هل يغيّر الوباء، موازين القوى الدولية ، كما تفعل الحروب ؟
كانت الحروب تغيّر موازين القوى ، في العالم ، فتَسقط دول أو تنهار ، وتقوى دول أو تتوسّع ، في محيطها وفي خارجه .. وتُمحي دول عن الخريطة .. وتصبح دول إمبراطوريات ..!
غابت دول قوية وغنية ، مثل : اليونان القديمة ، ودولة الفراعنة القديمة ، ودولة الفرس الكسروية القديمة .. وغيرها ، في القديم !
أمّا في العصر الحديث ، فضعفت دول ، كانت لاتغيب عنها الشمس ، مثل : بريطانيا العظمى .. وانهارت السلطنة العثمانية .. وتأخّرت دول ، مثل فرنسا .. وبرزت دول ، مثل أمريكا والاتحاد السوفييتي ! ثمّ سقط الاتحادالسوفييتي ، وظهرت الدول ، التي كانت أجزاء منه ، إلى الوجود ، وصار لكلّ منها كيان مستقلّ ، ودخلت في إطار الاتّحاد الأوروبي ، على أنها دول فاعلة فيه ، لها شراكة كاملة ، في قراراته !
فهل تفعل الأوبئة الفتّاكة ، الواسعة الانتشار، اليوم ، مثل وباء كورونا .. هل تفعل كما كانت تفعل الحروب ، من قبل ؛ فتَسقط دولة ما ، نتيجة لانهياركيانها السياسي ، المرتبط بشكل وثيق ، بالكيان العسكري ، والمتداخل مع الكيان الصحّي ، والكيان التعليمي ، والكيان الثقافي ؛ لاسيّما في عصر العولمة الراهن ، الذي ارتبطت فيه الدول ، فيما بينها، ارتباطاً شديداً ؛ بله كيان الدولة الواحدة ؟
وسوم: العدد 912