دثينة وحديث الذكريات
الحديث عن الذكريات حديث محبب إلى النفس، فالإنسان بطبيعته يحن إلى الذكريات، وخاصة ذكريات التي لها تأثير على حياتك أو على مجتمعك , مهما حاولنا النسيان ، إلا أنّ الذكريات تبقى محفورةً في دواخلنا سوى ان كانت مؤلمة أو مفرحة يبقى لها رونق خاص بالقلب، فقد تجمعنا الدنيا بأشخاص لهم تأثير على حياتنا أو على مجريات الأحداث .
والذكريات الجميلة هي أغلى ما يملكه الإنسان من المشاعر الجياشة .
أما الذكريات المؤلمة والموجعة لا بد من استرجاعها لكي نستلهم منها الدروس والعبر
.
لن أتكلم عن ذكرياتي الخاصة بل سأتكلم عن ذكريات منطقة عشت فيها وعرفت أهلها . دثينة وعاصمتها مودية هي المنطقة الوحيدة في الجنوب التي ليس لها سلطان ولا أمير و يطلق عليها ولاية دثينة أو جمهورية دثينة كما هو موجود في بعض دفاترها الرسمية ..
أهم قبائل دثينة المياسر وآل حسنة وآل السعيدي.. وفي تلك القبائل شخصيات قوية و كبيرة لعبت أدوار هامة في تغيير مجريات الأحداث السياسية من أواخر ( 1967 م ) وما بعد حتى يناير ( 1986 م )
.
بعد انضمام ولاية دثينة الى اتحاد إمارات الجنوب العربي قرر الاستعمار ان يستعمل ضابط سياسي يكون حاكم دثينة من قبل الحكومة البريطانية . وكان أول ضابط سياسي هو عبد الله حسن وبعدهـ الضابط السياسي حسين ناصر البعسي ثم تقرر ان يكون الحاكم من أبناء المنطقة حسب رغبة أهل دثينة فكان حسين منصور باجابر وبعده عبد القادر بن شايع....
أهل دثينة كما عرفتهم من أحسن الناس أخلاقا وإنسانية وتماسكا بروابط المحبة والإخاء قبل ان يصابوا بفيروس التعصب السياسي . ويتمتع الكثير منهم بروح الدعابة الطيبة الراقية .
.
لهذا نجد العاصمة مودية مليئة بالوفدين إليها من أماكن متفرقة ففيها الكازمي والحضرمي والتعزي و العولقي والبيضاني والسادة والفقهاء . عاشوا في أمن وأمان وحب وإخاء ومساواة . لا توجد عنصرية ولا مناطقية ولا تكبر أو استعلاء على الإطلاق كانوا أهل دثينة بكل أطيافهم في منتهى الرقي الحضاري والتحضر الأخلاقي والتسامح الديني والإنساني . لهذا الوافدين وفتحوا المطاعم والدكاكين ومحلات الخضار والجزارة وبيع السمك وعمال البناء ومن تهامة عمال التنظيف عاشوا واستقروا حتى صاروا جزءاً منها وحبهم لـ دثينة لا يحتاج الى مزايدة
.
فيروس التعصب الحزبي الأعمى الذي اهلك الوطن والمواطن في كثير من وطننا العربي
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
من الأخطاء الكبيرة التي صارت في دثينة تلك المظاهرة الاستفزازية التي انطلقت من مودية الى امقليتة معقل.. عقال ومشايخ أهل حسنة وقتل فيها رشاد علي هادي وأنا اعرفه شخصيا من خيرة الشباب وهو نجل عاقل أهل حسنة علي هادي وهذه القرية يسكنها كثير من المناضلين الوطنين من التنظيم الشعبي لجبهة التحرير وعلى رأسهم رمز المناضلين عبد الله محمد المجعلي الذي كان له الشرف المشاركة مع معظم ثوار جبهات القتال في كل جبهات القتال . وقتل من المتظاهرين الأستاذ التربوي عبد الله العروس ومعه عدد قليل جدا لأنهم انسحبوا وجرح علي منصور بن ديمح الميسري وهو شخصية اجتماعية وذو أخلاق عالية وشجاعة .
.
التعصب العقائدي الحزبي مرض مدمر خطير يقتل الإنسان ويدمر الأوطان
القاعدة الأصولية تقول
رأيي صواب يحتمل الخطاء ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
لكن الرفاق ( من حكموا الجنوب بعد الاستقلال ) عكسوا القاعدة فجعلوها رأيي صواب لا يحتمل الخطاء ورأي غير خطاء لا يحتمل الصواب .. ويا ريت يقف الى هذا الحد بل من خالفني فالموت له
ومن هذا المنطق أتتنا الكوارث المهلكات
-
دثينة لعبت دورا كبير وهاما في تغيير مجريات الأحداث السياسية وقد لا يعرف البعض أن دثينة هي من أكثر المناطق التي دفعت الثمن باهظاً من أبنائها من رجالها وشبابها في كل مراحل الصراعات والتغيرات .
* دثينة لها الدور الأكبر في تسليم البلاد للجبهة القومية
* دثينة كان بإمكانها ان تكون الجناح الأقوى الذي يسيطر على مجريات الأمور كلها بدون منافس فلديهم القوة العسكرية جاهزة ولديهم الشخصيات السياسية متواجدة ..
.
دثينة كانت مؤهلة لتكون اكبر و اقوي جناح في السلطة لديها القوة العسكرية جاهزة والشخصيات السياسية والجماهيرية . أهل دثينة كلهم قوميين كبارهم وصغارهم ومعهم جموع من المناطق الأخرى عسكريين ومدنيين . للأسف صارت بينهم خيانات وتنافس غير شريف.. نتج عنه مآسي دفع ثمنها من حملوا الجبهة القومية على رؤوسهم . إضافة الى خلافاتهم هناك من عمل الى تفكيكهم وزرع الفتنة بينهم .
.
أول ضربة وجهة لـ دثينة زرع الفتنة بين العسكريين أدت الى الانقسام والتشرذم والتمزق بسبب ولاءات متعددة ومصالح متضاربة منهم من ساند الانقلابيين على قحطان وقليل وقفوا معه ومنهم من تخلى عنه رافضا الدخول في حرب أهلية لمساندة قحطان .
.
أما السياسيين من أهل دثينة فمنذ البداية بداء بينهم التنافس أو الخيانة أو عدم الوفاق والاتفاق سمها ما شئت لأنها تجلت وتطورت فيما بعد وخسر أهل دثينة الكثير من الشخصيات العسكرية والمدنية .
.
البعض يعتقد ان الخلافات بدأت في الجبهة القومية عند الانقلاب على قحطان
وآخرون يعتقدون يعد تكوين الحزب الاشتراكي .
والحقيقة ان الخلافات بدأت في القاهرة بين تلك القيادات المتواجدة هناك وكذلك خلافات أخرى في عدن بين القيادات المتواجدة في عدن . وبعد الاستقلال تم تشكيل وغربلة جديد ة للخلافات أفرز عنه الانقلاب على قحطان توحدت قيادات من التي أتت من القاهرة مع قيادات متواجدة في عدن وقاموا بالانقلاب
-
من العناصر من أبناء دثينة الذين طالهم الإعدامات والاعتقالات الإقصاءات والمطاردات
(هم أكثر من ان نعدهم أو نحصيهم ولكن نختصر بعض الأسماء ) علوي ناصر السقاف . محمد علي هيثم . الخضر الوحل .حسين محمد الجابري .علي عبد الله الميسري . الصديق احمد الجفة . محمد احمد السياري .عبد الله امهيثمي .علي شيخ عمر . حسين علي إمفضل آل امزبة وهم كثير محمد امزربه وإخوانه وأبناء عمومته. سعيد عثمان عشال .علي محمد أمصالحي .عبد الله علي العود . احمد ابوبكر الشيبة . ابوبكر سالم القطي . محمد عبد لله الشيبة . علي هادي عبد الله . ناصر احمد صالح . ضحايا الطائرة التي تم تلغيمها وتفجيرها في الفضاء بمن فيها
.
بعد ذلك تطورت الخلافات والخيانات والصراعات .
كل الرؤساء الذي حكموا الجنوب جميعا بين قتيل وطريد .
شهادة للتاريخ في مجلس في صنعاء قيل لـ حسين عشال كيف استطاع هؤلاء يقومون بالانقلاب وبيدكم القوة قال خدعونا أصحابنا وهو يقصد القيادات المدنية من الجبهة القومية من أهل دثينة .
.
أهم القيادات العسكرية من دثينة :-
حسين عثمان عشال .علي عبدالله ميسري .أحمد محمد بلعيد .محمد أحمد السياري .أحمد محمد بن عرب احمد الخضر السياري .الصديق احمد الجفة . احمد عبد الله الحسني . عبد الرحمن الجابري . محمد صالح إمبرقي . محمد صالح السعيدي. محمد عبدالله البطاني . الخضر ناصر الوليدي. المقدم العوسجي . سليمان ناصر الزامكي * فضل محمد ميسري . احمد الحيدري الزامكي . محمد عبدالله هيثم
*
أهم القيادات المدنية من دثينة
ناصر علوي السقاف .حسين محمد الجابري .علي ناصر محمد. محمد علي هيثم. الخصر الوحل . سعيد محمد عشال . محمد سليمان * محمد عبد الله امتطاني .عبد الله امهيثمي . عبد الرحمن احمد العود. علي هادي عبد الله . ناصر احمد صالح .
.
لماذا تخلى العسكريين عن قحطان
الخلافات بين قيادات الجبهة القومية هي بدأت مبكرة ثم تطورت بواسطة بعض القيادات مثل سالمن وعلي عنتر وعبد الفتاح وغيرهم وزاد التوتر عند تشكيل اول حكومة ثم تعمق الخلاف مع تشكل الثاني للحكومة وإعلان أسماء الوزراء والمدراء والمناصب الكبيرة..
أحست القيادات الميدانية في عدن انه تم إقصائهم وتهميشهم وان القيادات التي أتت من القاهرة أصبحت هي المتحكمة في كل الأمور وتجاهلتهم .
ومن هنا بدأ الانشقاق وبدأ العمل لردة الفعل وتغيير القيادة السياسية .
.
القيادات الميدانية في عدن اعتبرت نفسها أنها هي السبب الأساسي في استلام السلطة للجبهة القومية وان تلك القيادات قد اتفقوا ووقعوا مع جبهة التحرير في القاهرة بالمشاركة في السلطة مع جبهة التحرير .
.
من ضمن الخطة المرسومة للانقلاب تم تكوين الجيش الشعبي بقيادة علي احمد عنتر والذهاب الى بلاد العوالق لمشاركة الجيش في إخماد تلك الثورة . أو كما يسمونها الثورة المضادة .
.
وهنا غضب كبار قيادات الجيش وذهبوا الى قحطان وحذروه وانذروه من خطورة هذا الجيش الشعبي ولكنه قال لهم هذا عمل مؤقت وبمجرد انتهاء المهمة تنتهي هذه المجموعة ..
.
ومعروف لدي الجميع قصة الهاربين مع سالمين الى الشمال ثم عودتهم وحال لسانهم يقول سنعيد النضال من جديد لاستعادة الثورة وبالفعل بدأ العمل للانقلاب .
في بدأ الخلاف بعض العسكريين طلبوا من قحطان حسم الأمر ضد المتمردين ( كما يسمونهم العسكر ) قبل ان يستفحل أمرهم وطلبوا منه السماح لهم باعتقالهم لكن قحطان رفض رفضاً قاطعا وكان لهذا الرفض أثرا في نفوس العسكريين فيما بعد وعدم الدخول في حرب أهلية .
.
ضربة معلم
ذهب الجيش الشعبي الى بلاد العوالق وعاد بعد اتفاق مع المقاتلين في كور العوالق بوقوف القتال ( و تفاصيل الاتفاق طويل و خارج عن نطاق هذا الموضوع ) بعد عودة علي عنتر بالجيش الشعبي الى عدن بدأ التمرد والعصيان ثم تم إعلان الانقلاب أو ما يسمى بالخطوة التصحيحية . بعد إعلان الانقلاب ظهر جليا ان هناك مواليين كثيرين من قيادات الجيش ومن معظم القيادات في الجبهة القومية بما فيهم من كان يعتقد قحطان أنهم الى جانبه
هنا الرئيس قحطان اتصل بـ عشال قائد الجيش وطلب التدخل ولكن عشال رفض قائلا لن ندخل في حرب أهلية تحرق البلاد هؤلاء معهم الجيش الشعبي وجزء من القوات المسلحة ومدنيين وكثير من قيادات الجبهة القومية يعني حرب أهلية طاحنة ونحن حذرناك ان هؤلاء خطرين وأنت رافض و...
.
الغريب في الأمر ان شخصيات كانت لديها وظائف حساسة كبيرة ووزارات وإدارات ومحافظين وظائف سيادية كانوا من ضمن الانقلابيين كان يعتقد قحطان أنهم الى جانبه مثل محمد صالح عولقي محمد علي هيثم علي ناصر محمد صالح مطيع وعبد الفتاح علي سالم البيض وكثيرين صاروا من رؤوس الحركة الانقلابية التصحيحية .
لهذا تكرر هذا المشهد في كل الصراعات من قحطان وسالمين وعبد الفتاح وعلي ناصر ..ماذا يسمى هذا التصرف ؟ -
.
بدأ تكوين الأجنحة أو القوى داخل الحزب والنظام
لا احد يفكر مطلقا ان الحجريين سوف يتمكنون من السيطرة على الأمور الى هذه الدرجة التي وصلوا إليها. ولكنهم بذكاء وخبث شديد استطاعوا
أولا :- ضم الى صفوفهم عدد من الجنوبيين
.ثانيا :- زرع الفتنة بين الجنوبيين وتحجيم الخلاف لتخلص منهم واحد بعد الآخر بعمل استراتيجي ممنهج والجنوبيين ينفذون المخطط
.
ثالثا :- استطاع عبد الفتاح يقوي مجموعة الحجريين بمجاميع جنوبية ليكونوا جناح قوي.. وأتخذ طريقة جهنمية للسيطرة على الأمور و التخلص تدريجيا من كبار القيادات الجنوبية في الحزب والجيش واستبدالهم من بالقيادات الصغيرة ليكونوا طوع أمره
رابعا :- استطاع علي عنتر ان يكون أقوى جناح بعد ان احكم قبضته على القوات المسلحة أنا اعرف شخصيا شخصيات كثيرة كانت معنا في جبهة التحرير في القطاع الفدائي وجبهات القتال
صاروا من ضمن جناح عنتر اكتسبهم وأكثرهم من أبناء ردفان والصبيحة وتلك المناطق .. عكس رفاق ابين وشيوة وحضرموت
خامسا :- أخيرا استطاع علي ناصر بعد وصوله الى الرئاسة ان يكون جناح قوي يفرض وجودة لأن مهندس الصراعات عبد الفتاح منفي في روسيا. الذي تم استدعائه فيما بعد من قبل عدوه اللدود علي عنتر . وصلت الأزمة الى ذروتها .
وحدثت الحرب المدمرة بين الطرفين
.
الطرف الأول الرئيس علي ناصر بدأت خطته بانتصار ساحق في البداية وانتهت بهزيمة مفجعة هرب من هرب وتم القبض على الآخرين
الطرف الثاني بقيادة علي عنتر ومجموعته بدأت بكارثة رهيبة اغتيال أهم قيادات جناح الطرف الثاني بما فيهم رأس المجموعة علي عنتر
.
أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد
الطرف الثاني الذي كان متأكد تأكيداً جازما بان النصر معه وانه يمتلك كل عوامل النصر لكنه فوجئ بضربة لم تكن في الحسبان
الكن لطرف الأول اعد خطة جهنمية لا تخطر على بال ولم تكن في الحسبان وانه سيقضي على خصومه بضربة قاضية بدون خسائر .
.
في مقر اللجنة المركزية للحزب حضر مبكرا كل قيادات الطرف الثاني في انتظار حضور الطرف الأول لإنهاء الخلاف نهائيا .
العيون كلها متجهة الى باب الدخول منتظرة دخول الرئيس . دخل أولا الحرس ووضعوا حقيبة الرئيس الدبلوماسية على مكتبة احتبست الأنفاس واشتد التوتر والبعض اعتدل في جلسته وخيم الصمت والكل يرتقب وينظر الى الباب ولكن الرئيس لم يدخل . حطم الصمت طلقات رصاص حرس الرئيس على كل القيادات المتواجدة فقتلوا جميعا باستثناء اثنين جروح لم تكن مميتة خدعوا الحرس تمرغوا بالدماء على أنهم أموات .. استطاع احد الاثنين ان يتصل بالجيش فتحرك الجيش وبعد معارك رهيبة انتصر الأموات وهزم الرئيس وهرب الى شمال اليمن ..
ضحايا هذه الفتنة أكثر من عشرة إلف بين قتيل ومعاق وجريح ( هذا ليس سرد تفصيلي لهذه الفتنة لأنها فتن متواصلة ومترابطة بأسبابها ومسبباتها )
.
الجيش هو الرقم صعب في التغيير
دائما من وقف معه الجيش هو المنتصر
ففي الحرب الأهلية بين جبهة التحرير والجبهة القومية وقف الجيش مع الجبهة القومية استلمت السلطة.. في عهد قحطان تخلى الجيش عنه بينما جزء كبير من الجيش وعلى رأسهم علي عبد الله ميسري وقف مع الانقلابيين فاستلموا السلطة
من الغرائب الطريفة
الجيش هو الركيزة الأساسية للنصر في تغيير وتثبيت النظام والسلطة
برغم ان عبد الفتاح إسماعيل استطاع ان يمتلك زمام الأمور إلا انه أدرك ان هذه الهيمنة قابلة للزوال إذا لم تدعمه قوة عسكري لذا حاول مرارا يختر ق الجيش ولكن علي عنتر افشل كل مخططاته .
أهل دثينة كما اختلف السياسيين كذلك طالت الفتنة العسكريين بعد الاستقلال فاختلفوا بسبب فتنة زرعت بينهم فتمزق جمعهم واختلف صفهم
.
الجوكر
مثل ما كان الجيش هو الرقم الصعب كذلك كان علي عنتر هو الرقم الصعب جوكر الصراعات
باختصار استطاع ان يسيطر على القوات المسلحة
حاولوا ان ينتزعوا منه بدلته والعسكرية لم يقدروا
حاولوا ان ينتزعوا منه رتبة العسكرية لم يستطيعوا
حاولوا ان يقصوه من القوات المسلحة بكل الوسائل والإغراءات والحيل لم يفلحوا
كانوا يعتبرونه جاهل ويطلقون عليه النكت والطرائف وكان هو يحرص على سماعها ويضحك بسخرية
استحكمت واكتملت كل خيوط المؤامرة من كل الجوانب وكلا من الطرفين يعتقد انه سيفني الآخر
كلا منهم خطط وفعل ما يريد
.
جناح الرئيس في البداية انتصر وقتل كل قيادات خصومة وعلى رأسهم علي عنتر ب استثناء اثنين ولكن الجيش تدخل في الأخير ضده وحسم الأمر لصالح علي عنتر
.
من هو الطرف المجرم الذي يتحمل جريمة حرب 13 يناير
كل من الطرفين يحمل الآخر السبب في صنع تلك الجرائم لأنها ليست جريمة واحدة بل جرائم متداخلة في بعضها.. تم تسخينها قبل انفجارها أكثر من سنتين وضحاياها أكثر عشره آلاف نفس بشرية غير المعاناة التي عاشها سكان عدن .
من اجل معرفة الحقيقة يجب ان نعطي العقل والبصر والبصيرة الدراسة الواسعة لمعرفة الحقائق على وجهها الصحيح من البداية الى يوم المأساة
ما بني على باطل فهو باطل
علي ناصر لم يبدأ القتال ليصفيهم وإنما جاء عليه الدور لينتهي ويتم تصفيته
ولو كان احد آخر مكان علي ناصر لحدث له نفس الشيء
وهذا ما حدث لـ قحطان وفيصل ثم سالمين وعبد الفتاح وكل مجاميعهم وأتباعهم
لولا تغير الأحوال والتغيرات التي حدثت في الاتحاد السوفيتي والانهيار الاقتصادي والعجز المالي في الجنوب سيكون مصير علي سالم البيض مثل إسلافه
.
حقيقة لا احد يستطيع نكرانها
اليوم الذي حدثت فيه المجزرة كان الجيش معد مسبقا وعلى أهبة الاستعداد للانقضاض على أنصار علي ناصر وفي نفس الجلسة يتم القبض على علي ناصر والباقي معروف
ولكن الرفاق من الطرفي من كثر الصراعات بينهم اكتسبوا خبرة و احكموا على بعضهم البعض لهذا كانت الضحايا اكبر مما يتوقعها احد
.
التصفيات التي تعرض لها أبناء دثينة
**الخيانة والغدر بالعسكريين الذي لهم الدور الأكبر في تسليم البلاد للجبهة القومية
* تصفية أتباع قحطان وفيصل من أبناء دثينة مدنيين وعسكريين
* تصفية أتباع محمد علي هيثم
* تصفية أتباع سالمين
* التصفية الجهنمية الشاملة التي تم تنفيذها في كل مناطق الجنوب لزرع الرعب والخوف
التي طالت التي نفذت في كل المدن و وكل القرى الخطة الذي كتبها الأمين العام للحزب وأقرتها اللجنة المركزية والمكتب السياسي ونفذت بطرية وحشية همجية...
صدرت أوامر إجبارية بالقتل في كل المدن والقرى لزرع الخوف والرعب وتثبيت النظام وجعل المواطن يخاف من ظله ومن أقرب الناس إليه
واختيار الضحايا أعطيت الصلاحية للمنفذين في المحافظات والمديريات دون الرجوع الى القيادات الكبيرة أو القضاء أو المحاكم .
* في مودية في زمن الرعب تم القبض على مجموعة من أبناء مودية وفيهم من آل الشيبة وآل بدر وغيرهم وتم إرسالهم الى جعار وهناك تم إعدامهم علنا مع مظاهرات وهتافات وبعد ذلك تكونت محكمة الشعب برئاسة عبد الرحمن العود وتم إعدام القليل بالمحاكمة العلنية والكثير بدون محاكمات
.
تاريخ مليء بالتجارب ولدروس والعبر
ولكن حاضرنا ينبئنا بأننا لم نقرأ التاريخ ولم نستوعب الدروس ولم نستلهم التجارب
..................
مليئة بالخيانات والغدر والخداع والمكر
من المنتصر الكل خسران لا احد منتصر مطلقا
إنما الأكثر خسارة والأكثر وجعا والأكثر بكاءً والأكثر حرقه هم :-
الأمهات الثكالى والأبناء الأيتام والزوجات الأرامل والأقارب المكلومين والجيران المحزونين والأصدقاء المصدومين ( الكل خسران من كل الأطراف لا احد منتصر )
وطن يئن وشعب يناضل ضد نفسه
هؤلاء الثوار الذي حكموا البلاد 23 عام فعلوا بشعبهم وبأنفسهم ما لم يفعله النصارى الصليبيين ( المستعمر البريطانيين ) الذي احتل البلاد وحكمها :-- 129 عام
وسوم: العدد887