الشحّ الهالع : ماذا يفعل بصاحبه .. وبأسرته .. وبالأمّة ، إذا فشا فيها !
في الحديث الشريف : شرّ مافي رجل : شحٌّ هالعٌ ، وجُبنٌ خالع !
ومعلوم ، أنّ الشحّ ، هو البخل الشديد ، وهو مرض نفسي ، يُبتلى به بعض الناس، فيدمّر حياتهم ، وحياة مَن يؤتَمنون على حياته ، من زوج وولد .. وغيرهم !
وقد وردَ ، في القرآن الكريم ، بصيغ مختلفة ، مثل :
(وأُحضِرَت الأنفسُ الشحَّ) ، ومثل : (ومَن يُوقَ شحَّ نفسِه فأولئك هم المُفلحون).
وورد بكلمة (البخل) ، وهو درجة من درجات الشحّ ، كقوله تعالى :(الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاباً مُهيناً).
أمّا البخل، في الأدب العربي ، شعره ونثره.. وفي آداب الأمم الأخرى، فحّدث عنه ولاحرج !
نماذج :
كتاب (البخلاء) للجاحظ ، حوى صوراً كثيرة ، للبخل ، بعضها مضحك ، وبعضها مثير للشفقة والأسى ، على البخلاء ، ومَن يعيش معهم ، ويحتاج إلى نفقتهم ، من أهل وأقارب .. وكلها تنفّر، من البخل والبخلاء !
مسرحية (البخيل) ، للكاتب الفرنسي موليير، تعكس صورة مثيرة للشفقة ، عن البخيل ، ونفسيته المريضة .. وتنفّر الناس ، من البخل وأهله !
من صورالبخل ، التي يعكسها الشعر العربي :
سَخِر أحد الشعراء ، من قوم بخلاء ، بطريقة فنّية خاصّة ، قائلاً:
بِيضُ المَطابخ ، لا تشكو إماؤهمُ طبخ القُدور، ولا غَسلَ المَناديلِ
ووصف أحدهم بخيلاً ، قائلاً:
يُقتّر عيسى ، على نفسهِ وليس بباقٍ ولا خالدِ
ولو يستطيع ؛ لتَقتيرهِ تَنفّسَ مِن منخَرٍ واحدِ
وسوم: العدد 885