كلمات لابد أن تقال ..
كم أغار على عدول رجالنا أن يعبث الإعلام بنجاحاتهم ،وجهادهم ،و اصطبارهم ،ومصابرتهم ،عبر الفقاعات الترويجية الفوارة وهي ترسم أبعاد مجتمع يختطف الأضواءإلى بقعة يريدها بعينها للزين أو للشين ،للمديح أو للتجريح ،للإفساد أو للإصلاح ،للإعلاء إلى طهر السماء السابعة أو للإسقاط بين شياطين الأرض السابعة ، وفي ظل كل النقائض مجتمعة يتواترون على تبرئة الدنئ السفيه الوضيع ؛كما يتواترون على تدنيس الشريف الحسيب الأصيل ولن ينالوا بغيظهم إلا شراً .
وآراء الجماهير المغلوبة المغشوشة تتكور بين الأقدام صدّاً وردّاً ، لتردّد أكثر مايراد أن توحي به شياطين الجن العجماء وقد تصدّر النطق عنها فريق الشياطين الإنسي الأزرق .
وليكون إعلام الواقع ومايراد له من غايات ومرادات موغلة في الإفساد مطية لبعض الوقت تتفرد فيها قضايا التجريح والتشويه وهي منقادة كل الانقياد لأهداف في المرمى لاتخطئه ولصالح من يتقن اللعبة دائماً .
الدكتور هشام مروة رجل القانون الدولي مجاهد بطل على تخوم ثورتنا المقدسة لم تستطع الحوادث إسقاط لغته القانونية البحتة وهو يصوغها دائماً بكل قوة وصرامة وبكل أدب واحترام و يعرّف بها من خلال أصولها وماتتفرع إليه ومن خلال استصدارها في موضعها الذي أريدت لأجله وهو يستحضر القرائن في مقارباته و يحشد الأدلة في مدافعاته ؛ هو اليوم تحت بقعة الضوء المزورة مجرداً من كل خصال قوته لمجرد أن ابنه أنس وزوجته قد ركبا موجة الإعلام للإعلاء من شأن الأسرة الحقيقية المتناغمة وهي تنتظر مولودها الثاني ضمن جو عالمي بهيج قلّ أن يحتفل بالأزواج الشرعيين وبالإنجاب الشرعي الواضح في ظل وضاعة فراش العهر العالمي الممهد له بزيجات المثليين و مخادنة العشاق وفي ظل حفلات التوقيع على تبني الكلاب بملايين الدولارات مماأوغلت به السادية البشرية اليوم في تشويه معالم الإنسان والأسرة الإنسانية جمعاء .
ومهما كان انسياق العامة إلى عكس ماأراد المحتفلون حيث سعّرت الحرب على الائتلاف برمته (وفي كل عرس لسبه قرص)(وعند كل فتيل للتهجم عليه عود ) وهو الجسم السياسي الوحيد الذي له اعتراف أممي دولي ومهما قيل فيه فإنني أعلم أن إعلان الحرب عليه هو جزء من الحرب على سورية الحرة وأن مايراد من ذلك هو تشويه الثورة ورجالها وأجسامها بالرغم من أن قولي هذا لايخلي مسؤولية الواجب عن تصويب الخاطئ وتقويم المعوج و تقوية المهلهل وتصحيح السقيم .
كماسعّرت الحرب على إنفاق المال سفهاً وتضييعاً وهدراً لمجرد إضاءة برج خليفة بنتيجة تحديد جنس المولود بماكانت كلفته الباهظة تكفي لإحياء الكثير من المشاريع لشعبنا المهجر الموغل في الألم والضعف والجوع والفقر .
لكن القضية وإن لم أكن لأدافع عنها مطلقاً إلا أنهم بشنشنتهم على هذه الخطيئة قد أخفوا ملايين الخطايا الصارخة وقد أريقت تحت رزاياها ملايين الدولارات المعلنة ثمناً لثوب الساقطة هذه أو ثمناً لحذاء تلك كما لو أن الملايين المملينة من الدولارات لم يعد لها قيمة بين أيدي أهل الخنا والفجور ممالايخفى على كل متابع حصيف .
ومنذ متى يتذكر الناس شعبنا المسكين -التواق للخروج من محنته مع عفافه وصلابة مقاصده رغم حاجاته المؤلمة إلى العلم والتعليم ولو في ظل خيمة ولو لم يكن يملك كسرة الخبز العجفاء - إلا عندما يكون سيفاً نلوح به ونلطم بآلامه وننوح على مآسيه لأغراض لاتعنيه بشئ من الأمر .
كفوا عن العبث والمتاجرة بنا وبأبطالنا ورموزنا وكلكم تعلمون الأصل القرآني العادل (ولاتزر وازرة وزر أخرى ) .
كفوا عن المتاجرة بقضايانا العادلة ورموزنا الناصعة و جباهنا الساجدة الوضاءة .
كفوا عن المتاجرة بمؤسسات لم يسمح لنا بسبب حرب محاور الشر مجتمعة علينا بصناعة الأفضل ولايزال الصد عن رجالاتها كي لايصنع غيرها أصلاً .
وبعد .. فكم تمنيت ياأنس هشام أن تستفيد من قوتك في حصد الملايين من الإعجابات الالكترونية باحتفالية نقيمها لك في مخيمات شعبك لتعبر عن حمدك لله وشكرك ولتفيض من هذه الأموال المهدرة في تعليم طفل أو ضمد جرح أو مسح على خد يتيمة .
وكم تمنيت لصلاح ذريتك أن يراك الناس وزوجك أكثر تقديراً لتعاليم دينك .
وكم تمنيت لأمك المصون أن تفرح فرحها هذا في غير دبي وتحت أنوار مخيماتنا الخافتة المشعة ولم أكن لأقول قولي هذا لولا أني أناقش ماأعلنتم من الأمر .
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
وسوم: العدد 894