في تشكيل جبهة واسعة لأهل الإيمان
" ثق بالمتدين ولو على غير دينك " عبارة ما وجدتها قط في كتاب ، وما حفظتها إلا من أفواه علماء حلب ، وتحت قباب مساجدها . والأديان لا تأمر بالفحشاء ، ولا ترتضي البغي والعدوان ، هكذا كانوا في مساجدنا يعلمون .
ومصطلح " مؤمن " يدلل في خطابنا الإسلامي الداخلي إلى درجة من درجات اليقين ، إسلام وإيمان وإحسان ، وقد يتداخل في سياقات القرآن العظيم ورود الإسلام والإيمان بمعنى واحد ، وإن كان ورود لفظ الإيمان والنداء بوصفه، أكثر في كتاب الله تعالى.
ولكن - ولا تعجلوا علي- إطلاق لفظ الإيمان والكفر أو الجحود أو النكران قد يختلف في السياقات الكونية والحضارية والإنسانية ..
فنسمي مؤمنا ومؤمنين كل من آمن بإله ورب ودين - مهما يكن إيمانه - ونسمي كافرا أو منكرا أو جاحدا أو ملحدا كل من كفر أو أنكر أو جحد أو ألحد ..
ويجب أن لا تضيق عقولنا بذلك ، فيقول قائل كيف تسمي غير المسلم مؤمنا ؟! وأقول مادمنا نسبق إلى تحديد معنى المصطلحات فلا بأس ولا ضير.
وحكمة ما ندعو إليه ، والمصلحة منه ، أن يشكل أهل الإيمان ، بكل ما تحمله الأديان عامة من قيم عليا - مهما اختلفت ، جبهة موحدة في وجه دعاة الكفران الذين باتوا جبهة موحدة ، تحارب جميع القيم ، وجميع الأديان ، وهي في الحقيقة تمتلك السلطة والثروة والقرار والإعلام والمدرسة والجامعة . يجب أن يكون في عقولنا متسع لمثل هذا الفرز والتكتيك ليكون لهؤلاء " المؤمنين " بالمعنى الذي ذكرت ، حضورهم وكلمتهم وقرارهم في بناء أوطانهم ، وفِي المؤتمرات الدولية ، وفِي صياغة المواثيق الإنسانية، وفِي صناعة الثقافة والقيم العالمية ، فإن جبهة الكفران تراهن على اختلاف أهل الإيمان، من المؤمنين بالله والأديان ، وتشتتهم وتنابذهم .
وأحفظ عبارة جميلة من كتاب ابن القيم في أحكام الذميين والمستأمنين تنص " إن الله يحب أن يذكر ولو من كافر "
ومن تابع ثقافة النتفلكس وهي ثقافة مبرمجة علم إلى أين يريدون أن يأخذوا الإنسانية والعالم.
ومن قبل قال ديستوفسكي على لسان أحد أبطاله " إذا لم يكن الله موجودا، فكل شيء مباح "
وبات هذا القول بالنسبة لكل من اعتقدوا موت الله منهجا وطريقة وسياسة .
وبناء على هذا الموقف من الله والحياة والإنسان حول بوتين وشركاه سورية إلى مختبر ، وشعبها إلى فئران تجارب ، وجربوا فيه حسب تصريح. شويغو ٦٠٠ سلاح .
وسوم: العدد 909