فِين مُسْتَخَبْيِن ..؟!
في عام 2005م كنت مع أخي معالي الدكتور عبد الله عمر نصيف في لقاء مع خادم الحرمين الشريفين (ولي العهد إذاك) الملك عبد الله بن عبد العزيز / يرحه الله تعالى.. نعرض لمقامه الكريم نشاط المنتدى الإسلامي العالمي للحوار.. فالتفت سلمه الله تعالى إلى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل / يرحمه الله تعالى وقال:(يا سعود شوف وش عند لخوان من علوم حول الحوار..؟) فقال:" تامر طال عمرك "..وخاطبنا سموه رحمه الله تعالى قائلاً: نلتق اليوم يا إخوان- إن كان مناسباً- في منزلي.. وكان اللقاء بعد صلاة المغرب في قصره بجدة.. وحضر اللقاء سعادة الدكتور عبد العزيز الصويغ/ مدير فرع وزارة الخارجية بجدة.. وبعد أن عرضنا لسموه تفاصيل ملفاتنا حول مناشط الحوار.. وتعريف بعض الكتب من إصدارات المنتدى وعددها يومئذ كان(35 كتاباً) وهي اليوم(٨٧ كتاباً) وكذلك بعد عرض البيانات المشتركة بالعربي والإنجليزي الموقعة من رئيس المنتدى وكل من رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان - الفاتيكان، ومن أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط، والأمين العام للمجلس العالمي للكنائس، ورئيس المجلس العالمي البوذي، وغيرهم من مسؤولي المؤسسات الدينيَّة والثقافيَّة والفكريَّة في العالم.. وكان رحمه الله تعالى يدقق الوثائق بطريقة لم أعهدها من مسؤول قبله.. ثم عرضنا له رؤيتنا بشأن استراتيجية الحوار وهي:(من نحن..؟ وماذا نريد..؟ وكيف نحقق ما نريد..؟ وكذلك رؤيتنا حول السعي لتشكيل تحالف عالم للنهوض بمهمة الحوار). وبعد التفت إلينا وقال:(أنتم فين مستخبين..؟!) فما اطلعت عليه أمر يستحق الاهتمام والتقدير.. وسيسر به طويل العمر كثيراً.. فقلت:(أما فين مستخبين..؟) فأستأذن سموكم بإحالة هذا التساؤل إلى وسائل الإعلام..! فهزَّ رأسه وقال:" حقاً إن أزمة الإعلام باتت مزمنة". ثم قلت: أما ما تفضلتم به- سلمكم الله- من تعليق وثناء.. لهي شهادة نفتخر ونعتز بها أيّما اعتزاز.. وعدنا إلى الحوار حيث تحدث بعقلية المفكر الكبير والسياسي الخبير.. فقدم رؤى وتوجهات قيمة.. وركز بشكل عميق على رؤية تكوين تحالف عالمي (رسمي وغير رسمي) لتعميق ثقافة الحوار لدى الأجيال البشرية.. وتعميق فكرة أنسنة قيم قدسية حياة الإنسان وحريته وكرامته ومصالحه وسلامة البيئة.. مما بعث في نفوسنا المزيد من فسحة الأمل والرجاء.. وفي الختام اختار عدداً من كتب المنتدى, وقال للدكتور الصويغ :" نسق - من فضلك- مع الجهة المعنية بالوزارة.. لشراء ألف نسخة من كل كتاب".. فقلنا بل هي مجاناً يا سمو الأمير.. فالمنتدى ابن الوطن ,وحق الوطن كبير وكبير جداً.. رحم الله تعالى سمو الأمير سعود الفيصل رائد الدبلوماسية الراشدة.. وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.
وسوم: العدد 886