هناك فرق بين أن نقيم الصلاة بالمظاهر الشكلية، وبين أن نؤكد فيها المعنى الحقيقي الذي هو روحها. ومن ثم نرى العلامة عبد الحميد الفراهي الهندي يعرف الصلاة تعريفا يكشف حقيقتها حينما يقول:
الصلاة: ركون العبد إلى الله محبة وخشية كما يعرف"الزكاة" بقوله: ركون العبد إلى العبد محبة وشفقة.
لاحظوا المعنى الحقيقي للصلاة، والمعنى الحقيقي للزكاة. فهو مرتبط ارتباطا وثيقا جدا بالتزكية، التي تهدف إلى تغيير السلوك الإنساني، ليكون الإنسان المسلم جديرا بالخلافة في الأرض.
ونرى في شعر محمد إقبال ما يشير إلى هذه الحقائق حينما يقول:
وأصبح وعظكمْ من غير نور ولا سحرٍ يطلُّ من المقال
وعند الناس فلسفةٌ وفكر ولكن أين تَلْقِينُ الغزالِي
وجلجلة الأذان بكلِّ أرض ولكنْ أين صَوْتٌ مِنْ بلال
منائركمْ عَلَتْ في كلِّ حيّ ومسجدكم من العباد خالي
على حين كان الأمر على خلاف ذلك، حينما تحدث عن المسلمين الأوائل حيث قال:
نحن الذين استيقظت بأذانهم دنيا الخليقة من تهاويل الكرى
نحن الذين إذا دُعُوا لصلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا في مسمع الروح الأمين فكبرا
إذن هؤلاء الناس الذين يصلون بهذه الطريقة -صلاة شكلية- يعني تعتمد فقط على هذه الظواهر التي أشرنا إليها. فمثل هذه الصلاة لا تحدث تأثيرها، ولذلك إذا سها الإنسان عن حقيقة الصلاة، فماذا تكون النتيجة:
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
ولذلك لا تؤثر في صاحبها.
وأكثر ما تكون الصلاة تزكية للسلوك، حينما تكون في الليل، والمشار إليها بقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)-المزمل:1-6
والمشار إليها بقوله تعالى:
" تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (17) الحج:16-17
والمشار إليها بقله تعالى:
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) -الذاريات:15-18
- ويرى العلامة الندوي أن المؤثر الآخر الذي يرجع إليه الفضل في
تكوين سيرة «إقبال» وشخصيته، وفي قوة شعره وتأثيره، وجدة
المعاني وتدفق الأفكار، هو أنه لم يكن يقتصر على دراسة الكتب
والاشتغال بالمطالعة، بل كان يتصل بالطبيعة من غير حجاب،
يتعرض للنفحات السحرية، ويقوم في آخر الليل، فيناجي ربه، ويشكو
بثه وحزنه إليه، ويتزود بنشاط روحي جديد، وإشراق قلبي جديد،
وغذاء فكري جديد، فيطلع على أصدقائه وقرائه بشعر جديد، يلمس
الإنسان فيه قوة جديدة وحياة جديدة، ونوراً جديداً، لأنه يتجدد كل يوم،
فيتجدد شعره، وتتجدد معانيه.
«وكان عظيم التقدير لهذه الساعات اللطيفة التي يقضيها في السحر،
ويعتقد أنها رأس ماله ورأس مال كل عالم ومفكر، لا يستغني عنها
أكبر عالم أو زاهد، يقول في بيت:
«كن مثل الشيخ فريد الدين العطار في معرفته، وجلال الدين الرومي
في حكمته، أو أبي حامد الغزالي في علمه وذكائه، وكن من شئت في
العلم والحكمة، ولكنك لا ترجع بطائل، حتى تكون لك أنَّة في السحر».
«وكان شديد المحافظة على ذلك كثير الاهتمام به، يقول في مطلع قصيدة:
«رغم أن شتاء انجلترا كان قارساً جداً، وكان الهواء البارد يعمل في
الجسم عمل السيف، ولكني لم أترك في لندن التبكير في القيام».
«كان لا يبغي به بدلاً، ولا يعدل به شيئاً، يقول في بيت:
«خذ مني ما شئت يارب! ولكن لا تسلبني اللذة بأنة السحر، ولا
تحرمني نعيمها »، بل كان يتمنى على اللَّه أن تتعدى هذه الأنة
السحرية، والحرقة القلبية إلى شباب الأمة المتنعمين، فتحرك سواكن
قلوبهم، وتنفخ الحياة في هياكلهم، يقول في قصيدة:
«اللَّهم جَرّح أكباد الشباب بسهام الآلام الدينية، وأيقظ الآمال والأماني
النائمة في صدورهم، بنجوم سماو ا تك التي لا تزال ساهرة، وبعبادك
الذين يبيتون الليل سجداً وقياماً، ولا يكتحلون بنوم، وارزق الشباب
الإسلامي لوعة القلب وارزقهم حبي وفراستي».
ويقول في قصيدة:
«اللَّهم ارزق الشباب أنّتي في السحر، وأنبتْ لصقور الإسلام القوادم
والخوافي، التي تطير بها وتصطاد، وليست لي أمنية يا رب! إلا أن
تنتشر فراستي، ويعم نور بصيرتي في المسلمين» (روائع إقبال 54- 56 ).
ويتساءل محمد إقبال في شعره عن غياب أمثال هؤلاء الربانيين الذين كانوا يتصفون
بمثل تلك الصفات من الصحابة والتابعين، فيقول:
أين الذين بنـار حبك أرسلـوا الأنوار بين محافل العشاق
سكبوا الليالي في أنين دموعهم وتوضـؤوا بمدامع الأشواق
والشمس كانت من ضياء وجوههم تُهدي الصباح طلائع الإشراق
كيف انطوت أيـامهم وهم الأُلـي نشـروا الهدى وعلـوا مكان الفرقد
هجروا الديار فأين أزمع ركبهم مـن يهتـدي للقـوم أو من يقتدي
يـا قلبُ حسبك لـن تُـلِـمَّ بطيفهـم إلا علـى مصبـاح وجـه محمد
فـازوا من الـدنـيا بمجـدٍ خالـدٍ ولهـم خلـودُ الفـوز يوم الموعد
ومن أجمل الشعر الذي جادت به قريحة محمد إقبال ما قاله في الأندلس، وهو يتأمل أمجاد المسلمين هناك، ويتخذ من ذلك حافزا لبث الشوق والحنين لدى المسلم المعاصر، لعله يستيقظ من سباته، ويقتدي بسيرة آبائه وأجداده. ويعود إلى صناعة التاريخ من جديد.
وها هو يسأل مدير الفندق الذي نزل فيه- في قرطبة- عن أحفاد العرب قائلا:
أين أحفاد العرب في هذه البلاد؟
فيقول له المدير: إنني منهم. ثم يجمع له وجوها من خيارهم، فيقول فيهم إقبال:
إلـى اليوم تلك ظباء الحمى بأعينهن المراض الحســـان
وألحاظها لــم تزل قادرات على صيد أسد الشرى كل آن
وتلك المحاسن طبع الحجاز وهذا النســيم عبير يمان
فحىّ الجنان وســــكانها وإن زال سـكان تلك الجنان
أما قصيدة محمد إقبال عن مسجد قرطبة، الذي حرص على الصلاة فيه، والتي كتبها لما زار الأندلس عام 1932م فقد جاء فيها:
قصر التاريخ ومسجـدهُ ما أروع ما صنعتْ يدهُ
للقوم بصدر حكايتــه صـوت ما زال يردِّدهُ
ظمأ لا رِيَّ لـه وبــه طلب الظمآن ومقصدهُ
يزداد برؤيتـه ولَـهـًا ويريد يقـوم فيقـعِدهُ
وكأن علائـق زينـتـه خفقات القلب ومعقدهُ
في الصخر فنون سرائرنـا بلطائـفـنا نتـعهدهُ
ليَهيج رنيـنُ جوانـبـه بأنيـن الروح نُـزوِّدهُ
يا ظل الغرب ودوحتـه من ذا تاريخك يجـحده ؟
بك أضحت تربة أندلسٍ حرما في الغرب نمـجِّده
لا نِدَّ لـه في سـؤدده إلا الإيـمان وسـؤددهُ
عربـيُّ اللحن حجازيٌ روح الإسلام تخـلِّــدهُ
يمـنـيُّ العطر تهبُّ بـه أنسـام الشـام وتحشدهُ
ولم ينس إقبال أن يقارن بين جمال الفسيفساء في المسجد، وجمال النفوس التي
أبدعت تلك الفسيفساء.
يحـكيــك جمالا وجـلالا رجـلٌ لـلـه تعـبُّدهُ
وحماسُ ضحاه ووجدُ مسـاه وما يخـفيه له غَــدهُ
ومسرَّتـه ومحبَّتـــــه وتواضعــه وتـودُّدهُ
عذب الكلمات خفيف الروح رقيق القـلب مسـهَّدهُ
أبديُّ الحب نقــيُّ الحرب مَصون العرض مهنَّـدهُ
وعلى يده لله يـــــدٌ بلطيف القدرة تعـضُدهُ
العالم قصـر خلافـتــه وسماء الـعـالم معبَــدهُ
سرُّ الكونيـن برؤيتـــه وعن الكونـيـن تـجرُّدهُ
وسراب العصر بنور الدين ونار الحـــب يـبـدِّدهُ
ومن الصور البديعة المشحونة بالدلالات التاريخية ما ورد في القصيدة من تشبيه:
أعمدة المسجد بأعمدة النخيل في أرض الشام.
كنخيل الشام وأعمدهـا شمختْ في المسجد أعمدهُ
تتـألق زرقـة قبتــه وتُقيم اللـيل وتُـقـعِدهُ
وتنـهُّدها في وحدتـها كالطور كواه تـنـهُّـدهُ
ويتحسر إقبال على ضياع ذلك الصرح الإسلامي أيما تحسر: فهل يعقل أن لا يرتفع الأذان على منارته. وهل يعقل أن ترتفع الصلبان عليها، وهي لا تزال مزينة بآيات القرآن ؟
تلك المنارة المهيبة التي احتضنت في ظلالها يوما قوما وحدوا الخالق ؟
يا لها من فجيعة !!! يقول إقبال مخاطبا المسجد:
إن أرضا أنت فيـها لسمـاء للعيـونْ
كيف لم يسمعْ أذانًا أهلُها مـنذ قرون؟
ولا تعجبْ من ذلك، فصوت الأذان عند إقبال ليس يضاهيه لحن آخر، وهو القائل:
ليس في ضوضاء هذي الأممِ نغـمة إلا أذان المسلمِ
ويورد إقبال ترجمة لأبيات عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، الذي أمضَّتْه الغربة عن بلاده، وأرهقه البين عن الأهل والأحبة، ثم أثارت نخلة غريبة كوامن نفسه، فقال بعد أن غرست النخلة الأولى في مدينة الزهراء:
تبدّت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى وطول اكتئابي عن بني وعن أهلي
نشأتِ بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن في المنتأى الذي يسح ويستمري السماكين بالوبل
ثم يكتب إقبال تكملة للأبيات، فيضفي عليها نفَسا إسلاميا، وعمقا فكريا، ويضمِّنها إشارات إلى نهاية الدولة الإسلامية في الأندلس، التي شهد عبد الرحمن الداخل بدايتها. يقول إقبال في تكملته للأبيات:
وأعجب ما في الكون غربة مثلنا وفي الشام من أمثالنا عدد الرمل
وما زلت في التطواف ألقى على المدى زمانا غريب الوجه مختلف الشكل
وليس لهذا البحر من ساحل يرى مضيت به عريان ممتشقا نصلي
وما من حياة للذي أنف الردى وهل يقدح الزند الشرار من الوحل
إذا شام طرفي البرق زاد تألقا وحن بذكر الشام للأعين النجل
وماضرنا ملك تركناه خلفنا فكل بلاد الله ملك ذوي العدل
سنبني كما كنا بنينا لغيرنا وحاشا لأهل الجود توصم بالبخل
إذا نضبت أجسادنا من دمائنا فمنزلنا ريان من غدق البذل
ستذكرنا الدنيا وتندبنا الورى وتطلب من آثارنا كعبة الفضل
يقال هنا صلت وضجت قلوبهم هنا انتبذت أرواحها رسل النخل
ولا ينسى إقبال أن يكتب قصيدة- وهو يودع مسجد قرطبة - فيبث فيها خلاصة أحزانه، وحسرته على الماضي الضائع، والحاضر البائس:
صوت المنائر في نسيمك يرقــدُ وصداه في أرواحـنـا يـترددُ
يا توأم الحرم الشريف تطوَّفــت بك ركَّع من عاكفين وسجَّـدُ
سيماك من أثر السجود على الثرى طرب يفوح ونضرة تتـجـددُ
خمدت حقيقتنا وزال بريقـــنا وبريق قرطبة الشريد مخــلَّدُ
ووقفتُ لا نومي حمدتُ ولا السُّرى أتكبد الجرح الذي أتـكـبدُ
تلكم زفرات قلب مفجوع على تاريخ أمة غافلة، بلغ بها التفريط فيه أن أصبح اليهود يفخرون به ويسرقونه، كما يخططون الآن لسرقة المسجد الأقصى بأساطير تاريخية هزيلة .. فهل نظل ندرِّس أبناءنا أمجاد نابليون، وننسى مسجد قرطبة ؟؟!!
تلك نفحات من شعر إقبال في الأندلس، وهي جديرة بأن تحفز الهمم، وتعيد للمسلم فاعليته التي عرف بها في التاريخ، وهو حريص على ذلك أشد الحرص، وهو متفائل دائما بمستقبل الإسلام والمسلمين.
إن ما جاء في شعر محمد إقبال من نقد لأحوال المسلمين المعاصرين، ليس الهدف منه إشعارهم بالعجز، وتثبيط هممهم عن طلب المعالي، بل على العكس من ذلك، ومن ثم فحينما يرى أن هذا النقد تجاوز المقدار، فإنه يعود لبيان إمكانية الإقلاع من جديد، مشعرا الأمة بإمكانياتها وقدراتها:
فحينما يقول في وصف واقع المسلمين المعاصر:
غدوتم في الديار بلا ديــــــار **** وأنتم كالطيور بلا وكور
وكل صواعق الدنيا سهــــام **** لبيدركم وأنتم في غرور
أهـــذا الفقر في علم ومــــال **** وأنتم في القطيعة والنفور
وبَيع مقابر الاجداد أضــــحى**** لدى الأحفاد مدعاة الظهور
سيعجب تاجرو الأصنام قدماً **** إذا سمعوا بتجار القبور
يقول في باب التفاؤل:
ضيــاؤك مشــــرق في كل أرض**** لأنك غير محدود المكان
بغت أمم التتــــــار فأدركتــــــها **** من الايمان عاقبةٌ الأمان
وأصبح عابدو الأصنـــــام قـدماً **** حماة الحِجر والركن اليمان
فلا تجــزع فهــذا العصــر لـــــيل **** وأنت النجم يشرق كل آن
ولا تخش العواصف فيه وانهض**** بشعلتك المضيئة في الزمان
ويقول أيضا:
الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح
وسفينة الإيمان سارت لا تبالي بالرياح
وحياتنا أنشودة صيغت على لحن الكفاح
وطريقنا محفوفة بالشوك بالدم بالرماح
يا دربنا يا معبر الأبطال يا درب الفلاح
إنا إذا وضع السلاح بوجهنا ضج السلاح
وإذا تلعثمت الشفاه تكلمت منا الجراح
يا دربنا يا معبر الأبطال يا درب الفلاح
وفي قصيدة شكوى يذكر فترة نزول الوحي في مكة، وأثر هذا الوحي، في نفوس الصحابة فيقول:
يـا طيـب عهـد كنت فيـه منـارنـا ... فـبـعـــثـت نور الحـق مـن فــاران
وأسرت فيـه العاشقيـن بلمـحـة ... وسـقـيـتــهـم راحـاً بـغــيـر دنـان
أحـرقـت فـيـه قـلـوبــهـم بـتوقـد ... الإيــمـان لا بـتـلـــهُّــب الـنــيـران
ثم يذكر ما حدث في واقعنا المعاصر فيقول:
لـم نبق نحن ولا القلوب، كـأنهـا ... لـم تحـظ من نـار الهوى بدخـان
إن لـم يُنـر وجـه الحبيب بوصلـه ... فـمــكـان حُـزن الـقـلـب كل مـكان
ثم يتطلع إلى المستقبل المشرق البهيج فيقول:
يا فــرحة الأيـام حـيـن نـرى بـها ... روض التجـــلـي وارف الأغصان
ويـعـود محفلنـا بحُسنـك مُسفـراً ... كالصــبح في إشــراقـه الفـيـــنان
وحينما يقارن واقع أعداء الأمة- وماهم فيه من ترف ونعيم-بواقع المسلمين-
وما هم فيه من بؤس وفقر- يشتد حزنه ويقول:
قـد هاج حزنـي أن أرى أعداءنـا ... بــين الــطـلا والـظـــل والألـحان
ونعـالج الأنفـاس نحـن ونصطلـي ... في الفقـر حين القـوم في بسـتان
ثم يجأر إلى الله بالدعاء: أن يعيد للأمة ما تصبو إليه من نور وحبور، فيقول:
أشـرِقْ بــنـورك وابـــعـث الـــبرق ... القديم بومـضـةٍ لفراشـك الظمآن
أشــواقـنـا نحـو الـحـجـاز تطـلـعـت ... كحــنـيـن مـغـتـرب إلـى الأوطان
إن الطــيور وإن قصصـت جناحها ... تســمو بفــطرتهـا إلـى الطيـران
ثم يتحدث عن نفسه، وضيقه بما يعانيه من كبت وصمت فيقول:
قـيـثـارتي مـكــبـوتـةٌ ونـشــيـدهـا ... قد مـل من صــمتٍ ومن كتــمان
واللـحـن في الأوتار يرجو عازفاً ... ليبـوح مـن أسـراره بـمعـان
والطُّـورُ يرتقـب التجلـي صارخـاً ... بهوى المشُـوق ولهفـة الحيـران
وأكبادنا احترقت بـأنَّات الجـوى ... ودمـاؤنـا نهر الدموع القاني
والعطر فاض من الخمائـل والربي ... وكـأنه شكـوى بغيـر لسـان
أوليـس من هول القيامة أن يكـون ... الـزهـر نمَّـامـاً علـى البستـان؟
النمـل لا يخشـى سليمانـاً إذا ... حرست قراه عناية الرحمن
ثم يشبه المسلمين الذين نأوا عن إسلامهم بالطيور التي نأت عن أشجارها، فيقول متسائلا:
مـا بـال أغصـان الصنوبر قد نـأت ... عنهـا قماريـهـا بكـل مكـان
وتعـرت الأشجـار من حلـل الـربـى ... وطيـورهـا فرَّت إلى الوديـان
ثم يستثني نفسه من هذه الطيور، ويتمنى أن يسمع المسلمون ألحانه-وإن كانت هندية-لأن مضمونها كلمات عربية، تعود إلى عدنان.-يريد بذلك الإشارة إلى القرآن العربي.
يـا ربِّ إلا بـلـبلاً لـم ينتـظـر ... وحي الربيع ولا صَبا نيسان
ألحـانـه بحـرٌ جـرى متـلاطمـاً ... فكـأنـه الحـاكـي عن الطوفـان
يـا ليـت قـومـي يسمـعـون شِكايـةً ... هي في ضميري صرخة الوجدان
إن الجـواهـر حـيـَّرت مـرآة هذا ... القلـب فهـو علـى شفا البركان
أسمِعـهُـم يـا ربِّ مـا ألهمـتنـي... وأعـدْ إليـهـم يقظـة الإيمـان
وأذقهُـم الخمـر القديمـة إنهـا ... عيـن اليقيـن وكوثـر الرضـوان
أنـا أعجمـي الدَّنَّ لكـن خمـرتـي ... صُنـع الحجـاز وكرمهـا الفينان
إن كـان لـي نغـمُ الهنـود ولحنـهـم ... لكـن هـذا الصوت مـن عدنـان
رحم الله إقبالا في الخالدين، وأثابه جنة عرضها السمو ات والأرض جزاء ما قدم لأمته. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 874