ما جزاءُ مؤاكلةِ هؤلاء ؟
دعا أميرٌ خفيفُ الظلّ ، أحدَ علماء النحو واللغة ، إلى مأدبة طعام ، وقال لغلمانَه همساً : تَلاحَنوا عليه ، أيّ : تحدّثوا بلغة ، فيها أخطاء ، وهو يَسمع !
وحين بدأ الأمير وصحبه بالأكل ، بدأ الغلمان ، بالكلام المشحون ، بأخطاء لغوية ونحوية ، على مسامع العالم ! وبدأ هذا بالتململ ، وهو يأكل ، ويصبّر نفسه ، على سماع الأذى ، حتى طفح به الكيل ، ولم يعد يطيق صبراً ، على مايسمع ، فغَمَس كفّيه بإناء المرق ، الذي أمامه ، ومسح لحيته بهما ، وهو يخاطبها قائلاً : ذُوقي ، هذا جزاءُ مُؤاكلة الأنذال !
فماذا يجب أن يفعل ، مَن يسمع أمثال هؤلاء ،على شاشات التلفاز، ويراهم صباح مساء؟ وهذه نماذج منهم :
العاملون في أجهزة الإعلام : الذين يحطّمون اللغة ، وينافقون للحكّام ، بما تشمئزّ منه نفوس العقلاء ؛ من نسبة البطولات العظيمة ، إلى خونة جبناء ، معروفين بخيانتهم ، وخنوعهم لأعداء الأمّة !
المحسوبون على علماء الدين : الذين يصدرون الفتاوى العلنية ، المؤيّدة لقرارات الحكّام ، ومواقفهم ، وسلوكاتهم .. المخالفة للشرع ، والخلق ، والوطنية !
المحسوبون على علماء التاريخ : الذين يصنعون للحكّام أمجاداً عظيمة ، ويشبّهونهم بعظماء الأمة القدماء ؛ بل يضعونهم فوقهم ، في العظمة ، وصناعة الإنجازات الباهرة ، التي أعجزت الأوّلين والآخرين !
المحسوبون على علماء الأنساب : الذين يلفّقون لبعض الحكام أنساباً ، تُلحقهم بقبائل عربية معروفة، مشهود لها بالأمجاد التاريخية ، مثل : قبائل عبس وذبيان وتغلب .. وغيرها ! مع أن هؤلاء الحكّام مجهولوالأنساب ، لا يَعرف الناس لهم انتماء ، إلى قبيلة معروفة ، من قبائل العرب ! وإن كان بعض الخبراء ، يجزمون بأن هؤلاء ، إنّما هم ، من بقايا القرامطة والحشاشين والزنج .. الذين كانت لهم صفحات سود ، في صراعهم مع المسلمين ، في العهود المختلفة !
وسوم: العدد 881