هَكّذَا عَلًّمَنِيَّ الإسْلاَمُ -1

د. حامد بن أحمد الرفاعي

 

  • العَالَمُ اليَوْمَ بِحَاجَةٍ مَاسَةٍ وَمُلِّحَةٍ إلَى فِكْرٍ إنْسَانِيٍّ جَمْعِيٍّ رَاشِدٍ لِتَعْزِيِزِ ضَرُورَاتٍ إنْسَانِيَّةٍ رَئِيِسَةٍ:
  1. قُدْسِيَّةُ حَيَاةِ الإنْسَانِ.
  2. كَرَامَةُ الإنْسَانِ.
  3. حُرِيَّةُ الإنْسِانِ.
  4. العَدْلُ.
  5. بِيِئَةٌ آمِنَةٌ بِشَقْيِّهَا( الجَغْرَافِيِّ والاجْتِمَاعِيِّ ).
  6. المَصَالِحُ البَشَرِيَّةِ.
  7. تَعَايُشٌ بَشَرِيٌّ آمِنٌ.

أحسَبُ.. أنْ لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ سَلَامٌ ولاَ أمْنٌ ولَا ازْدِهَارٌ مَعَ غِيِابِ هَذِهِ الضَرُورَاتِ الأسَاسِ فِي الحَيَاةِ.. وَلَكِنْ مَا هُو السَبِيِلُ لِتَحْقِيِقِ ذَلِكَ ..؟ إنْ تَتَفَهَمَ الأجْيَالُ البَشَرِيَّةُ قِيَمَ الإسلاَمِ وَتعَالِمَهُ.. وأنْ تَتَحَمَلَ مَسْؤولِيَاتِ ذَلِكَ أجْيَالُ خَيْرِ أُمَةٍ أُخْرِجَت لِلَّناسِ.

  • مَهَمَةُ العِبَادَاتِ الرُوحِيَّةِ: إعْدَادُ إنْسَانٍ حَيِّ الضَمِيِرِ مُسْتَقِيِمِ السْلُوكِ.. والعِبَادَاتُ العِمْرَانِيَّةُ مَهَمَتُهَا: تَأهِيِلُ الإنْسَانِ بِالكفَاءَاتِ والمَهَارَاتِ والوسَائِلِ وفُنُونِ الابْتِكَارِ والإبْدَاعِ.. وذَلِكَ مِنْ أجْلِ عَمَارَةٍ إيِجَابِيَّةٍ رَاشِدَةٍ لِلأرْضِ, وإقَامَةِ حَيَاةٍ آمِنَةٍ ,وتَحْقِيِقِ مَصَالِحِ النَّاسِ بِالعَدْلِ والإنْصَافِ.
  • مَنْذُ مَا يَقْرَب مِنْ قَرْنٍ ونِصْفٍ .. أعْلَنَ رَسُولُنَا سَيْدُنَا محمد https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRvugMMybxofI34cEtIqbIl8g1RcMKkXDAkKstvi7lLqMRnYHjXRw مَبَادِئ عَامَةً لِتَأسِيِسِ أوْلِ مِيثَاقٍ عَالَمِيٍّ لِلمُجْتَمَعَاتِ البَشَرِيَّةِ جَاءَ فِيِها:
  1. يَا أيُهَا النَّاُس إنَّ رَبَكُمُ واحِدٌ.
  2. يَا أيُهَا النَّاُس إنَّ أبَكُمُ واحِدٌ.
  3. يَا أيُهَا النَّاُس إنَّ دِمَاءَكُمُ وأمْوالَكُمُ مُقَدَّسَةٌ.
  4. يَا أيُهَا النَّاُس إنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ الرِبَا.
  5. يَا أيُهَا النَّاُس اسْتَوصُوا بِالنِسَاءِ خَيْرًا.
  6. يَا أيُهَا النَّاُس إنَّ أرَبَعَةَ أشْهُرٍ مِنْ كُلِّ عَامِ مُحَرَمٌ فِيِها القِتَالُ.
  7. يَا أيُهَا النَّاُس إنَّ الظُلْمَ مُحَرَّمٌ بِيْنَكم.

حَقٍا إنَّهَا لَأعْمِدَةٌ جَدِيِرَةٌ بِتَحْقِيِقِ تَعَايُشٍ آمِنٍ وعَاِدلٍ بَيْنَ المُجْتَمَعَاتِ.

هَكَذَا عَلَّمَنيَّ الإسْلاَمُ -2

  • الحُريَّةُ، العَدْلُ، الإحْسَانُ, العِلْمُ، المَهَارَةُ، الأمْنُ، التَنْميَّةُ، الازْدِهارُ، الإبْدَاعُ, والاسْتِقَامَةُ , هِي التَعْبِيِرُ العَمَلَيُّ والدِلَاَلةُ الصَادِقَةُ عَنْ مَعَانَي ومَقَاِصَد "لَا إلَه إلّا اللهُ محمدٌ رَسُولُ اللهِ".
  • مِنْ سُبِلِ الهِدَايَةِ والرُشْدِ والحِكْمَةِ.. أنْ تَتَحَوْلُ الأمَةُ بِأجْيَالِهَا مِنْ سُلُوكِيَّةِ التَنَاطـُـحِ إلَى التَسَامُحِ.. ومِنْ التَفَاضُـحِ إلَى التَنَاصُحِ.. ومِنْ التَخَاصُمِ إلَى التَرَاحُمِ.. ومِنْ التَحِاسـُــدِ والتَفَاسُدِ إلَى التَغَابُطِ والتَعَاونِ والتَكَامُلِ والتَنَافُسِ.
  • الوجْدَانُ وِعَاءُ القِيِمِ.. وَالعَقَلُ مُهَنْدِسُ وَمُرَشِّدُ الإرَادَةِ.. والوِجْدَانُ بِدُونِ عَقْلٍ رَاشِدٍ يَبْقَى مُعَطَّلَ القِيِمِ لا نَفْعَ مَنْهَا.. والعَقْلُ بِدُونِ وِجْدَانٍ حَيٍّ مُسْتَقِيِمٍ يَتَحَوْلُ إلَى آلَةٍ مُدَمِرَةٍ.
  • مَا يَزَالُ المَالُ فِي خِدْمَةِ الإنْسَانِ حَتَى إذَا زَادَ عَنْ حَاجَتِهِ أصْبَحَ الإنْسَانُ فِي خِدْمَتِهِ.. ونِعْمَ المَالُ الصَالِحُ فِي يَدِ الإنْسِانِ الصَالِحِ.
  • الاسْتِخْلَافُ فِي الوَطَنِ امْتِدَادٌ لِلاسْتِخْلَاِف فِي الأرْضِ.. والنَّاسُ مُسْتَخَلَفُونَ فِي الأرْضِ بِصَرْفِ النَظَرِ عَنْ نَوْعِ انْتِمَاءَاتِهِمُ.
  • اللهُ تَعَالَى اسْتَخْلَفَ الإنْسِانَ فِي الأرْضِ مِنْ أجْلِ عَمَارَتِها وإقَامَةِ العَدْلِ فِي رُبُوعِها.. فَالكُلُ مُكَلفٌ والكُلُ مَسْؤولٌ.
  • جَوْهَرُ نَظْرَةِ الإسْلَامِ لِلكُوْنِ والحَيَاةِ ,تُؤكِدُ أنَّ البَشَرَ والحَجَرَ, والشَجَرَ, والطَيْرَ, والبَحَرَ, والبَرَ , كُلٌ صَفٌ واحِدٌ فِي مَحَارِيِبِ عِبَادَةِ اللهِ تَعَالَى لِعَمَارَةِ الكُونِ وِفْقَ إرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ.

******************

هَكَذَا فَهِمْتُ الإسْلاَمَ

اقْتَرَحَت إحْدَى بَنَاتِي بِأنَّ أُبَدِّلَ عِنْوانَ الرَسَائِلِ مِنْ (هَكَذَا عَلَّمَنِيَّ الإسْلَامُ) إلى (هَكَذَا فَهِمْتُ الإسْلَامَ) قائِلَة: ِأنَّ مَا تَكْتُبُهُ هُو مِنَ الفَهْمِ والرَأيِّ, يُؤْخَذُ مِنْهُ ويُرَدُ، ولَيْسَ عِلْمًا يَقِيِنًا.. فَحَمَدْتُ اللهَ تَعَالَى أنْ أخْرَجَ مِنْ صُلْبِي مَنْ هُو أفْقَهُ وأدَقُ فِي الفَهْمِ والتَعْبِيِرِ مِنْي.. لَذَا طَلَبْتُ مِنَ الأخِ المُخْرِجِ أنْ يُعِيِدَ كِتَابَةَ الرَسَائِلِ السَابِقَةِ بِالعِنْوانِ الجَدِيِدِ:(هـَكَذَا فَهِمْتُ الإسْلاَمَ(.

******************

هَكَذَا فَهِمْتُ الإسْلاَمَ - ٥

  1. الحِوارُ مَعَ الآخَرِ : واجِبٌ دِيِنِيٌّ، ونَهَجٌ حَضَارِيٌّ، ومَسْلَكٌ أخْلَاقِيٌّ.
  2. الحِوارُ لَيْسَ غَايَةً لِذَاتِهِ ، بَلْ هُو مَنْهَجٌ حَكِيِمٌ لِتَحْقِيِقِ غَايَةٍ جَلِيِلَةٍ ألَا وهِي التَعْارُفُ، والتَعَارُفُ يَفْتَحُ بَابًا لِلتَفَاهُمِ والتَعَاونِ فِي الخَيْرِ.
  3. الاعْتِرَافُ العَقَدِيُّ لَيْسَ شَرْطًا لِلحِورِ.. شَرْطُ الحِوارِ هُو القَوْلُ الأحْسَنُ.
  4. الاعْتِرَافُ القَائِمُ بَيْنَ اتْبَاعِ الأدْيَانِ اليَوْمَ هُو اعْتِرَافُ وجُودٍ لَا اعْتِرَافُ اعْتِقَادٍ.
  5. الحِوارُ الجَارِي بِيْنَ أتْبَاعِ الأدْيَّانِ هُو حِوارُ حَوْلَ المَصَالِحِ والتَعَايُشِ ، ولَيْسَ حَولَ العَقَائِدِ.
  6. هُنَاَك فَرْقٌ بَيْنَ الحِوارِ والمُنَاظَرَةِ .. فَالمُنَاظَرَةُ جِدَالٌ ومُحَاجَةٌ حَولَ إثباتِ أو نَفِي حَقِيِقَةٍ دِيِنِيَّةٍ أو غَيْرِهُا .
  7. قُلْنَا لِقِيِادَاتِ الفَاتِيِكَانِ: نَحْنُ مَا جِئْنَا لِنُؤسْلِمَكُم، نَحْنُ أتَيْنَا لِنَتَفَاهَمَ مَعَكُم حَولَ تَصْحِيِحِ المَسِيِرَةِ البَشَرِيَّةِ, لِتَكُونَ مَسِيِرَةَ عَدْلٍ، وأمْنٍ، وسْلَامٍ وازْدِهَار.
  8. الاخْتِلَافُ فِي العَقَائِدِ , يَنْبَغِي ألاّ يَحُولَ دُونَ التَنَافُسِ فِي تَحْقِيِقِ المَصَالِحِ .
  9. الحِوارُ يَسْعَى لِبِنَاءِ ثَقَافَةِ الأمْنِ والسْلَامِ.. ولِمُقَاومَةِ ثَقَافَةِ الحُرُوبِ والهَلَاكِ.
  10. الحِوارُ مَنْبَرٌ لِتَلَاقِي العُقَلَاءِ الحُكَمَاءِ لِوضِعِ حَدٍ لِثَقَافَةِ حَمَاقَاتِ صِنَاعَةِ المُوْتِ ، وإجْلَالِ وتَنْمِيِةِ ثَقَافَةِ صَنَاعَةِ الحَيَاةِ والتَنْمِيَّةِ
  11. يَقُولُ بَعْضُ المُفَكِرِين: المُوتُ فِي سَبِيِلِ اللهِ أسْمَى أمَانِيِنَا ..ونَقُولُ: بَلْ الحَيَاةُ فِي سَبِيِلِ اللهِ أجَلُّ غَايَاتِنَا. فَمَنْ لا يَحْيَى فِي سَبِيِلِ اللهِ, فَلَنْ يَموُت فِي سَبِيلِ اللهِ.
  12. نُخَاطِبُ أولئِكَ الذِيِنَ يَقْتُلُونَ ويُشْعِلُونَ الحُرُوبَ بِغَيْرِ حَقٍ بَاسْمِ اللهِ ، لِنُذَكِرَهُمُ : أنَّ السْلَامَ هُو اسْمُ اللهِ تَعَالَى .
  13. اللهُ تَعَالَى يَدْعُو النَّاسَ لِيَدْخُلُوا فِي السِلْمِ كَافَةً.

هَكَذَا فَهِمْتُ الإسْلاَمَ - 6

  1. المُواطَنَةُ فِي الإسْلَامِ: مُواطَنَةٌ قُطْرِيَّةٌ وإقْلِيِمِيَّةٌ, ومُواطَنَةٌ عَالَمِيَّةٌ.
  2. الأمْنُ الإقْلِيِمِيِّ والأمْنُ العَالَمِيِّ أمْرَانِ مُتَلَازِمَانِ ومُتَكَامِلَانِ , لَا يَصِحُ فِي الإسْلَامِ أنْ يُعَزَزَ أحَدُهُما عَلَى حِسَابِ الآخَرِ.
  3. الإسْلَامُ مَصْدَرٌ أسَاسٌ لِتَحْقِيِقِ عَالَمِيَّةٍ عَادِلَةٍ وعَوْلَمَةٍ رَاشِدَةٍ آمِنَةٍ.
  4. الإسْلَامُ: حُبٌ، ومَودَةٌ، ومَكَارِمُ أخْلَاقٍ، وعِلْمٌ، وتَقَنِيَّةٌ, وابْتِكَارٌ, وتَنْمِيَّةٌ.
  5. الدُنْيَا غَايَةٌ ووَسِيِلَةٌ.. غَايَةٌ لِعِبَادَةِ اللهِ تَعَالَى.. ووَسِيِلَةٌ لِعَمَارَةِ الأرْضِ.
  6. دُوْلَةُ الإسْلَامِ قَدْ يَنْتَابُها الضَعْفُ والتَخَلُفُ وقِلْةُ الرُشْدِ.. إلَّا أنَّها لَا تَغِيِبُ عَلَى الإطْلَاقِ.. فَهِي رَمْزُ اسْتِمْرَارِيَّةِ سُلْطَانِ اللهِ تَعَالَى فِي الكَوْنِ.. و حُضُورِيَّةِ الأمَةِ وإمَامَتِها وسِيَادَتِها.
  7. العلْمَانِيَّةُ مِنَ العَالَمِ بِمَعْنَى الاهْتِمَامِ بِالدُنْيَا.. أومِنَ العِلْمِ بِمَعْنَى الأخْذِ بِكُلِّ فُنُونِ المَعْرِفَةِ والتَقَنِيَّةِ.. يَبْقَى الإسْلَامُ رَحِمَهَا وتُرْبَةَ غَرْسِها.. فِي ظِلَالِهِ تَتَرَعْرَعُ وتَشْمَخُ صُرُوحُهَا.. ووِفْقَ نَهْجِهِ الرَاشِدِ تُؤْتِي أوكُلَها الطَيْبِ.
  8. مِنْ أبْرَزِ قِيِمِ الإسْلَاِم.. تَعْظِيِمُ وتَوْحِيِدُ رَبِّ النَّاسِ وَعَدَمُ الشِرْكِ بِه, مِمَّا يُحَرِرُ الإنْسَانَ مِنْ أيِّ عُبُودِيَّةٍ لِغَيْرِهِ.
  9. الإسْلَامُ :إخْرَاجُ النَّاسِ مِنْ عِبَادَةِ العِبَادِ إلَى عِبَادَةِ رَبِّ العِبَادِ, ومِنْ جَوْرِ الأدْيَّانِ إلَى عَدْلِ الإسْلَامِ, ومِنْ ضِيِقِ الدُنْيَا إلَى سَعَةِ الدُنْيَا والآخِرَةِ.
  10. عِمَارَةُ الأرْضِ: وَاجِبٌ دِيِنْيٌّ, ومَسْلَكٌ أخْلَاِقِيٌّ ..ومَطْلَبٌ حَضَارِيٌّ.
  11. إنَّ فَسَادَ ثَقَافَةِ الأجْيَالِ, وتَدَهْورَ الأخْلَاقِ.. ونُشُوءَ ظَاهِرَةِ الكَرَاهِيَةِ والعِدْوانِ والعُنْفِ.. إنَّمَا هِي بِسَبَبِ اضْطِرَابِ مَفَاهِيِمِ الأجْيَالِ لِلمَعَانِي السَامِيَةِ لِقِيِمِ رِسَالَةِ الإسْلاَمِ الإنْسَانِيَّةِ السَمْحَةِ.

وسوم: العدد 892