السرائر درجات .. وابتلاؤها درجات !
السريرة : هي مايُسِرّه الإنسان في نفسه ، من أفكار ونزعات وأهواء .. ومن خير وشرّ، فلا تظهر للناس ، إلاّ ضمن ظروف معيَنة !
وخفاء السرائر درجات .. وكشفها درجات ..!
ومن درجات خفاء السريرة :
مايكتمه المرء عن الناس ، جميعاً ، بمن فيهم أبواه وأبناؤه وزوجه .. فلا يعلمه إلاّ الله!
وهذا أشدّ درجات الكتمان .. ويكشف الله هذه السرائر، يوم القيامة !
ومن السرائر مايكشفه المرء ، لبعض الناس ، مثل زوجه !
ومنها مايكشفه المرء ، لأبويه أو ، لأحدهما !
ومنها مايكشفه المرء لبعض أبنائه ، دون أبنائه الآخرين ؛ ثقة بمن يكشف له سريرته !
ومنها مايكشفه المرء ، لبعض أصدقائه ومقرّبيه من الناس ، الذين يتبادل معهم الودّ !
ومن السرائر مايكشفه الناس ، في قول المرء ، نفسه ، أو في لحن القول ! وقد أخبر الله نبيّه عن المنافقين ، الذين يكتمون نفاقهم ؛ إذ قال جلّ شأنه: (ولتعرفنّهم في لحن القول..) .
ومن السرائر ما تكشفه الأعمال ، حين تتّفق مع الأقوال ، وحين تخالفها أو تناقضها !
ومن السرائر ما تكشفه السيَر؛ سيَر الأشخاص ، ممّا قد لايظهر، في سائر الأقوال ، أو سائر الأفعال ! فلا بدّ من العودة إلى سيرة المرء ، لمعرفة حقيقة سريرته !
وما نحسبنا بحاجة إلى ضرب الأمثلة ؛ فثمّة أمثلة كشفها القرآن الكريم ، في آيات تتحدّث عن المنافقين ، وآيات أخرى تتحدّث عن المؤمنين الصادقين المخلصين !
أمّا الحياة ، نفسها ، فتقدّم نماذج كثرة ، من سائر أنواع السرائر، وفي سائر الأعمال : السياسية والاجتماعية والفكرية .. وغيرها ! وكلّ أناس مكلفون بمعرفة النموذج ، الذي يتعاملون معه ، أو يتجنّبونه ، أو يتعاملون معه بحذر.. حسب حاجاتهم إلى التعامل معه!
وسوم: العدد 926