*قال سبحانه وتعالى: ( إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) 38/ الحج .
*وقال جلَّ و علا : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) 58/ الأحزاب .
*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» رواه البخاري .
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
يروي البخاري والحديثُ صحيحُه = عن بارئ الإنسانِ طابَ الجــودُ
للمؤمنِ الأوَّابِ عند إلهه = أعلى المكانةِ في الرضا ويزيدُ
إذ قال : مَن عادى الوليَّ فإنَّـه = يلقى الجزاءَ ولـم تُفِدْهُ حشودُ
للأولياءِ مكانةٌ لـم تُنْتَقَصْ = وهـمُ التُّقاةُ مقامُهم محمودُ
في الأرضِ مَن عاداهُـمُ فكأنَّه = قـد حاربَ الرحمنَ فهْو جَحودُ
فيردُّه ربُّ البريَّةِ خاسرا = وعليه إثمُ المعتدين يعودُ
اللهُ مولى المؤمنين وحسبُهم = هذي الولايةُ خيـرُها لاينفدُ
عنهم يدافعُ إنْ تمادى ظالمٌ = ولهم على بغي الطغاةِ يؤيِّدُ
خابَ الذين على الهداةِ تجبَّروا = فمصيرُهم : أخذٌ شديدٌ يحصدُ
لـم يُبقِ منهم ذا عُتُوٍّ حينهـا = أبدا وليس لمن تجبَّرَ منجـدُ
الله يدركُ مَن به قد آمنوا = ويردُّ عنهم مَن طغوا ومَنِ اعتدوا
فالمؤمنون لهم منازل رفعةٍ = والظالمون بهم يسوءُ المشهدُ
حين اعتدى وقـحٌ بسوءِ لسانه = صان الأبيُّ لسانَه ممَّـا بَدَرْ
والعفـو من شيمِ الهُداةِ وإنَّمـا = ليس المسيءُ على التَّقيِّ قد انتصرْ
شتَّان بينهما فهذا صالحٌ = تُرجَى مآثرُه وطابَ به الأثرْ
أرداهُ بالصَّمتِ المؤيدِ بالهدى = يرمي بحُسنِ الخُلْقِ وجهَ مَنِ ابتدرْ
والفضلُ للرحمنِ أكرمَ عبدَه = هذا الذي لزمَ المروءةَ واصطبرْ
أمَّـا المسيءُ فقد توعدَه الذي = بعقوبةٍ ـ جلَّ المهيمنُ ـ تُنْتَظَرْ
يُؤذَى رسولُ اللهِ من أعدائـه = وهـمُ الذين لذي النقيصةِ أبرموا
إيـذاؤُه ـ روحي فِداهُ ـ كبيرةٌ = إنَّ الذي يؤذيـه لَهْوَ المجرمُ
والوغدُ في قاعِ الحضيضِ مكانُه = ومدارُ خِسَّته الهوانُ المفعمُ
وعُلُوُّ منزلةِ الحبيبِ بعيدةٌ = هيهاتَ يدركُهـا الشقيُّ المُحجمُ
خسروا وخابت بالتَّبارِ فصولُهم = لمَّـا أساؤوا ويلهم وتكلموا
يأتيهُمُ غضبُ الإلهِ فكلُّهم = باؤوا بشرٍّ قبحُـه لا يُكتَمُ
لاتَحْفَلَنَّ بسوءِ نفسٍ آثرتْ =سَقطَ الهُراءِ على رصينِ فهومِنا
مَرَضُ النفوسِ يسوقُ كلَّ سقيمةٍ = عرجاء لـم تُدركْ مدارَ حلومِنـا
قد ردَّ هذا الوغدُ نصحَ شريعةٍ = جاءتْ تحفِّزُنا إلى تعليمِنا
لكنها المرءُ القبيحَةُ نفسُه = أمسى بلا ريبٍ قرينَ خصيمِنا
فاستوقفانا للمراءِ سفاهةً = وتوجسا حسدًا لعَذْبِ شميمِنا
تأبى النفوسُ العابثاتُ بعُمرِهـا = الاَّ تَضُـمَّ أديمَها لأديمِنا !
صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وسلمـا = وجزاهُ عنَّـا الخيرَ خلاَّقُ السَّــما
قال الحبيبُ حديثَه واليومَ قـد = وقع الذي عنه النَّبيُّ تكلمـا
أُمـمٌ على أقطارِ أمَّتِنا اعتدتْ = وسقتْ بنيهـا من أذاهـا علقمـا
أصنافُهم شتَّى يحرضُهم على = إيذائِنا حقدٌ أغارَ و دمدمـا
كيدٌ صليبيٌّ وآخرُ مثله = مكرٌ يهوديٌّ ببأسٍ قـد رمى
هي غُمَّــةٌ واللهُ يكشفُ ليلَهـا = لنرى نهارَ العصرِ آبَ وأسلما
أعداءُ ربِّك يا أخي لـن يفلِتُوا = فعقابُهم آتٍ هُنَـا وهُنَاكا
فهنا بدنياهـم على استدراجِه = لايهملُ السُّفَها ومَن آذاكا
وهناك في نارِ الجحيمِ مرارةٌ = يُلْفَى بهـا ما لا رأت عيناكا
نودوا إلى الإيمانِ في دارِ الفنا = فوجدت فيهم مدبرا أفَّـاكا
ورأيتَ حربَهُمُ على إسلامِنـا = فاسودَّ أفقُ الخيرِ في دنياكا
كفروا فكان مصيرُهم قَعْرَ اللظى = إذ قيل : يا إنسانُ ما أعماكا ؟!
سفهاؤُهـم كالوا لنـا من شرِّهم = كيلا من الحقدِ الدفينِ الواسعِ
وطغاتُهـم جاؤوا بكلِّ مصيبةٍ = للناسِ من نكدِ الأذى المتتابعِ
هذا اعتداءٌ صارخٌ قصدوا به = إذلالَهم بقنابلٍ و مدافعِ
لكنَّهم وجدوا الهدى يرعاهُمُ = ويردُّ عنهم كلَّ خطبٍ واقـعِ
المسلمون وفي حماية ربِّهـم = إيمانُهم يطوي لسوءِ الطالعِ
فهُـمُ الذين استعصموا باللهِ قـمْ = وانظرْ بطولةَ صابرٍ ومقارعِ
بشرى لنـا ولتطْمَئِنَّ قلوبُنا = حين استجابَ إلهُنـا للسَّائلينْ
وَلِيَقْطَعَنَّ اللهُ دابرَ مَن عتوا = حتَّى يُرَدُّوا بعدَ ذلك خائبينْ
الباطلُ استعدى وجاءَ بحشدِه = يبغي هلاكَ المؤمنين الصَّالحينْ
يومَ استغاثوا بالذي يرجونه = فأمدَّهـم بالفتحِ رغـمَ المعتدينْ
والنصرُ من عندِ المهيمنِ فالعدا = بالرُّعبِ ينقلبون فيها خاسرينْ
لو أنَّ أُمَّتَنَـا استجابتْ لانطوى = عهدُ الطغاةِ وعهدُ كلِّ الآثمينْ
مازالَ في (بدرٍ ) لأُمتنا صدىً = واليومَ يُسمعُنا استغاثاتِ الهُداةْ
ثبتوا وهـم في أرضِ بدرٍ قِلَّةٌ = يحدون للجنَّاتِ في أحلى ثباتْ
فأمدَّهـم ربُّ السَّماءِ بجندِه = فانهارَ جمـعٌ للعتاةِ وللجُناةْ
الرُّعبُ أوهنَ عزمَهم فتفرقوا = ما بين قتلٍ ثم أسرٍ أو شتاتْ
مَنْ يتَّـقِ الرحمنَ في الدنيا يجدْ = فرقانَه الفوزَ المبينَ مع النَّجاةْ
لا يخدعنَّك مـا لدى الكفارِ من = زخمِ السلاحِ قذاك من دَأبِ الغزاةْ
هـذا اليقينُ ببارئ الأكوانِ = تحيا عليه قوافلُ الركبانِ
بالصَّبرِ بالأذكارِ بالعملِ الذي = قد جاءَنا في محكمِ القرآنِ
بالصِّدقِ في النيَّاتِ ينفي لوعةً = لمَّـا تكنْ في الصدرِ للرحمنِ
النَّازلاتُ يردُّهـا ربُّ الورى = إنْ آبَ أهلُ الحقِّ للإيمانِ
واستعصموا بالسُّنًّةِ الغرَّاءِ في = زمنِ الميوعةِ والهوى الشيطاني
ستعودُ للإسلامِ عزَّتُـه إذا = عادَ الفدا يُقصي دُمى الأوثانِ
صِلةُ القلوبِ بربِّهـا أمنٌ إذا = جارَ السَّفيهُ معربدًا بالباطلِ
يحثو على سمعِ الكرامِ لسانُه = بئسَ التَّفاهةُ من لسانِ القاتلِ
ولربما انتفختْ بها أوداجُه = فانقضَّ وغدا في ثيابِ السَّافلِ
أتُراه يفلتُ من عقابِ إلهه = والظلمُ سيفُ الخاسرِ المتحاملِ
تأتيه صفعةُ قادرٍ وتردُّه = عن غيِّـه في عاجلٍ أو آجلِ
لاتحسبَنَّ المعتدي في نعمةٍ = أبدا ومنها العمرَ ليس بنائلِ
كيفَ استدارَ الشَّرُّ قُمتَ بوجهِهِ = بيقينِ قلبٍ مؤمنٍ تيَّـاهِ
أهلوهُ مـابرحوا وحوشًـا أُفلتَتْ = لأذىً تمادى حقدُهـم وسَفاهِ
لايعبؤون بشرِّهم أنى جرى = في سَوقِ معضلةٍ وصفعِ دواهي
مـا هـم وربِّك بالرجالِ وإنَّمـا = هـم من أراذلِ زمرةِ الأشباهِ
لكنَّ ربَّـك لـم يدعْهم هكذا = فَتَمَنُّعُ الأشرارِ فِعْلٌ واهِ
والعبدُ منهم عبدُ سوءٍ فاجرٍ = وسِواهُ بين الناسِ عبدُ الَّلهِ
متعجرفٌ وقـحٌ يسنُّ لسانَه = وبـه يلوكُ حقارةً في نفسِه
في الناسِ يحسبُ نفسَه من فوقهم = وهو الأذلُّ بنفسِه وبحسِّه
قـد طابَ أمـرُ الناسِ في أخلاقِهم = وأخو الإساءةِ رأسُه في نحسِه
ينمو الغِراسُ بتربةٍ سِلْتِيَّةٍ =بيدِ النَّدى ويطيبُ فـائحُ غرسِه
أمَّـا يـدُ المتعجرفِ المتغطرسِ . = . الوقـحِ الخبيثِ فغرسُه في بؤسِه
اللهُ يمحقُ مايرومُ فلم يجدْ = يومًـا يمتعُ نفسَه في أنسِه
مـا كنتَ اهـلا للمآثرِ إنَّهـا = صفةُ الكريمِ ولستَ بالمأمولِ
أمَّـا الكريمُ فلو خَبَرْتَ سُمُوَّه = لوجدتَـه أهـلا لكلِّ جميـلِ
لم يرضَ ربُّ العرشِ عن نفسٍ مشتْ = بالسُّوءِ تنهقُ عندَ كلِّ سبيلِ
ويفوهُ باللفظِ المقيتِ وما درى = أنَّ الذي يرميه بالتنكيلِ :
لهو الجديرُ بما المكانةُ أفردتْ = ديوانَهـا لوصاله المأمولِ
واللهُ يدفعُ عنه سوءَ مخاتلٍ = فهو الحفيُّ برحبِها المأهولِ
العفوُ شيمةُ مؤمنٍ باللهِ لم = يرضَ انحدارَ سُمُوِّه المتألقِ
وهو الأبيُّ وليس يرضى ذلَّةً = لكنَّه يعفو إذا جـارَ الشَّقي
ولعلمِه بمكانةِ العافين عن = خَلْقٍ لهم من سوءِ طبعٍ مطلَقِ
ولعلمه بجزاءِ كلِّ مكابرٍ = إن قالَ في غرمائه لـم يصدقِ
يُدعَى إلى حُسنِ الكلامِ فلم يجدْ = بلسانه إلا قبيحَ المنطقِ
والله يفصلُ بين كلِّ مخاتلِ = ومُكَرَّمٍ وبشرعِه متعلقِ
قد طالَ ليلُ الكربِ وازدحمَ الجوى = بالهـمِّ من ظلمٍ وعصفِ نوائبِ
والناسُ بين فجيعةٍ و مصيبةٍ = عاشوا قطيعةَ محدبٍ وأقاربِ !
أفنى الثَّقيلُ من الأسى ما في = من رحمةٍ و مودةٍ و تقارُبِ
يخشون هولَ مطالعِ البلوى ولا = يخشون من بعدِ الجفا بعواقبِ
أعمى بصائرَهم دخانُ ذنوبهم = وأنالهـم ضنكًا ضلالُ مذاهبِ
لـم يبقَ إللهُ ينقذُنا فيـا = ربَّـاهُ أدركنـا بغيرِ متاعبِ
قـمْ ( أرسلانُ ) فهاهُـمُ أعداؤُنا = جاسوا الديارَ ولوَّثوا الآفاقا
قـمْ وارتدِ الكفنَ الذي فيما مضى = كنتَ ارتديْتَ بياضَه مشتاقا
هـانَ الرجالُ بعصرِنا و تخاذلُوا = فانظرْ فلن تلقى بهم عملاقـا !
قُـمْ بالعقيدةِ فارسًـا لاينثني = فالنصرُ كان لواؤُه خفَّاقـا
ذُهِلَ العدوُّ وقد رأى أُسْدَ الهدى = ورأى الإمامَ إلى الفِدا توَّاقـا
فانجابتِ الآفاقُ عن نورٍ هفـا =فيه الجوابُ لصدقِهم رقراقـا
ذُلٌّ وأسرٌ لامبراطورٍ طغى = وهزيمةٌ كانت لهـم نكراءَ
( فملاذَكُردٍ ) لـم تزل أصداؤُهـا = تُذكي الشعورَ بطولةً و إباءَ
الروسُ والبلغارُ من جيش العِدا = وحشودُ أوروبا أتتْ نصراءَ
واعتـزَّ في صلفٍ كبيرُ عُتُوِّهم = في نصف مليونٍ بغى وأساءَ
والمسلمون أقلَّةٌ لكنَّهم = جاؤوا لنورِ البيِّناتِ فداءَ
فأتاهُـمُ النَّصرُ المؤزَّرُ من لَدُنْ = ربِّ السماءِ وأهلكَ السُّفهاءَ