مَن يَحمل وزرَ التولّي ، المسبّب للاستبدال ؟ هل يتساوى الناس في هذا ؟
قال تعالى : (وإن تتولّوا يستبدلْ قوماً غيرَكم ثمّ لايكونوا أمثالَكم) . فهل يتساوى الناس ، أم يتفاوتون ، في حمل وزر التولّي ، المسبّب للاستبدال ؟
سنّة الله واضحة في عباده : أنعمَ على أمم كثيرة ، أنواعاً شتّى من النعم ، وأهلك أمماً كثيرة، بطرائق شتّى من الهلاك ، بعد أن عتت عن أمره ، بأساليب شتّى من العتوّ!
قال تعالى : ( ولو أنّ أهلَ القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ).
وقال تعالى : (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أُنزِل إليهم من ربّهم لأكلوا مِن فوقهم ومِن تحت أرجلهم منهم أمّة مقتصدة وكثيرٌ منهم ساءَ مايعملون).
نموذج ( سبأ ):
إنه نموذج واضح ، لايحتاج إلى شرح أو تفسير!
(لقد كان لسبإ في مسكنهم آيةٌ جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربّكم واشكروا له بلدةٌ طيّبة وربٌّ غفور* فأعرَضوا فأرسلنا عليهم سيلَ العَرِم وبدّلناهم بجنّتَيهم جنّتين ذواتَيْ أُكُلٍ خَمْط وأَثلٍ وشيءٍ من سِدرٍ قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلاّ الكفور..
وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة ).
ويبقى السؤال الأساسي ، مطروحاً على العقلاء : على مَن يقع ورزُ التولّى والإعراض ؟ على الناس جميعاً ، في سبأ ، كباراً وصغاراً .. وعقلاء وحمقى ومجانين.. ومواطنين عاديين ، لايفقهون شيئاً ، ولايعرف أحدهم ، سوى البحث عن رزقه ورزق أسرته ؟ أم يقع الوزرُ، على : الأكابر، والنُخب ، والوجهاء ، والعلماء ، والمثقفين .. وسائر قيادات المجتمع ، من قيادات : سياسة وفكر، وعلم وأدب واجتماع ؟ أم يحمل كلّ فرد ، بقدر ما آتاه الله ، من نعم : العقل والفهم والإدراك .. وبقدر ما تصدّى له ، هو، من مسؤوليات : القيادة والسيادة ، والريادة والتوجيه ؟
أم تُوزّع المسؤولية على الجميع ، فيصيب كلّ فرد بحسَبه .. (ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها)؟
وسوم: العدد 904