مذكرات النقيب سي مراد (عبد الرحمن كريمي)
30تموز2020
معمر حبار
شرعت في قراءة الكتاب بتاريخ: الإثنين 6 ربيع الأول 1440 هـ الموافق لـ 5 نوفمبر 2018. وأنهيت قراءته بتاريخ: الثلاثاء28 شوال 1440 هـ الموافق لـ 2 جويلية 2019. واليوم أعود إلى الكتاب لأعرضخ عبر هذا المقال الذي بين يديك الكريمة.
- الكتاب هو: "مذكرات النقيب سي مراد (عبد الرحمن كريمي)، تحرير الأستاذ: ج حنيفي، دار الأمة، برج الكيفان، الجزائر، الطبعة الأولى 2005، من 353 صفحة.
أوّلا: الخونة من الحركى الجزائر:
- عائلة من تنس بالأصنام سابقا والشلف حاليا، استقبلت ابن المجرم "إيفاس" الذي أعدمته الثورة الجزائرية لجرائمه ضدّ الجزائريين. وفي الأخير ، تستضيفه الجزائر وترحب به. 55
- المستدمر الفرنسي كان في غاية الدهاء والخبث حين استطاع بالتعاون مع بعض الجزائريين التغلغل داخل الثورة الجزائرية.
- الاستدمار الفرنسي استعمل نساء جزائريات للإطاحة بقادة الثورة الجزائرية.
- الاستدمار الفرنسي استعمل طلبة جزائريين، وساعدهم للصعود للجبال للإطاحة بقادة الثورة الجزائرية.
- بعض الجزائريين ماتوا موتة طبيعية، ثمّ تمّ تسجيلهم على أنّهم شهداء ويتقاضون منحة الشهيد إلى اليوم.
- بعض المجاهدين غدروا ببعض المجاهدين بسبب الغيرة.
- قاضي حركي يهدّد مجاهد، قائلا: إن لم تمنحني بطاقة المجاهد أدخلتك السّجن في هذه القضية، ورضخ المجاهد لتهديدات القاضي الحركي، ومنحه شهادة أنّه مجاهد.
ثانيا: جيش الحدود:
- جاء في صفحة 142: " ياسف سعدي، هذا الرجل المضخم إعلاميا أضعاف حجمه الحقيقي، والذي خان أحد رفقائه ولم ينكر".
- جاء في صفحتي 168-169: بعد استرجاع السّيادة الوطنية وأثناء أزمة 1962، اتّجهنا إلى تلمسان حين علمنا أنّ جيش الحدود يريد أن يقتحم العاصمة الجزائرية. رحّب "بن بلة" بسي موراد، بينما "بومدين" لم يكلّف نفسه حتّى الوقوف، وكانت مصافحته باردة جدّا، ولم يعجبه مجيئنا خاصّة بلباسنا العسكري الذي لم ننزعه منذ 7 سنوات من الثورة. وحين قدّمنا بن بلة على أنّنا ضباط سامين، استهزء بنا بومدين قائلا: "لدينا في الجيش من الضباط العدد الكبير". وحتّى "سي شعباني" قائد الولاية السّادسة لم يرحّب بنا.
- عمل جيش الحدود على إجهاض كلّ اللّقاءات بين قادة الولايات لإجاد حلّ لأزمة صائفة 1962 حتّى يكونوا في حلّ من أيّ التزام يحدّهم من الوصول غلى طموحاتهم غير المشروعة. 173
- القوات الغازية. (أقول: هكذا يسمي سي مراد جيش الحدود برئاسة بومدين). 174
- راحت مدافع جيش بومدين توزّع في كثافة قنابلها على كلّ جهة ومكان، وقتلت كثيرا من سكان المناطق المحيطة ودمّرت مساكنهم، ودام القصف 7 ايام بلياليها، وعدد جيش الحدود 12 ألف مقاتل. 176
- غدر جيش الحدود الذين ظلّوا في الحدود بالمجاهدين الذي قضوا حياتهم بساحات الوغى. 178
- لقد كانت طعنة بومدين في ظهور المجاهدين أعمق من أن تقاوم. 178
- لو بقي لولايتنا أبناءها: بوقرة، وعبد اللّطيف، ولخضر بوشمع، ماكان ليتجرّأ بومدين على عبورها إلى العاصمة، بل ماكان له أن يسمح لذهنه بمجرّد التفكير في هذا. 178
- حاجة بومدين لبن بلة لأنّه صاحب صيت ذائع في كلّ الأرجاء. وأما حاجة بن بلة لبومدين فهي كامنة في احتياجاته إلى قوّة مادية. 181
- لم تكن حركة آيت أحمد حركة عرقية إنّما كانت في الواقع صرخة رفض لواقع أليم فرضته الدبابات القادمة من الحدود المغتصبة للشرعية، وهذا ما وقفت عليه شخصيا. 183
- جاء في كتاب "مذكرات سي مراد"، أنّ جيش الحدود المتمركز في وجدة رفض أن يزوّد جيش التحرير الوطني بالسّلاح حتّى يتم إسقاطه. وبالإضافة إلى الضغوط التي تلقيناها فيما يخص الحصول على الأسلحة بسبب خط الجنرال المجرم شارل وموريس حيث تعرّضنا أيضا لضغوط من طرف جيش الحدود لمنعنا من الحصول على الأسلحة ماجعل الثورة الجزائرية تعاني الاختناق المزدوج من طرف المحتل الفرنسي وضرباته الموجعة من جهة، والأخ الجزائري المتربّص عبر الحدود من جهة أخرى.
- أستحضر الآن ما قرأته بتاريخ 5 أكتوبر 2017 وعبر كتاب: « Liberté J’écris Ton Sang , Rescapé de l’enfer de la guerre de libération » للمجاهدBENACHENOU Mohamed Seghir الذي قال:" تلمسان لوحدها، قدّمت 40 مليون فرنك، التي وصلت إلى وجدة لشراء الأسلحة. ومع مرور الأشهر، الأموال وصلت لوجهتها لكن الأسلحة لم تصل. هؤلاء في وجدة لايقدّمون لنا أيّ شيء".
- أقول: فهم مايجري الآن في الجزائر من أزمة يتطلب فهم دور جيش الحدود أي وجدة أثناء الثورة الجزائرية، ودوره بعد استرجاع السيادة الوطنية حيث استولى على أركان الدولة.
ثالثا: ملاحظات حول الكاتب والكتاب:
- تكمن عظمة الكتاب في كون صاحبه سي مراد رحمة الله عليه رسم بدقّة بالغة الثورة الجزائرية وما بعد استرجاع السّيادة الوطنية، وكأنّه يتحدّث عن اليوم ولم يتغيّر شيء.
- التكالب على السّلطة إبّان استرجاع السّيادة الوطنية.
- دور الخونة في التغلغل داخل المجتمع والدولة.
- إبعاد المجاهدين عن صنع القرار وعن الدولة الجزائرية.
- محاكمة كلّ مخلص واجه الذين انقلبوا على المجتمع إثر أزمة صائفة 1962.
- قادة الجزائر وبعد استرجاع السّيادة الوطنية، يتكالبون فيما بينهم من أجل الاستحواذ على "مرسيدس" للسّفاح الجلاّد المجرم الجنرال "صالون".
- ميزة الكتاب أنّه ذكر أسماء وبالتفصيل.
- تحدّث عن مظاهر عظمة الثورة الجزائرية وهي كثيرة عديدة.
- تابعت سي مراد رحمة الله عليه في جملة من المؤشّرات، واختبرته عبر قراءتي فوجدته الصّادق الأمين فيما نقله عن نفسه، وعن الخسائر ، والعدو الفرنسي، و"الكبار؟ !" الذين ذكرهم بالإسم.
- كانت لي قراءة شخصية منذ سنوات حول بعض "الكبار؟ !"، فوجدت تأكيدا لها من طرف شهادة سي مراد رحمة الله عليه، والحمد لله على حسن القراءة.
- أوصي بقوّة قراءة الكتاب، وإنّي على استعداد لأعيد قراءة الكتاب من جديد.
- تحدّث في مناسبات عدّة عن عظمة المرأة الجزائرية في خدمة الثورة الجزائرية، وعن أنواع التعذيب ومسّها في عفّتها، وطهرها.
- أختلف مع سي مراد اختلافا جذريا في نقطة ذكرها عن الثورة الجزائرية، ولا أرى ما يرآه.
- قرأت كتاب "شاهد على اغتيال الثورة". وأتمنى من أصحاب القلوب الرقيقة اللّطيفة عدم قراءة "مذكرات سي مراد" حول ما ذكره عن المجاهد لخضر بورقعة.وللأمانة، سي مراد رحمة الله عليه لم يتحدّث عن الكتاب، إنّما تحدّث عن سلوكات رآها رأي العين، ولمسها بنفسه وشخصه، وكان شاهدا عليها.
- يطلب سي مراد رحمة الله عليه من "بورقعة" والمجاهدين أن يقولوا كلمة الحق. 133
- صفحة 196: وأنا أحمل الطاهر زبيري وبورقعة في سيارتي لأنقذهما من مطاردة بومدين لهما عقب انقلاب 1967 الفاشل كنت أشعر حينها أنّي أحمل تلاميذ وأذهب بهم إلى المدرسة لااثنين من كبار ضباط جيش التحرير. ( يصف الخوف والفزع الذي اعترى الطاهر زبيري وبورقعة، والجهل بالعواقب، والخوف المفرط المبالغ فيه وهو يبحث لهما عن مكان آمن ليفرّا من مطاردة بومدين وكأنّهما تلاميذ لايفقهان شيئا ولايملكان الشجاعة).
- يتحدّث عن ضعف بورقعة . 199
- الكاتب سي مراد هو الذي وصف الطاهر زبيري وبورقعة بـ "التلاميذ" وهو أعرف بالأسباب والظروف. ومن يقرأ الصفحات يدرك جيّدا لماذا ذكرها. وهو يتحدّث بالتفصيل عن الخوف المبالغ فيه الذي اعترى الطاهر زبيري وبورقعة من بومدين وكانت لهما نظرة قاصرة تجاه العواقب خاصّة وأنّ سي مراد حذّر هم من الانقلاب ولايملكان عدّته الكافية من سلاح ورجال وكانا-حسب سي مراد- تلميذين يفتقران لبعد النظر وتقييم العواقب.
- قال في صفحة 198 معاتبا الطاهر زبيري: لم يذكر الطاهر الزبيري في مذكراته أنّ سي مراد هو الذي أنقذه إثر انقلاب سنة 1967 الفاشل.
- كان من عرف نظام الثورة أن يتكتّم عن مقتل القائد الميداني لما في ذلك من تأثير كبير على معنويات الجنود. 210
- الشجاع شجاع ولو كان أعزلا، والجبان جبان ولو كان مسلحا. 49
- لا يأس مع الثورة، ولا ثورة مع اليأس.
- كان الجزائر ي حين يؤدّب دابته، يقول له المستدمر: لا تضرب أخاك. 11
- كان الاستدمار الفرنسي يراقب الجزائريين وهم يتلقون العلم في المغرب. 20
وسوم: العدد887