قصة عشقٍ لا تنتهي..!!
هنادي نصر الله
كُن مبدعًا؛ تمسكْ لأن تبقى كذلك، وإن أوجعَ الإبداعُ قلبكَ؛ فلم يُقدرهُ بعضُ من حولك؛ لا تيأسْ؛ سيفتحُ الله يومًا لكَ كل بابٍ مغلق؛ فقطْ لأنكَ واثقٌ بإبداعك؛ واثقٌ بأن لكَ رب تكفلَ برعايتِك؛ وخاطبكَ من السماءِ السابعة" وعزتي وجلالي لأنصرنْكَ ولو بعد حين" لا تُفكرْ أبدًا في موقفٍ عابر؛ في تهميشٍ لنْ يستمر؛ بل استمرْ في دربكَ واثق الخُطى؛ وكُن دومًا في ثوبٍ جديد؛ مغامرًا، مخاطرًا، رياديًا من الطراز الأول؛ لا تقبل المساومة على حقكَ في ذلك؛ فمنذ أن كنتَ جنينًا في بطنِ أمكَ؛ كان الإبداعُ ينمو معك؛ فكبرَ مثلما كبرتْ، ومشي عندما مشيتَ خطواتِك الأولى..
كان الكلُ يقول لك" داداه داداه.. حتى توصل العتبة" وكانت أمكَ وحدها من ترى فيكْ أنكَ غير أقرانك، أنكَ لا تُشبه حتى أشقائك؛ كانتْ تراكَ بعينها " مبدعًا" بل وسيدَ المبدعين أجمعين؛ لهذا واصلْ وواصلْ، وإن رمقتكَ العيون، واستهزأ بكَ آخرون، ونظرَ إليكَ فريقٌ ثالث بكلِ غرابةٍ وقالوا في أحاديثهم" إنه مسكين يظنُ أنه نادرٌ ؛ ويُعطي نفسه مكانةً أكبر من حجمه بكثير" ..
لا تكترثْ؛ فكلُ المبدعين، وكلُ الحالمين، وكل الطامحين، وكل من أصبح لهم شأنٌ ومكانةٌ في مجتمعاتهم؛ حوربوا في البداية، اضطهدوا أشد اضطهاد، لكنهم قاوموا وما استسلموا.. قاوم عزيزي؛ ولكَ الريادة؛ لأجلها لا تيأس.. ..
تذكر أن كل مشروعٍ غريبٍ لا يتقبله الآخرون بسهولة؛ أولئك الذين استيقظوا وناموا وأكلوا وشربوا وفق الأسس التقليدية؛ حتى تأثرتْ أعمالهم بأنماط حياتهم الروتينية؛ فكانوا تقليدين بامتياز؛ لتكن لكَ بصمة في كلِ دربٍ تسلكه؛ لا يُعيبُ قدرك أن ينتقصه صنفٌ لم يرضع الإبداع مثلما رضعته؛ لم يعشق التميز مثلما عشقته؛ لم ينم حالمًا، ولم تزره " اللمسات الريادية" حتى في مناماته؛ فكانتْ حياتُه تُشرقُ بجديدٍ مُلهمٍ لكل أهل الإلهام..
هم لا يتأملون الشمس كما تتأملها؛ ولا يرون فيها سوى أنها تُشرق كل يوم؛ لكنك أنتْ ترى في إشراقها الجميل في كل صباح؛ قصة عشقٍ لا تنتهي؛ قصة تحدٍ لا تتوقف؛ قصة إصرارٍ تُنمي بداخلك العزائم؛ فلا تتراجع، وإن واصلوا دربهم بالتقليل منك؛ واصله أنتْ بالتذكير بأن " كل عاشقٍ له تنهيدة" ولعشقكِ للإبداع نبرة وبصمة وخبرة وحنكة وحكمة تجعلك تقفزُ إلى القمة؛ شاءوا أم أبوا..
لهذا واصل.. وقلبي معك، يدعو لكَ..ستبقى في عيني" سيد المبدعين" ويومًا سيقولُ التاريخ" كان عملاقًا" بأسلوبه الفريد رغم محاولاتِهم للتقليد..