هل تنسحب قوانين القبائل ،على سائر التجمعات البشرية ، كالأحزاب وغيرها ؟
قال الشاعر دريد بن الصمّة :
أمرتُهمُ أمريْ ، بمُنعرَج اللوى فلمْ يَستبينوا الرُشدَ، إلاّ ضُحى الغدِ
وما أنا إلاّ مِن غَزيّةَ ، إنْ غَوتْ غَويتُ ، وإنْ تَرشُد غَزيّةُ ، أَرشُدِ
نصح دريد قبيلته ، بما له من تجربة وخيرة ، فلم يسمعوا نصيحته ، وخاضوا ، بطريقة غير مألوفة ، حرباً ، كان يرى نتيجتها ، قبل البدء بها ! فخسروا خسارة فادحة ! ولم يكن له بدّ ، من الخضوع لقوانين القبيلة ، و إطاعة ما يأمر به زعيمها !
فهل ينسحب هذا المبدأ القبَلي ، على أعضاء الأحزاب ، وسكّان الأحياء المدنية ، وما يماثل هؤلاء وأولئك ، من أعضاء ، في تجمّعات بشرية مختلفة ؟
ثمّة فروق ، بين التجمّعات ، وتشابهات ، لابدّ من معرفتها، قبل معرفة الإجابة ،على السؤال!
من أهّم الفروق :
الانتماء إلى القبيلة إلزامي ، منذ الولادة ، بينما الانتماء ، إلى التجمّعات المختلفة ، غير القبيلة ، اختياري ، يَنشا بحكم التطوّع والاختيار:- حزب .. نادٍ .. نقابة - أو بحكم السكن ، في : حيّ ، أو مدينة ، أو قرية ..!
الانخلاع من القبيلة ، حالة شاذّة ، وهو يجعل المنخلع ، عرضة لعدوان الآخرين! بينما الانخلاع من التجمّعات الأخرى الطوعية ، أقلّ صعوبة ، وأقلّ خطراً وضرراً، على المنخلع ! وثمّة فروق أُخرى ، لانرى حاجة إلى التفصيل فيها !
من أهمّ التشابهات :
الالتزام بقوانين القبيلة واجب ، وكذلك الالتزام بالقوانين الأُخرى الطوعية .. والدفاع واجب ، في سائر التجمّعات القبلية ، وغيرها ! لكنّ صوره تختلف ، من حالة انتماء إلى حالة ، بحسب كلّ حالة ، وكل ظرف ! وثمّة تشابهات أخرى ، لاداعي للإفاضة، في الحديث عنها !
وسوم: العدد 883